ينعقد اليوم الخميس 14 فبراير 2019 بداية من الساعة الثالثة بعد الزوال بقصر المؤتمرات بالصخيرات يوم دراسي كبير يتعلق بتشخيص واقع التحكيم في البطولة، يضم كافة الفرقاء والمسؤولين وبحضور الحكام بطبيعة الحال.
يوم مخصص للحديث عن واقع الصافرة بالبطولة وتقييم أداء الحكام في الذهاب ومعه استعراض جوانب مهمة كفيلة بإصلاح الإختلالات التي ميزت الشطر الأول من منافسات البطولة الإحترافية، ويتوقع أن يشهد هذا اللقاء التواصلي حضور أكثر من 32 رئيسا ومدربا بالبطولة الإحترافية في قسميها الأول والثاني، فضلا عن حكام البطولة بمن فيهم الحكام الدوليين، وذلك قصد تقريب وجهات النظر بين مختلف مكونات المشهد الرياضي المغربي خاصة في ظل الجدل المثار قبل أيام بخصوص المردود التحكيمي في المباريات.

حكمة لقجع
كعادته لم يتأخر فوزي لقجع بصفته المسؤول الأول عن تسير الجهاز الكروي بالمغرب، في امتصاص حالة الغضب التي تعتري العديد من الأطراف وخاصة المسؤولين داخل الفرق الوطنية، بدعوته للقاء عاجل قبل اسبوعين مع الأشخاص الذين كانوا محورا لتصريحات قوية ومثيرة للجدل صبت في خانة انتقاد أداء الحكام مؤخرا.
سعيد الناصيري بصفته رئيسا للعصبة الإحترافيه وجمال السنوسي رئيسا لعصبة الهواة ويحيى حدقة مدير مديرية التحكيم وجمال الكعواشي رئيس لجنة التحكيم.
لقاء وصف بالحكيم ودعوة قوبلت بالترحاب لأنها وضعت كل هذه الأضلاع التي تتحمل مسؤوليات كبيرة في المشهد الكروي بالمغرب في صلب المواجهة المباشرة، وليتحمل كل واحد مسؤوليته.
وخلال اللقاء اشترط لقجع أن يكون النقاش مع سعيد الناصيري منصبا في كونه رئيسا للعصبة الإحترافية وليس رئيسا للوداد الذي كان طرفا في نقاشات ساخنة ترتبط بالإحتجاج على قرارات تحكيمية أضرت بالفريق في آخر مباريات البطولة.
وقبل الجلسة أكد لقجع على ضروري توخى الحكمة والنضج الكفيلين بالسير بمحاور النقاش لأرقى درجات الوعي والشعور بالمسؤولية.

الدليل أولا
هذا اللقاء خاص لحقيقة واحدة ماثلة أمام الرأي العام و الجمهور الكروي بالمغرب، وهي أن التحكيم يمر بفترة انتقالية وواحدة من انعطافاته المفصلية، والحكمة تقتضي الكف عن التلاسن ووضع الجميع في الصورة كي يتلاشى الغموض والإتهامات المجانية المبنية على افتراضات لا غير.
وبعد التجاذب أمام لقجع وتقديم السيد سعيد الناصيري لوجهة نظره في الموضوع بصفته المسؤول الأول والأخير عن تدبير البطولة الإحترافية وبما أن لقجع كان قد آثر على نفسه وفي مرحلة المصاحبة للعصبة أن يظل المشرف على قطاع التحكيم، فقد خلص لقجع والناصيري أي الجامعة والعصبة الإحترافية للإعلان عن يوم الخميس المقبل يوما للمصالحة والمكاشفة والحوار بين الجميع.
وخلال هذا اليوم تقرر استدعاء كافة حكام المغرب حتى الممارسون بالهواة والفدراليون منهم، وبحضور الكعواشي وحدقة، وجميع رؤساء الفرق والأندية بمختلف الأقسام ومدربي الصفوة وباقي الفئات.
يوم دراسي يشبه مناظرة سيتم من خلاله عرض لكل الحالات المثيرة للجدل التي تم استحضارها خلال مرحلة الذهاب، وترك هامش الرد للمختصين ومعه الإستماع لشكاوي من يعتبرون أنفسهم متضررون وليقدموا دليل تعرضهم للظلم إن كان متعمدا على وجه الخصوص.
الخطوة غايتها تلطيف الأجواء وامتصاص حالة الغضب المسيطرة على الجميع و التعاون المثمر مع الحكام لما في مصلحة الكرة الوطنية.

صفحة جديدة
وأكد لقجع على أنه ينبغي استثمار هذا اليوم التواصلي الكبير على نحو جيد، وأن لا تهدر الفرصة الذهبية هذه من أجل تقويم الوضع والإنطلاق نحو مرحلة إياب تتميز بالتنافس الشريف وبعودة الهدوء للأجواء.
كما سيحرص المتناظرون على الخروج بعدة توصيات خاصة تلك التي تقدم بها الناصيري وفي مقدمتها إضافة مندوب ومراقب لكل مباراة، والإعتماد على تقاريرهما في تقييم أداء الحكام وأن تمون التعيينات مدروسة وتراعي مبدأ تكافؤ الفرص.
يوم دراسي تواصلي مهم غايته إعادة الإعتبار للصافرة وطمأنة الجميع  بشأن الفرص المتكافئة التي سيحظى بها الجميع وتحت مراقبة شخصية من لقجع نفسه والذي تعهد بأن يكون محيطا وحريصا على هذا التكافؤ.
خطوة لا يمكن إلا تثمينها لما تبرزه من شعور بالمسؤولية وحسن النية ونجاح المرحلة التي ستليها سيكون مرتبطا بإنخراط الكل فيها.
وكان السيد فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قد عبر دائما عن دعمه الكامل للحكام على جميع المستويات مذكرا في نفس الوقت بالإجراءات الصارمة التي تتخذها الجامعة في وجه كل من يسيء لتوجهات الجامعة بالحفاظ على جميع حقوق الأندية بالتساوي وضمان السير العادي للبطولة، مطالبا بإعادة النظر في طريقة تعيينات الحكام والمراقبين والتي وجب أن تخضع لعنصر الكفاءة، ودعا الحكام إلى تطوير مستواهم أكثر حتى يتسنى لهم قيادة مباريات كبيرة سواء على المستوى القاري أو على المستوى الدولي، وشدد على دور التكوين والتكوين المستمر في تطوير مستوى التحكيم، موضحا أن الحكام المغاربة الدوليين مدعوون بقوة إلى التواجد في المحافل الكروية الدولية، انطلاقا من قيادة مقابلات في مختلف المنافسات الإفريقية، معبرا عن استعداده التام للدفاع عن الحقوق المشروعة لكافة الحكام، داعيا إياهم في نفس الوقت إلى العمل الجاد وبشكل احترافي للإرتقاء بمردوديتهم لمواكبة التطورات التقنية والتكتيكية التي تعرفها كرة القدم الحديثة، باعتبارها من أهم المداخيل التي تؤمن ضمان موطئ قدم في التنافسية الدولية وأنه لن يدخر جهدا لدعم هذا القطاع بكل الضروريات التقنية واللوجيستيكية والمالية، إيمانا منه بأن التحكيم يعتبر من بين الآليات لتطوير كرة القدم في تفاعل هذا القطاع إيجابيا مع محيطه العام.