ــ المنتخب: حاوره: منعم بلمقدم

رفضت كل إغراءات فرنسا للعب للأسود فكيف أتسبب في الأذى لمنتخب بلدي؟
من حق الزاكي أن يرافق من شاء ولا يحق لي محاسبته على اختياراته

هل نرضى بأن يضرب الخراب عرين الأسود ونحن نعاين هذا الكم من الشائعات ونفث السموم الذي يهدد الصرح وتقويض مشروع إعادة البناء بلا تحري أو تقص للحقائق؟
هل نقبل بما يتم الترويج له من تسريبات غاية في الخطورة وضرب مبرح تحت الحزام ركب عليه رواد وهواة زرع الفتنة بين الزاكي ومساعده حجي دون أن نلامس جوهر وحقيقة ما يجري؟
«المنتخب» التي تعودت عبر مسافة 30 سنة من المتابعة الدقيقة لمختلف تقلبات الكرة المغربية اقتحمت على حجي خلوته، ووضعته بقفص المساءلة وسحبته لحيث أرادت بغية استجلاء حقيقة علاقته بالزاكي وما يتم الترويج له من كونه زاغ عن السكة الصحيحة وهرول في الإتجاه السير الممنوع.
الغزال الأطلسي يطل على عشاقه وجمهور الأسود قبل «الجيبيلي» المرتقب ليرد بعفوية، ويضحد كل الشائعات ويؤكد سموه عن خصلة الضرب بالظهر ويذكر الجميع كيف رفض هذا اللاعب قبل 20 سنة إغراءات فرنسا ليلعب للأسود في أبلغ رد على الوفاء.
تابعوا هذا الحوار الجريئ جدا مع حجي أحد مساعدي الناخب الوطني وهو يدافع عن نفسه.
- المنتخب: المفروض أن تكون سعيدا مسرورا كأي عريس يزف لعروسه وأنت تتهيأ هذه الأيام لحفل كروي بديع يدشن لاعتزالك رسميا لا أن تكون محورا لنقاش عقيم يضعك بفوهة المدفع ما تعليقك؟
مصطفى حجي: بداية كل التقدير لمنبركم الذي أبادله الإحترام بعدما واكب الكثير من المحطات الخالدة والمصيرية بمشواري ومسرور أن أكون اليوم ضيفا عليه للرد وتقديم ما يكفي من إجابات علها تنهي هذا الجدل العقيم  كما سميته.
بطبيعة الحال أنا سعيد بالحدث، حدث التكريم ولو أني شعرت في لحظة من اللحظات أن هناك من لم يرقه أن يرى حجي سعيدا فاختار توقيتا حاسما لمهاجمته.
من أساء لي يعرف نفسه والموقع الذي حاول توريطي أو من يخدمون أجندات بعينها أقول لهم سامحكم الله، فحجي يعرفه المغاربة ويعلمون أكثر من غيرهم كم الحب الذي يكنه لبلده ومنتخب بلده ومستحيل أن يأتي بهذه المحطة ليتسبب بشكل أو بآخر في الإساءة له.
- المنتخب: يبدو أنك لخصت بعض الأمور بجوابك هذا، هل أفهم من كلامك أنك غير معني بكل اللغط الذي يدور حاليا حولك؟
مصطفى حجي: بكل تأكيد و يهمني أن تضعني أنت في سياق مباشر لأي نوع من المحاكمات لأدافع عن نفسي وأعرض أفكاري بالشكل الذي تربيت عليه ويعرفه كل المغاربة جمهورا وإعلاما.
ما يثار حاليا فيه الكثير من الظلم لي والكثير من التجني والإساءة لأخلاقي قبل أن يكون المقصود مساري لاعبا أو مؤطرا، ولا أعلم ما هي مصلحة من يحرك كل هذه الخيوط.
- المنتخب: طيب لندخل في صلب الموضوع مصطفى، أنت متهم بالتشويش على عمل الزاكي وكونك لا تساير توجهاته وأفكاره؟
مصطفى حجي: ليس صحيحا بالمرة ومستعد للمواجهة إن أثبت أحد عكس هذا، أعرف حدودي والصلاحيات المخولة أمامي ولا أتعداها بالمطلق.
من حقي أن تكون لي ملاحظات لأني هنا في دور استشاري للمدرب بحسب علمي المتواضع، لكنها تظل مجرد اقتراحات ولا ترقى لفرض أمر ما أو إلزام المدرب بالتقيد بها، هذا ما تعلمته في مساري الإحترافي كلاعب ووقفت عليه في طريقة اشتغال الأطقم التقنية ولا أعلم المقصود بكلمة تشويش.
-  المنتخب: هناك من يجزم كونك لا تشاطر الناخب الوطني نفس القناعات، ولا تكمل عمله، بمعنى أن رؤيتك التقنية المختلفة معه قد تفهم على أنها تشويش مثلا؟
مصطفى حجي: هل خرجت في يوم من الأيام للتعليق على أن الزاكي أخطأ على مستوى اختيار تشكيلة ما؟ هل هناك من يؤكد أني انتقدت علانية كونه أدمج لاعبا غير جاهز؟ وهل هناك من يثبت أن حجي لا يروق له أسلوب المنتخب الوطني ويقترح شكلا آخر من الأداء أو يرى أن المدرب ظلما عنصرا؟
هذا هو التشويش في اعتقادي وهذا هو أن لا تكمل عمل المدرب، وغير هذا مجرد تفاهات وسموم يصنعها البعض لصب النار على الزيت ليس إلا..
- المنتخب: ألا تعمل على استمالة أطراف غاضبة أحيانا لصفك، يحدث أن يصدر عن لاعب ما ردة فعل عفوية بتجاهله في مباراة معينة، المفروض أن تكون في موقف داعم لاختيار المدرب لا العكس، أظنك فهمت قصدي؟
مصطفى حجي: وهذا ما أقوم به، دوري ليس أن أكون إطفائيا بل مساعدا للناخب الوطني ومكملا لأفكاره وعاكس للنبض الذي يشعر به ومترجم لأفكاره.
وأنا أستحضر حضوري طيلة الفترة السابقة بجانبه لا أتذكر حالة واحدة كنت فيها أو من خلالها بعيدا عن هذا السياق ولم يصدر عني أني نبشت أو حاولت إثارة الفتنة أو تحريض أي كان أو دفع طرف من الأطراف للتمرد.
هذه الأشياء هي ما يحسب ضمن خانة التشويش وأنا بريء كل البراءة منها.
- المنتخب: نفهم من كلامك أن علاقتك بالزاكي علاقة احترام ويطبعها الود ولا صحة لما يروج له حاليا بخصوص وجود شرخ وشقوق كبيرة فيها؟
مصطفى حجي: أحضر مرارا للقاء الزاكي في كثير من الإجتماعات بل يقوم بدعوتي لبيته وكل السفريات الأوروبية أو معظمها كنت أنا رفيقه ولا يمكن لشخص لا يحترم الثاني أن يكون رفيقه في رحلاته  في الفترات التي لا يكون فيها ملتزما بأجندة رسمية، أظن أن هذا أبلغ رد على كل من يحاولون هدم هذه العلاقة أو تسميمها.
- المنتخب: هذه أمور قد تحضر في الظاهر وأنت تعلم أن الديبلوماسية والموقع الذي تحتله قد يرغمك على تحمل وضع كهذا دون أن تعكس اختلافا عميقا قد يكون بينك وبينه؟
مصطفى حجي: لا، ليس صحيحا، لا يوجد شيء يرغمني على التحلي بالنفاق إن كنت لا أرتاح لشخص، وهو كذلك لا يوجد ما يجبره على تحملي إن لم يكن يطيقني.
جئت لأتعلم من الزاكي لا لأضره وهو «الباطرون» والقائد داخل المجموعة، لقد كونت انطباعا جيدا عنه لاعبا وأسطورة،  عبر منبركم أعلن أنه هو صاحب القرار الأول والأخير داخل المنتخب المغربي ولا يوجد ما يشعرني بالخجل إن قلت أني هنا لأتعلم منه.
- المنتخب: هناك من أبلغنا أنك انتقدت اقتحام بعض وكلاء أعمال اللاعبين غرف عناصر المنتخب المغربي وهو ما لم يرقك وحاولت نقله للعناصر الوطنية؟
مصطفى حجي: ليس صحيحا أيضا، الزاكي ناخب وطني وليس قاصرا ويعلم أين هي مصلحة المجموعة ككل، من حقه أن يحضر أسرته أو مقرب من المقربين منه أو صديقه ولا حق لي بالتدخل في هذه الأمور.
هذه سخافات وسموم يروجها من له مصلحة تمت محاصرتها داخل المنتخب الوطني وينفث سمومه لزعزعة محيطه، من حق الزاكي أن يرافق من شاء ولا يحق لي محاسبته على اختياراته، وهذه مسألة من المخجل أن ندخل في نقاش حولها، كما لست أنا الشخص الذي يسقط في هذا الفخ للخوض فيها في ظهر الزاكي، فلست أنا من يضرب الناس بالظهر.
- المنتخب: نحن هنا نضعك بالصورة لكنك مصر على نفي كل هذه الإدعاءات رغم علمنا أنه لا نار من دون دخان، ألم يحدث وأن اختلفت مع الزاكي فأسيء فهم ما دار بينكما مثلا؟
مصطفى حجي: الإختلاف رحمة كما نقول وليس جريمة، من حق كل طرف أن يقدم أفكاره ويعرضها على الثاني والأخذ بها من عدمه، تبقى مسألة من اختصاص صاحب الكلمة العليا والمخول له ذلك بموجب قانون وعقد.
لغاية اللحظة لم ندخل تحديا فاصلا، لم نخض تظاهرة كبيرة ولم نلعب سوى مباراتين رسميتين، أقول هذا لأؤكد أنه لم نوضع في سياق صعب نخسر فيه أشياء كبيرة حتى أعبر عن اختلافي أو يصل موقفي للزاكي فيغضبه؟
السيد الزاكي يقوم بعمله على أكمل وجه وأنا قلتها وأكررها، جئت لأتعلم منه ولأستفيد من رصيد خبرته الكبير ويشرفني هذا.
- المنتخب: سأحرجك بشيء لربما تكون قد نسيته أو تجاهلته، الكثيرون منا يحتفظون بمواقف سابقة لك قلت فيها بصريح العبارة أنك ضد عودة الزاكي لتدريب الفريق الوطني، هل تذكر هذا، ألن يكون لهذا تأثير على مستوى شحن الأجواء بينك وبينه كل مرة يتذكر لك فيها هذا الموقف؟
مصطفى حجي: لا أعتقد ذلك هو مدرب محترف وأنا كذلك وكلانا تشبع بنفس الثقافة، ثقافة الشجاعة والجرأة على مستوى إظهار المواقف دون أن يكون ذلك سببا لدفن الحقد وتخزينه في صدر الطرف الثاني.
صحيح قلت سابقا أن الزاكي لا يصلح لتدريب المنتخب، لكني بعدها اكتشفت أنه اليوم هو رجل المرحلة، حدث هذا ليس في الفترة الأخيرة التي عاد من خلالها لتدريب الأسود لكن في وقت كان الإعلام يطلب موقفي وأصرح به دون خلفيات واحتكاما لمعطيات كانت بالساحة.
اليوم أدركت بعد اشتغالي معه أنه رجل المرحلة وأنه الأصلح وأنا معه بنفس السفينة وعلي تحمل مسؤولية وصولها لبر الأمان معه.
أعتقد أن الزاكي أكبر من التفكير بهذه الطريقة وأكبر من أن يجره بعض المشوشين للتفكير سوء بحجي.
- المنتخب: بعد أن نزهت نفسك عن كل الترهات والتفاهات كما سميتها، ألا يراودك ندم بخصوص قبولك بهذا الدور دون أن تكون قد جالست الزاكي قبلها بفترة لتحديد الكثير من الأمور وخطوطها الحمراء؟
مصطفى حجي: الندم، ليس ندما بل شعور بالغبن والإحباط من بعض الذين لا يتصفون بالأخلاق ويحاولون رمي الناس بالباطل وتأويل كلامه وحمله بطريقة مغايرة لزرع الفتنة.
لقد غادرت المغرب في فترة وكنت واعيا بالأجواء المصاحبة لمحيط المنتخب المغربي وطالما حذر الغيورين من تأثير التشويش والسموم التي يزرعها البعض على نتائجه.
أدرك أن المحيط ملوث وبعض السماسرة يروجون للشائعات لكني أحترم حدودي، السيد رئيس الجامعة مشكورا وضع ثقته بي ومستحيل أن أخذله.
- المنتخب: كيف تفاعلت مع هذه الشائعات كما تسميها أنت، وأنت تقبل على مباراة إعتزالية تضعك بواجهة الأحداث عالميا وليس وطنيا فحسب في ظل تأكيد نجوم عالميين كبارا حضورهم للنزال؟
مصطفى حجي: تفاعلي كان سلبيا وكان مزيجا من الشعور بالحزن والإحباط، عدت بذاكرتي سنوات طويلة للخلف فاقت 20 سنة تعرضت خلالها لحملة إغراء وضغط كبيرة لأدير ظهري لمنتخب المغرب واللعب لفرنسا.
لم أقبل يومها ولم أساوم قط للعب لمنتخب بلدي، فكيف يعقل أن أضر اليوم منتخب بلدي أو أتعمد الإساءة له بشكل أو بآخر، هذا هو ردي على من حاولوا ضرب مشواري وعلاقتي بالجمهور المغربي بهذه الطريقة الفضة والمبتذلة.
- المنتخب: أعتقد أني استهلكت بما يكفي أعصابك وهدوءك، في الأخير أترك أمامك مساحة حرة التعبير بالطريقة التي تراها الأنسب لتمرير رسالة لمن يهمهم الأمر؟
مصطفى حجي: مرة أخرى أجدد عبر منبركم التقدير والإحترام الواجب للناخب الوطني الزاكي، وأؤكد ودون أن أخجل من ذلك أنه هو الباطرون وأنا جئت للتعلم والإستفادة منه.
حين أخرج للشارع واللقاء بالجمهور المغربي يطلبون مني صورا وأتوغرافات، لا أريد أن تخدش هذه الصورة ولن أقبل بأن يساء لها بشكل أو بآخر.
أنا لم اختر مباراة وداعية للإستعراض والبهرجة والتقاط الصور، أنا اخترتها لأقول للجمهور المغربي شكرا لكم على حبكم لحجي..