المنتخب: المهدي الحداد
بالآهات ومن رحم المعاناة أفلت الفريق الوطني من الكمين وإقتنص تأهلا عسيرا من باطا رغم خسارته بهدف نظيف ضد غينيا الإستوائية، مستفيدا من هدفي الذهاب بأكادير ومحلقا بأجنحة منكسرة نحو دور المجموعات لإقصائيات كأس العالم بروسيا 2018.
الناخب الوطني دفع بتشكيلة مثيرة للتعجب والإستغراب حيث أبقى على بعض ثوابته الأساسية في الإحتياط وأقحم الرباعي بامو، تيغادويني، فجر، شاكير منذ البداية الشيء الذي أثار التساؤلات حول الخطة والنهج التكتيكي الذي سيلعب به الأسود، والذي تبين منذ أولى الدقائق أنه دفاعي محض مع الإعتماد على الكرات الطويلة نحو المهاجم يوسف العرابي المعزول، هذا وكما كان متوقعا ضغط الغينيون مبكرا وإعتمدوا على الإختراق من الأطراف مع سيطرة مطلقة على وسط الميدان، وما هي إلا ربع ساعة حتى دق المضيف مسمارا مؤلما في جسد الأسود بتوقيعه للهدف الأول من رأسية للمدافع إيغور بعد ضربة خطأ نفذها بالبوا (د14)، وبدا الإرتباك جليا على أداء رفاق لزعر الذين أصابهم الخجل في الأداء والعشوائية في الهجوم والإكتفاء بالدفاع مجمل الوقت، فيما كان الثنائي الجديد تيغادويني وفجر يحاولان بإحتشام المناورة من الرواقين دون جرأة على تهديد مرمى أوفونو، هذا الأخير إختُبر لأول مرة في المباراة بعد مرور نصف ساعة من تسديدة للظهير شفيق تلتها محاولة للعدوة تدخل على إثرها الدفاع الغيني، وظهر تحسن تدريجي على صورة الفريق الوطني الذي إندفع لكن بتسرع وإعتماد على الكرات الطويلة التي لا يتقنها لاعبوه، كما رفض الحكم سيكازوي هدفا للعرابي المتسلل برعونة (د36)، ليغير بعدها مباشرة وبشكل مفاجئ الناخب الوطني الشاب تيغادويني بالبديل القادوري في إستبدال تكتيكي غير مفهوم (د38)، لكن دون إضافة ولا جدوى في شوطٍ أول خسره الأسود بسوء تقدير وغياب الذكاء في التعامل مع خصمٍ متواضع وفي المتناول، وفي ظروف ملائمة جدا لإجراء مباراة في كرة القدم.
الجولة الثانية كانت صورة طبق الأصل للأولى حيث طغى الخوف والحذر فيها وغياب الجرأة لدى العناصر الوطنية التي إكتفت بالدفاع بشكل غير مقبول، في وقتٍ واصل فيه الغينيون الضغط والإندفاع الذي لقي يقظة الحارس المحمدي ومعه الرباعي الدفاعي، ورغم إقحام زياش المتأخر وبعده النقاش للتأمين فلا محاولات تُذكر للأسود الخائفين، فأبى الناخب الوطني المغامرة وكاد أن يُصفع في أكثر من مناسبة من مناورات بالبوا وتسديدت الخطير سالفادور، لتمضي الدقائق والأيادي على القلوب خوفا من هدفٍ ثان عجز عن تذوقه الغينيون حتى صافرة النهاية بتنفس الصعداء، وتأهل من رحم المعاناة بعد مباراة متواضعة جدا نجا منها مركب الزاكي بسلام في بحر هادئ عجز عن الإبحار فيه، في إنتظار الأمواج والعواصف الحقيقية خلال الدور المقبل.