في أكثر من تحليل ومتابعة منذ عام 2009، شدنا الإهتمام بقدرات نجم مغربي سرقه نادي «كون» الفرنسي بالدرجة الثانية في أول عقد احترافي قادما إليه من نادي فريجوس سانت رافاييل من القسم الوطني، وكبر هذا الإعجاب المختلف للاعب أتى ليخلف الدولي المغربي يوسف العربي من خلال المسيرة التي توفق فيها إلى أبعد حدود أولا عندما أكد علو كعبه بالنادي الثاني لنادي «كون» في قسم الهواة وسجل له سبعة أهداف من أصل 13 مباراة، قبل أن يقدمه المدرب الأول للنادي فرانك دوماس بالدرجة الفرنسية الأولى أمام نادي رين في أول خطو متوهج للاعب في حظيرة الكبار وبدرجة امتياز إلى حد قال عنه: «أعرف جيدا قدرات هذا اللاعب الموهوب وما هو قادر على فعله، لقد أقحمته في وقت مبكر من الموسم وأظهر مؤهلات وأداء عاليا وسيكون له شأن كبير إذا تطور بشكل سريع».

وكان لهذا التنويه اجتهادا مضطردا للاعب المغربي، وقدم من خلاله علامات الإضاءة في المواقع البنائية التي رفعته تدريجيا نحو الريادة ليس فقط بالدرجة الفرنسية الأولى ولكن حتى في الدرجة الفرنسية الثانية التي ضبط فيها إيقاعه التنافسي على أعلى درجة من التألق كهداف وكأفضل الموزعين، سيما من خلال العرض الكبير الذي قدمه هذا الموسم وبالأرقام المتصاعدة بين التهديف والتوزيع (8 أهداف و9 تمريرات) من أصل 19 مباراة فقط  مقارنة مع الموسم الماضي الذي سجل فيه ثلاثة أهداف مع ست تمريرات حاسمة من أصل 29 مباراة، ما يعني أن فيصل فجر يقدم اليوم أحد أفضل مواسمه الإستثنائية.

ولهذا الغرض، كنا وما زلنا نؤكد على بزوغ نجم جديد يغيب عن مجال الدولية سنة بعد أخرى إذا قسنا تألقه التدريجي بعد أن أصبح خليفة العرابي بنفس النادي، هذا في الوقت الذي لم يجد فيه غيرتس والطوسي على الأقل رؤية فنية لعضوية هذا اللاعب الذي أبدى تعلقه بحمل القميص الوطني.

                                                     هذا هو اختصاصي

وفي حوار خص به الصحف الفرنسية، قال فيصل فجر عن تجربته بالدرجة الثاني وأهليته التقنية:

«لم تكن لدي أدنى فكرة عن هاته البطولة من قبل، لكن الآن صارت الأمور واضحة بعدما  ناقشت تفاصيل المباريات بكل جدية وتنافسية مكنتني من تطوير أدائي مع تواجد بعض الأندية والمباريات التي لها تنافسية وأداء القسم الممتاز، بالنسبة لي لست لاعبا يعتمد على الفرديات والمراوغة بدرجة أساسية وإنما أشغل دور الربط بين الدفاع والهجوم وأعشق تمرير الكرات الحاسمة لزملائي، إضافة إلى اختصاصي في تنفيذ الضربات الثابتة، ومنذ بداية الموسم كنت وراء صناعة العديد من الأهداف مباشرة في البطولة والكأس وأنا راضٍ على هذه الحصيلة الأولى.

المغرب..  إختياري وقراري الشخصي

«المغرب هو اختياري وقراري الشخصي وأنا مقتنع به، وأعلم إن بلغت في أحد الأيام مستوى حمل القميص الفرنسي، لكن وحتى إن أدركته يبقى حلم طفولتي هو اللعب لمنتخب والداي، أنا أنحدر من مدينة إيفران في منطقة الأطلس وعائلتي كلها تقطن هناك وستكون بالتأكيد فخورة بي، طبعا ما زلت أنتظر فرصتي بالمنتخب الوطني منذ تقلد الطوسي مهام القيادة، وساواصل ترقب اللحظة الحاسمة لأنني أعتز بوطنيتي وانتمائي».

                                                 صانع للأهداف والألعاب

وشكل فيصل فجر الإستثناء خلال الموسم الحالي كأحد أفضل المواسم التي لعبها حتى الآن في مشواره الكروي، إذ اعتبر أفضل لاعب شهر شتنبر الماضي، كما ازداد حماسه للتهديف بثمانية أهداف وهدفان إضافيان في كأس فرنسا، وتسع تمريرات حاسمة وضعته على رأس أفضل الموزعين بالدرجة الثانية فقط من خلال 19 مباراة لعبها في انتظار المزيد من العطاء في المباريات الست عشر المقبلة من البطولة.

لماذا يلقبونه «بيكامب فرنسا» ؟

الأمر يتعلق طبعا بالأشكال المتقاربة بين بيكامب الأنجليزي وفيصل فجر المغربي وليس في اللون والصورة، ويأتي أداء المغربي فيصل على نفس الإيحاءات المغرية لبيكامب في تمرير الكرات العرضية بدقة ولإتقانه بناء العمليات والتسديدات الثابثة سواء عن طريق الركنيات أو الأخطاء الثابثة من مناطق محددة، وكان فيصل قد اعتبر هذا الإطراء الجماهيري حافزا معنويا في مواصلة إبداعه مع أن اللاعب يطمح في تجاوز هذه المهارات بالدقة اللازمة وبخاصة في عملية البناءات العميقة مع أنه يتدرب يوميا وبشكل شاق على نفس الجوانب الفنية التي تمنحه صفة الهداف والموزع

إنجاز: محمد فؤاد

بيانات اللاعب

الاسم الكامل: فيصل فجر

الجنسية: المغرب

تاريخ الميلاد: 1 غشت 1988

مركز اللاعب: صانع ألعاب في الوسط

الطول: 1.78 م

الوزن : 72 كلغ

النادي الحالي: كون الفرنسي

السيرة الذاتية:

هذا الموسم لعب لنادي كون حتى الآن 19 مباراة وسجل 6 أهداف وهدفين في الكأس مع ثماني تمريرات حاسمة.

2013ـ2014: كون: لعب 30 مباراة وسجل 3 أهداف

2011ـ2012: كون: لعب 13 مباراة بالدرجة الأولى

2009ـ2011: فريغوس (هواة): لعب 62 مباراة وسجل 8 أهداف