أعادت النتائج  السلبية التي حققها شباب الحسيمة في الدورات الثلاث الأخيرة الفريق إلى التخبط في أسفل الترتيب وتعميق جراحه دورة بعد أخرى. كانت البداية في مباراة الجولة العاشرة التي سقط فيها الفريق في فخ التعادل مع سريع وادي زم بعدما كان في الدقائق الأخيرة منتصرا بهدفين دون رد. تلتها مباراة الدورة الموالية والتي إنهزم فيها أمام المولودية الوجدية بوجدة، في حين كانت مباراة الدورة الثانية عشرة كاشفة لفراغ كبير داخل الكتيبة الزرقاء وهو ما يؤكد أن الأمور لا تبشر بخير فانهزم الشباب بعقر الدار بامزورن بأربعة أهداف لهدف وحيد من ضربة جزاء، في حين كانت المباراة الأخيرة لحساب الدورة الثالثة عشرة لصالح الدفاع الجديدي بهدف للا شيء.
 النتائج التي حققها المدرب بيدرو بنعلي في بدايته بجمع تسع نقاط في خمس مباريات متتالية لم ينهزم فيها، حيث تعادل امام البطل إتحاد طنجة بطنجة، وانتصر على الكوكب المراكشي وتعادل من آسفي وانتصر على الوداد الرياضي وعاد بتعادل من الرباط أمام الفتح، نتائج كبيرة وأمام فرق لها وزنها بالبطولة الإحترافية، فظن الجميع أن شباب الحسيمة إستعاد توازنه وأعاد بيدرو بنعلي الفريق الى طريقه الصحيح، لتصحيح الوضع الكارثي الذي بدأ به الفريق، غير أن الوضع تغير بشكل كلي إنطلاقا من الجولة العاشرة أمام السريع رغم أن نفس التركيبة البشرية هي من التي خاضت المباريات مع تغييرات طفيفة. فما السبب في تراجع الفريق بعدما كان يضرب به المثل؟ هل لتراجع نتائج الفريق الحسيمي علاقة بالأمور التقنية أم بأمور خارجية؟
 هذا النوع من سئلة يطرحه جمهور شباب الحسيمة، وقد يرى آخرون أن المسألة تقنية لذلك تراجع مستوى اللاعبين وغابت بعض ركائز الفريق عن المباريات السالفة الذكر بسبب عقوبات من الجامعة أو الاصابات، غير ان هناك جانب لا شك أنه أثر وبشكل مباشر على نتائج الفريق، وهي ظروف خارجية لعبت دورها وظهرت بشكل رسمي في قرارات المكتب المسير مباشرة بعد هزيمة شباب الحسيمة أمام المغرب التطواني بأربعة أهداف لهدف.
إعفاءات من داخل الكتيبة الزرقاء وعقوبات قاسية، فاجتمع المكتب المسير للحسيمة ليلة اليوم الذي احتضن المباراة فخرج بقرار اعفاء منسق الفريق معللا القرار إلى تصرفات لا أخلاقية تمس بسمعة الفريق دون تحديد ذلك بشكل دقيق فطوي الموضوع تلك الليلة.
في اليوم التالي خرجت اللجنة التأديبية ببلاغات رسمية صدر من خلالها عقوبة في حق الحارس ياسين الحواصلي بسبب تصرفات لا أخلاقية ولا رياضية كتحريض اللاعبين وعدم إحترام أعضاء المكتب المسير، حسب ما ذكره البلاغ، فوصلت العقوبة لإلحاقه بفريق الأمل وتغريمه مبلغ25 مليون سنتيم،  لتنضاف بعدها عقوبات في حقه بسبب تصريحات لإحدى الاذاعات الرياضية دون تصريح من الإداراة.
 ومباشرة بعد هزيمة شباب الحسيمة أمام الدفاع الحسني الجديدي السبت الماضي، بدأت تظهر بعض الرسائل في وسائل التواصل الإجتماعي تشير الى رغبة المكتب المسير التخلي عن المدرب بيدرو بنعلي مباشرة بعد المباراة القادمة التي ستجمعه بفريق يوسفية برشيد وهزيمته تعني إقالته من منصبه. وهذا الخبر سواء أكان صحيحا أو مجرد إشاعة، ترفضه الجماهير الحسيمية جملة وتفصيلا باعتبار النتائج التي حققها بيدرو في الدورات الأخيرة ماهي إلى سحابة عابرة وستمر، والمشكل يكمن في التركيبة البشرية للفريق التي تحتاج لتطعيم واستقدام لاعبين قادرين على إعطاء الإضافة واعادة الفريق للسكة الصحيحة والخلل ليس في المدرب الذي قدم مباريات في المستوى المطلوب ويحتاج للدعم.
كل هذه المعطيات التي ذكرناها تعطي لمحة عن الوضع الحقيقي لشباب الحسيمة، وتشخيص حالته التي جعلته متجمدا طيلة الشطر الأول من البطولة في المركز الأخير وبات يحتاج لجمع هذه المعطيات والخروج بحل ينقذ الفريق من الخطر الذي يهدده يوما بعد يوم بالنزول للقسم الثاني. وما الميركاطو الشتوي والإستقرار التقني إلا بوابة لمسيري شباب الحسيمة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.