فرض الطوغولي لابا كودجو نفسه نجما لباية هذا الموسم، بدليل أنه يحتل المركز الأول في ترتيب الهدافين بعشرة أهداف، وبات أيضا واحدا من اللاعبين الأساسيين بالفريق البركاني.
ويلعب الهداف الطوغولي موسمه الثالث داخل القلعة البركانية، ورغم أن بدايته مع نهضة بركان عرفت بعض الصعوبات، إلا أنه استطاع أن يفرض نفسه في الموسمين الثاني والثالث، مؤكدا أنه من الصفقات الناجحة للفريق البركاني، ومن أفضل اللاعبين الأجانب. 
كودجو وفي حواره مع جريدة «المنتخب» يؤكد أسرار عودته القوية هذا الموسم، وكذا الأجواء الذي يعيشها بركان، كما تحدث عن الموضوع الهام والذي يهم مستقبله، خاصة أن عقده سينتهي هذا الصيف.

ــ المنتخب: الملاحظ هو توهجك هذا الموسم، مقارنة بالمواسم السابقة، ما السر في ذلك؟
لابا كودجو: أولا أقول بأنني ألعب لنهضة بركان لـ 3 سنوات، وهذا يعني أن عامل الإنسجام يلعب دوره، لأن اللاعب عندما ينتقل لبلد آخر، فإنه يصطدم بأجواء جديدة من جميع المستويات، كالتقاليد والعقليات وطريقة العيش، أي مجموعة من الأمور عليه أن يتأقلم معها، لذلك بقائي للموسم الثالث، يعني أنني تعرفت على مجموعة من الأشياء في المغرب.
عامل آخر ساعدني، هو المثابرة في العمل، لأن الوصول لأي مستوى جيد، يكون مقرونا بالجدية والرغبة لتحقيق الهدف.

ــ المنتخب: يبدو أيضا بأن هناك انسجاما داخل المجموعة؟
لابا كودجو: فعلا، هذا العامل من الأسباب أيضا التي ساعدتني لتقديم الأفضل، نحن نعيش كعائلة واحدة، وكل لاعب يكمل الآخر، لا نشكو مشاكل بيننا، وهناك انسجام كبير، حيث تلعب مثل هذه الأمور على نفسية اللاعب، فالإستقرار النفسي يكون مهما، بل واحدا من الأسباب الرئيسية لتقديم الأفضل، لذلك أشعر ببركان براحة كبيرة منذ مجيئي، لا ننسى أيضا ساكنة هذه المدينة التي تحفني بالدفء، ودائما ما تساعدني على أفضل العطاء.

ــ المنتخب: لكنك وجد صعوبات في موسمك الأول، ولم تسجل الكثير من الأهداف؟
لابا كودجو: فعلا، كانت البداية صعبة لأنني تعرضت لإصابة وابتعدت 5 شهور، لذلك لم أكن محظوظا في البداية، لأن اللاعب الجديد عادة ما يكون مطالبا بوضع بصمته، وتأكيد أنه يستحق حمل قميص الفريق، بدل الإبتعاد عن المنافسة.
الأمور سارت بشكل جيد في موسمي الثاني، أعتقد أنني انسجمت أكثر، وقدمت مستوى جيدا، كان أفضل من الموسم الأول، واليوم أخوض موسمي الثالث وكلي آمال أن أقدم الأفضل.

ــ المنتخب: 10 أهدف، هل يعني أن كودجو يضع نصب عينه لقب الهداف؟
لابا كودجو: طبعا، مهمة المهاجم  هو التسجيل، حاليا سجلت 10 أهداف، وهو رقم جيد، لكن الأهم بالنسبة لي هو العمل بكل جدية والحفاظ على هذا المستوى، طبعا لا أنسى زملائي، لأنهم يساعدونني كثيرا، إلى جانب الجهاز الفني والمسيرين والجمهور، إذ لولاهم لما وصلت لذلك، سأسير على نفس الطريق، وسأبحث عن التسجيل أكثر وقيادة فريقي للإنتصارات.

ــ المنتخب: هل يمكن اعتبار أن رحيل الكعبي قد منحك مساحة أكبر للتألق؟
لابا كودجو: لقد شكلت أنا والكعبي ثنائيا هجوميا منسجما وقويا مع نهضة بركان، كنت أمرر له كثيرا، وكان يسجل أهدافا، هو مهاجم جيد، وشكلنا ثنائيا جيدا بالفريق.
تحملت المسؤولية كقلب هجوم، وأصبحت مضاعفة أمام الدور الذي يجب أن ألعبه، وهو ما جعلني أسجل أهدافا كثيرا مقارنة بالموسمين السابقين، ناهيك أن المساحة أصبحت أكبر من أجل للتسجيل بعد رحيل الكعبي.

ــ المنتخب : التحاق آلان طراوري قد غطى نوعا ما على رحيل الكعبي؟
لابا كودجو: في الواقع، طراوري يلعب في مركز مختلف عن الكعبي، لأن الأول يلعب وراء المهاجمين، بخلف الكعبي الذي كان يلعب بجانبي، لكن المهم أن يكون هناك انسجام بين المهاجمين، كيفما كان دورهم، لأن قوة نهضة بركان تكمن أيضا في الهجوم، حيث نتوفر على مجموعة من المهاجمين الجيدين والموهوبين.

ــ المنتخب: وماذا عن دور المدرب منير الجعواني في تألقك؟
لابا كودجو: الجعواني يعرف إمكانياتي جيدا، واشتغلت معه لسنوات، أستفيد منه كثيرا، بحكم أنه مرَ كلاعب وله تجربة كبيرة في الملاعب، ويضع في إمكانياتي الثقة، وأنا مطالب أن أكون أيضا في المستوى.
الجعواني يقوم بعمل كبير داخل الفريق، وجميع اللاعبين يستفيدون منه ومن أعضاء الطاقم التقني، لذلك قلت بأننا عائلة واحدة نشتغل داخل الفريق والكل يكمل الآخر.

ــ المنتخب: عقدك ينتهي الصيف المقبل، هل حددت مستقبلك مع الفريق؟
لابا كودجو: ليس بعد، نحن الآن نناقش الموضوع مع مسؤولي الفريق، المفاوضات جارية، ولحد الآن لا أعرف ما يخبئه لي المستقبل، وأمامنا وقت كافي من أجل الحسم في عدة أمور.

ــ المنتخب: هل يبقى طموح كودجو هو نهضة بركان، أم أنك تحلم بدخول تجربة احترافية في أوروبا؟
لابا كودجو: طبعا ككل اللاعبين الأفارقة، أتمنى أن أحترف في أوروبا، هناك منافسة أخرى وبمعطيات جديدة، تعرف أن كل اللاعبين الأفارقة، أن أتيحت لهم الفرصة فإنهم لا ينتظرون، دائما هناك طموحات لتحقيق هذا الحلم، بل حتى في البطولة المغربية، إلا أن ذلك مرتبط بالفرص المتاحة، وما يخبئه لنا المستقبل، علينا أن نرضى في الأخير بكل ما يكتب لنا».
(يتبع)