(أ ف ب) - "وحده فان غال يجرؤ على فعلها, هل كان يعلم ان تيم كرول صد ضربتي جزاء فقط من اصل 20 في في الدوري الانجليزي لكرة القدم?", هكذا علق الانجليزي غاري لينيكر هداف مونديال 1986 على السيناريو "الجهنمي" الذي خيم على اللحظات الاخيرة من مباراة هولندا وكوستاريكا اليوم السبت في ربع نهائي مونديال 2014 في البرازيل.

سيطرت هولندا, سددت, اهدرت, استحوذت وكانت الافضل بمجالات امام خصمتها كوستاريكا التي خاضت اروع رحلة في تاريخ المونديال, ونجحت في جر المنتخب البرتقالي الى ضربات الترجيح.

لكن المدربين الكبار يتركون بصمتهم بقرارات تاريخية, فبرغم الارهاق الذي حل بلاعبيه بعد 120 دقيقة امام الشجاعة الكوستاريكية في الذود عن مرمى الحارس العملاق كيلور نافاس, ابى مدرب مانشستر يونايتد الانكلزي المقبل ان يستخدم تبديلاته الثلاث فانتظر حتى الدقيقة الاولى من الوقت بدل الضائع في الشوط الاضافي الثاني لادخال كرول حارس مرمى نيوكاسل يونايتد بدلا من ياسبر سيليسن حارس مرمى اياكس امستردام لاعتقاده ان الشاب الاشقر افضل بصد ضربات الحظ.

لم يحسن كرول التعامل مع 18 ضربة جزاء في البرمير ليغ, لكن ضربات الحظ فيها الكثير من الدغدغات النفسية, وهكذا كان يفعل كرول لدى كل محاولة كوستاريكية, ومن اصل خمس ضربات للمنتخب القادم من وسط اميركا ارتمى خمس مرات على الزاوية الصحيحة واصاب كرتي براين رويز وميكايل اومانيا.

لم تكن المرة الاولى التي يضرب فيها المدرب القوي الشخصية ضربة معلم, ففي التاسع والعشرين من يونيو الماضي اعتمد الوقت المستقطع من اجل تزويد اللاعبين بالماء لاول مرة في تاريخ كأس العالم في مباراة هولندا والمكسيك في فورتاليزا.

اوقف الحكم المباراة ثلاث دقائق في كل شوط ليسمح للاعبين بان يتزودوا بالمياه تفاديا للجفاف فاضافها في نهاية كل شوط على الوقت بدل الضائع.

وقف فان غال بين لاعبيه على طريقة مدربي كرة السلة, وبدأ بتلقينهم تعديل طريقة اللعب لتعويض هدف التقدم المكسيكي بعد تخلفهم صفر-صفر. عاد روبن ورفاقه الى المستطيل فعادلوا بتسديدة ويسلي سنايدر وحصلوا على ضربة جزاء منحتهم بطاقة العبور الى ربع النهائي.

بعد المباراة كشف فان غال الذي طالب الحكم في اليوم السابق باعتماد الوقت المستقطع: "انتقلت الى الخطة ب خلال وقفة التزود بالمياه, لكنها كانت طريقة ذكية للاستفادة من هذه الوقفة... تمكنت من نقل الخطة للجميع".

في الدقيقة ,76 دفع فان غال بكلاس يان هونتيلار, لاول مرة في البطولة, بدلا من روبن فان بيرسي غير الموفق. بعد لحظات, طرح خطته البديلة: "كنت اعلم اننا سنحصل على هذه الوقفة. تدربنا على ذلك مع هونتيلار وديرك كاوت في المقدمة وكرات طويلة في العمق".

هكذا يكون كرول اصبح اداة بطولية جديدة للمعلم فان غال, فالحارس الذي يتميز بالشجاعة وسرعة الحركة, برز اسمه خلال المواسم الماضية كأحد أفضل حراس الدوري الإنجليزي.

صحيح أن عمره 26 سنة إلا أنه استطاع انتزاع مكانه أساسيا في خط مرمى نيوكاسل يونايتد, النادي الذي التحق به صيف 2005 قادما من أدو دين هاغ بعمر السابعة عشرة.

اكتسب كرول تجربة مهمة بفضل فترات الإعارة التي قضاها بين صفوف كارلايل يونايتد و فالكيرك الاسكتلندي وهو العامل الذي جعله يشق طريقه نحو تشكيلة نيوكاسل الأساسية سنة 2010. ومنذ ذلك الحين ظل الحارس رقم واحد في الفريق.

وبرغم أن فريقه عاش فترات عصيبة خلال موسم 2013-,2014 إلا أن كرول حافظ على مستواه وأدائه الرائع, بل وفاز بجائزة أفضل لاعب في الدوري لشهر نونبر, وهو حارس المرمى الوحيد هذا الموسم الذي حظي بهذا الشرف.

على المستوى الدولي, تدرج عبر المستويات وتألق في فئتي تحت 17 و21 سنة قبل أن يوقع على بدايته مع الكبار خلال مباراة ضد البرازيل عام 2011.

بعدها واظب على الظهور في تشكيل المنتخب الوطني, وخاض مباراة ضد تركيا ضمن تصفيات كأس العالم 2014. غير أن كرول لم يعد يحظى باهتمام فال غال كحارس أول اذ فضل عليه سيليسن, وها هو اليوم ضرب ضربة قوية من أجل استرجاع مكانته بعد انتهاء الحدث العالمي في الأراضي البرازيلية.

بعد ضربة فان غال الجديدة, سيفكر اليخاندرو سابيلا مدرب الارجنتين كثيرا لتوقع الخطط الدفينة التي قد يخبأها له المدرب البرتقالي في نصف نهائي ساو باولو الاربعاء المقبل.