تميز الميركاطو الشتوي بركود غريب ومريب وغير مسبوق بالمرة، رافقه تقشف إنعكس علي حجم المبادلات المالية والأرقام المتداولة في السوق، ولم تكن هناك عناوين بارزة وكبيرة باستثناء حضور الغريمين في الواجهة كالعادة.
يحيي جبران الأكاديري السابق كان العنوان الأبرز بعد أن استقر بالوداد بخلاف الرجاء الذي خالف رغبات أنصاره وتبضع من دكالة دون أن يشفي غليل أنصاره. في المواكبة التالية نعرض لأهم العناوين الأوروبية.

صقيع وتقشف
 وضع الفرق المالي ليس على ما يرام وسوق الإنتقالات في كل البطولات هي التيرمومتر والمحرار والتي تقيس حركية الموازنات المالية ومدى إستجابتها لمطالب الجمهور.
حالة الركود والتقشف الكبيرة التي ميزت البطولة والإنتقالات بين الفرق كانت دون مستوى الإنتظارات بل هو الميركاتو الأكثر درودا على الإطلاق. ويكفي أن نستدل على أن تعاون الفرق فيما بينها لم يكن بالدينامية المتوقعة وحدها صفقتي إنتقال لاعبي الدفاع للرجاء هي من دلت على وجود هذا التعاون، في وقت كانت أغلب التعاقدات الأخرى إما عبارة عن إعارات حتى نهاية الموسم أو صفقات إنتقال حر.
تدخل الجامعة ولجنة التصديق على الصفقات مع إعمال معايير صارمة بعض الشيء قبل الموافقة على أي تعاقد كانت واحدة من مسببات هذا الفتور والركود.

جبران وصراع الجيران
 وككل ميركاطو لا بد وأن تكون هناك حالة بارزة تطغى على كل الصفقات الأخرى، إما لطبيعة النجم المعني بالتوقيع أو بسبب قيمة الإنتقال الذي يكون عادة إستثنائيا ومتفوقا على بقية التعاقدات الموازية له.
إنتقال يحيى جبران للعب في صفوف الوداد كان أبرزهذه العناوين، والسبب هو الصراع الذي ميز الغريمين للظفر بخدماته وباقي الأمور التي رافقت كواليس إنتقاله للقلعة الحمراء.
طبيعة الصراع هي من أعطى الإنتقال هذه القيمة ولولاه لما إندرجت الصفقة ضمن خانة التعاقدات الإستثنائية. كما أن هذا الصراع وتسبب في رفع قيمة الصفقة لتصل مليارسنتم تمثلت في دفع الوداد مؤخر طلاق اللاعب لنادي دبا الفجيرة الإماراتي على أن يتوصل اللاعب ب 750 مليون سنتم في المواسم التي سيحمل فيها اللاعب قميص الوداد.
المثير في الصفقة أنه منذ زمن طويل لم يقم فريق مغربي بشراء عقد لاعب من فريق خليجي لغاية تطبيق الأمر من الوداد.

الرجاء تحرك بتحفظ
 توقع الكثيرون أن يكون الرجاء أحد أقوى أطراف الميركاطو لسببين: الأول مرتبط بالإنتعاشة المالية للفريق والثاني إحتياجاته من اللاعبين كما أبرزها مدربه غاريدو كون الفريق يشارك على عدة جبهات.
الإكتفاء ب 3 صفقات فقط لا غير كان أقواها ضم لاعبي الدفاع الجديدي ناناح وفابريس نغا بقيمة مالية ناهزت نصف مليار سنتم كان الأهم خلال هذا التحرك.
 كما واصل الرجاء تعاقداته من خلال ضم اللاعب الوري من المغرب التطواني وخلافا للموسم السابق الرجاء اشترى من الأندية ولم يضم لاعبا في صفقة إنتقال حر.
ورغم هذا كان فشل الرجاء في التعاقد مع يحيي جبران واللاعب برحمة أبرز النقاط السوداء والسلبية في ميركاو الفريق الأخضر والذي خلف حالة من الإستياد وعدم الرضا لأنصاره.

فيطو عسكري
 باقي الفرق تحركت بالمقاس وكان أبرزها الدفاع الجديدي الذي باع لاعبين واشترى لاعبين، ويتعلق الأمر بكامارا ونينوف البلغاري وهما صفقتين لن يكون الحكم عليهما قبل ظهور اللاعبين في البطولة.
الفتح ضم أيت بن يدر في صفقة انتقال حر قادما من الوداد وبرشيد جلب لاعبا سينغاليا واستعار لاعب الجيش محمد الفقيه في حين عاد لعروبي من السعودية ليلعب للمغرب التطواني.
الحارس لحواصلي ترك الحسيمة ليلحق بالفريق الخريبكي والجيش الملكي وكما أكدنا في السابق لم يدخل سوق الإنتقالات تفعيلا لقرار أشبه بالعقوبة صادر من الجنرال محمد حرامو والذي أصدر تعليماته بعدم توقيع أي صفقة لغاية نهاية الموسم.
الفيطو العسكري غيب هذا الفريق الذي إشتهر بنشاطه السابق عن سوق الإنتقالات وهو ما يمثل ظاهرة غير مألوفة لزعيم الذي يسدد فاتورة سوابق تدبير فاشل لصفقاته.
هذا ملخص ميركاطو شتوى يؤكد موسما بعد الآخر كسادا وإفلاسا في المنتوج والسلع المعروضة وثقبا في جيوب المسؤولين بانسحاب «أصحاب الشكارة» المعروفون.