ــ حاوره: منعم بلمقدم
للسفينة قائد واحد مسؤول عن غرقها أو عبورها لشط النجاة
الحملة ضدي صحية واعتيادية لأن الإنتقاد لا يطال الفاشلين
مستغربا ومندهشا وجدنا الناخب الوطني الزاكي بادو بعد أيام من موقعة باطا التي شهدت هزيمة الفريق الوطني وتأهله برغم ذلك إلى دور المجموعات، آخر دور مؤهل لنهائيات كأس العالم.
الإستغراب والدهشة من ردات الفعل التي أعقبت الخسارة أمام غينيا الإستوائية وأيضا من قسوة النقد المبرح الذي لم يتعامل بحسب الزاكي مع خصوصيات المباراة.
ولتبديد كل سحب القلق التي خيمت على سماء الفريق الوطني بعد مباراة باطا حملت «المنتخب» كل الأسئلة المستفزة والساخنة إلى المدرب الوطني الذي أبدى كعادته كل الإحترافية في الرد عليها، في شكل حقائق لو تراءت للكثيرين لما تجاوزوا كل الحدود في تقييم سقطة الأسود بباطا، إليكم الحوار..
- المنتخب: الآن و بعد أن هدأت العاصفة بعض الشيء، بودنا أن نسائل الزاكي الصريح والزاكي الذي عودنا على لغة غير خشبية في الدفاع عن قناعاته، لكن قبلها كيف تشعر في الوقت الحالي هل أنت سعيد للإنجاز أم حزين لما أعقبه من تداعيات؟
الزاكي بادو: لا، لا يمكنني أن أكون حزينا، لأنه لا يمكن أن أنصاع لقافلة الهدم الممنهج ضدي، لكن لو شئت قل محبط بعض الشيء أو أشعر بالإشمئزاز لما جرى ولما تعاقب من أحداث، إذ من المفروض أن نكون اليوم نتحدث بلسان واحد وهو لسان تمجيد المرور للدور الموالي وبعدها نجلس بهدوء للتصحيح والإصلاح.
لغاية اللحظة أنا غير مستوعب ما حدث ويحدث وإن كنت قد تعايشت مع أوضاع شبيهة في مساري وظهري «تجلد» لمثل هذه الضربات كلما بدأت في تلمس الطريق الصحيح وبلوغ الأهداف التي تربطني بالجامعة.
- المنتخب: لا أحد ينكر هذا، لكن العامة وأقصد الجمهور والإعلام وباقي الشرائح التي تتعلق بالمنتخب الوطني ربما صدمت في الأداء والذي لم يكن مقنعا؟
الزاكي بادو: وأنا لم أقل العكس، بدوري قلت أنها مباراة تربح ولا تلعب، الواقع الحالي تم تصويره على أنه مأساة وعلى أن مصيبة أو فضيحة قد وقعت، وهذا غير صحيح وفيه الكثير من التزوير للواقع وتمييع للحقيقة.
لو قرأ متتبع أجنبي أو عاين ما حدث من ردود فعل بعد التأهل من باطا، لأقر بأن هناك ظلما كبيرا في التعاطي مع الحالة، ولا أعتقد أن الزاكي ارتكب جريمة بحق المنتخب المغربي، وهذه ليست الحقيقة، الحقيقة تقول أننا تأهلنا للمحطة الموالية وتجاوزنا زلزال الإصابات والعديد من الإكراهات التي اعترضتنا وقاومنا مؤثرات أخرى أنا من وقف عليها بـ «باطا»ّ وللأسف لم تتم الإحاطة بها كما ينبغي.
- المنتخب: ما الذي تقصده بهذه المؤثرات وما الذي تعني بالإحاطة؟
الزاكي بادو: ما أقصده هو ما عاينه من رافقنا لغينيا الإستوائية وما رصدوه بأم العين وكانوا شهودا عليه، يوم وصولنا صادف تساقطات مطرية طوفانية وهي التساقطات التي أجبرتني يوم السبت على عدم إنهاء الحصة التدريبية ومغادرة الملعب الذي تحول لبركة مائية ولدي شريط فيديو يمكنكم الإطلاع عليه لفهم ما فكرت فيه لاحقا.
ستقول لي أن الجميع تابع يوم المباراة ملعبا لائقا، لكن ردي هو أني توقعت كل شيء في بلد مناخه متقلب واستوائي، فيوم المباراة كانت هناك حرارة وشمس حارقة ودرجة رطوبة عالية تصيب بالإختناق وتصعب من التنفس ومع ذلك توقعت الأسوأ، والغينيون لجأوا لطائرة بمولد متطور قام بسحب المياه خارجا لكن العشب ظل متأثرا لم يظهر للعيان بالشاشة.
هذا المعطى أجبرني على تغيير الكثير من الأفكار وعلى تعديل المخطط وعلى اللجوء لخيارات بديلة، وهذا إن كنت أفهم في أدبيات كرة القدم هو حق من حقوقي لأني أنا من يحاسب ويساءل في نهاية المطاف.
- المنتخب: لكن البعض لم يستوعبوا أن تعمد لإجراء تغيير كبير على التشكيل بالقوة التي عاينها الجميع، والبعض قال أن فريقا ينتصر لا يتغير، فما ردك؟
الزاكي بادو: شخصيا لا أؤمن بهذه القاعدة وما أؤمن به هو أنه لكل مباراة ظروفها ولكل لقاء رجاله، وإن كان هناك من يتحدث اليوم عن زياش لماذا لم يلعب؟ فردي عليهم هو أن الزاكي هو من جلب زياش وهو من ضمه للمنتخب المغربي وأنا من يعلم متى يلعب ومتى يمكنه أن يلعب دورا آخر.
الظروف التي أحاطت بالمباراة ألزمتني باعتماد لاعبين أنا من يتعايش معهم بالمعسكرات ويعرف قدراتهم البدنية ولأي أدوار يصلحون، لقد كان رهاني وأنا ألعب بالشاكير وعدنان تيغادويني وفيصل فجر منذ البداية والدفع ببامو أساسيا هو إجبار المنافس على ملازمة قواعده وعدم التقدم لمعتركنا باستمرار، كما راهنت على استنزاف طاقة المنافس بدنيا وبعدها الدفع بلاعبين بطراوة عالية بإمكانهم خلق الفارق.
- المنتخب: لكن ما تابعناه كان عكس هذا تماما، لقد تابعنا منتخب غينيا يمتلك الكرة أكثر ويهدد مرمى الأسود مرارا في وقت انعدمت فيه الحلول من جانبنا؟
الزاكي بادو: لا أتفق معك بهذا الخصوص وهذا التحليل، وإن كان صحيحا ما تقول بخصوص نسبة امتلاك الكرة فقد كان امتلاكا سلبيا وفي منتصف ملعبهم ولو أعدتم قراءة شريط المباراة بهدوء وموضوعية ستلاحظون أنهم كانوا يلعبون بـ 6 لاعبين في الخلف، ولم يمارسوا علينا أي ضغط.
الضغط هو الإختراق المتكرر لرواقينا، وهو أن يعيش المحمدي وصلة جحيم لكرات تتردد على معتركه باستمرار وهو أن يلمسوا العارضة ويتوغلوا في العمق مرارا و مرارا.. هذه أمور لم تحدث اللهم الهدف الذي سجل من كرة ثابتة وتصادف مع تدخل حكم المباراة في اللعبة بأن أوقف لاعبنا فيصل فجر الذي انتصب بالحائط، وكان يفترض أن لا تلعب الكرة إلا بعد أن يطلق الصافرة.
لا أبحث هنا عن أعذار لكني وضحت ما قيل عن الضغط وعن تهويل الأمور في مباراة كنت واثقا ألف بالمائة من اجتيازها بنجاح وهناك للأسف من قام بتهويل الأمر وأثر على الرأي العام.