يأتي مخاض نهاية جولات مجموعة المغرب عن إقصائيات كأس إفريقيا التي ستقام بمصر محمولا بكثير من الاسئلة الجوهرية للائحة موسعة تجزأ على محوري مبارتي المالاوي والأرجنتين، وهذا الإستفسار يضعنا جميعا أمام متاهة غريبة جدا للإجتهاد في قراءة الوجوه المفترض أن تحضر مباراة مالاوي رغم شكلية المباراة، تعالوا لنبحث عن كل التفاصيل والمعطيات والفرضيات كما لو أننا نشتغل في مختبر تحليل.

العودة للواجهة 
بعد أربعة أشهر من تأهل المنتخب المغربي إلى منافسات كأس إفريقيا على حساب منتخب الكامرون من خلال الجولة الخامسة، يعود الأسود لختم دور المجموعة بلقاء شكلي بمالاوي وهو أساسا لقاء لترسيخ مبدإ الفوز أيا كانت المعطيات لكون الناخب الوطني يرى دائما قيمة الفوز طبيعية لتحسين الترتيب العالمي، وعلاوة على ذلك سيعود المنتخب الوطني إلى واجهة الأحداث بمنظور مغاير لرؤية رونار الجديدة والأكثر لبسا على مستوى تقسيم المنتخب المغربي بين الدوليين الذين سيلعبون مباراة الجولة الأخيرة بملاوي في قالبها الرسمي، وبين فريق سيمكث هنا بالمغرب للتحضير للمباراة الودية أمام منتخب أرجنتيني من العيار الثقيل، وهنا تكمن المفارقة الغريبة لهذا التوزيع الذي يراد منه تجريب اللاعبين الجدد بموازاة مع الأسماء التي لا تلعب دوليا بشكل كبير بمالاوي وترك كثيبة الأسماء الموزونة والمعروفة كثوابت بالمغرب على أساس أن ينضم إليها ثمانية عناصر للحضور في مباراة الأرجنتين ، وهكذا أريد لهذه العودة أن تكون بالشكل الغريب للإختيارات مع أن الرجل يرى ضمنيا نواته الأصلية الموضوعة لتحضير مباراة الأرجنتين لكن بإضافة فيلق آخر لتكميل 23 لاعبا.

التجريب بمن؟ 
هذا السؤال يطرح نفسه بإلحاح، من هم اللاعبون الذين سيوضعون قيد التجربة والحاسمة بمالاوي مع أنها مباراة بقناع الشكلية وقناع الفوز الذي نربح منه نقاط الترتيب العالمي؟ وبقراءة متأنية ستكون الأسماء الجديدة موضوع متابعة أبرزها المدافع الدولي عبدالكريم باعدي كظهير أيسر مع أنه مصاب ولم يلعب مباراة الحسنية، وسيؤهل كل من أنور توهامي في الوسط وأسامة الإدريسي كجناح أيسر لأول مرة مع الأسود، فضلا عن دوليي البطولة الوطنية وفق اختيارات الناخب من قبيل وليد الكرتي الذي عوض أمين حارث المصاب وحدراف والحداد والحافيظي وبانون والحارس التكناوتي فضلا عن عودة دوليين آخرين بمعيار يونس عبد الحميد مدافع رانس المتألق ورشيد العليوي في خط الهجوم وبوربيعة في الوسط، مع تأهيل اللاعبين الذين لا يجدون طريقا للتنافسية الكاملة من قبيل وليد الحجام وسفيان أمرابط وبوصوفة والعليوي وهؤلاء من سيؤثثون مباراة مالاوي مع الحرص على مراعاة الأظهرة الدفاعية المفروض أن يكون فيها باعدي أو حكيمي حاضرين قياسا مع الجهة اليمنى التي سينافس عليها كل من فؤاد شفيق ووليد الحجام، وبهذه الصورة تكمل الرؤيا لتوجه رونار للتشكيل العام في سياق وضع أسماء هجومية مفروض أن تنال حظها الحاسم والنهائي اعتبارا إلى أن رونار سيختار ثمانية لاعبين من جوهر مباراة مالاوي لتكميل 23 لاعبا الذين سيشكلون تشكيلة مباراة الأرجنتين وربما سيكون من ورائها حسم الإختيار النهائي لأسود منافسات كأس إفريقيا المقبلة ولو أن حارث ونبيل درار وحمزة منديل سيوضعون أيضا في بوابة التشكيل العام للفريق الوطني.

ملاوي بجديد التشبيب 
وإن كان منتخب المالاوي خارج سياق التأهيل، فقد عمد الناخب البلجيكي روني فان غينودن إلى اختيار منتخب شاب غير الذي واجه الأسود في مباراة الذهاب على اعتبار أن الوجوه التي أبعدها وضعها مع المنتخب الأولمبي لمالاوي لمواجهة منتخب زامبيا لأقل من 23 عاما أبرزها بريسوس شامباني ودنيس شيمبيزي وبرايتون مونتالي وباتريك فيري ولوفيزيون ماغانيزو، فضلا عن استبعاد الحارس الرسمي شارل سويني المحترف بالموزمبيق، ويرى المدرب أنه علاوة على خروج مالاوي من الإقصائيات، أن مباراة المغرب تعتبر جد هامة للبناء المنهجي والمستمر لمنتخب مالاوي.
ويتشكل منتخب "الشعلة" الموضوع أمام المغرب من رعيل محلي يلعب أبرز أسمائه بأندية مالاوية من قبيل (فوروار وانديريز 5 لاعبين  ــ سيلفرسبورتينغ كلوب 5 لاعبين ــ بولتس 3 لاعبين ــ بلو اغيلز ــ تي ان سطار ــ ريد ليونس ــ سونغو ــ أنهي إفسي ــ فيسكوف ــ بيدفيتس ويتس، بالإضافة إلى لاعبين محترفين من جنوب إفريقيا هما رجل الوسط جيرار فيري (أجاكس كيب طاون الجنوب إفريقي) والمهاجم  بنويل كاتنجي (مالانتي شيفز الجنوب افريقي)، وما يحمله منتخب مالاوي حاليا هو عودة الدولي جيرار فيري المحترف بجنوب إفريقيا إلى جانب كل من المهاجم شوماخر كوالي، والمهاجم بنويل كاتنجي والحارس إرنيست كاخوبوي.

منتظرات النزال 
أولا يجب التذكير بمستجدات غياب الدولي أمين حارث للإصابة وتعويضه بالبديل وليد الكرتي، ثم غياب الدولي حكيم زياش لذات الإصابة التي تلقاها في المباراة الأخيرة أمام أزيد ألكمار، وهذا النقص لن يكون إلا من جانب زياش الذي أضحى لاعبا محوريا بالمنتخب الوطني وسيخلق لرونار سياقا اختياريا لمباراة مالاوي ثم الأرجنتين، ولذلك سيكون على رونار التفكير في صانع الألعاب وخاصة في مباراة الأرجنتين، إلا أن مباراة مالاوي أساسا ستشكل بوابة لتأهيل الوجوه الجديدة وخاصة منها المحترفة فضلا عن تمكين دوليي البطولة من استجماع القدرات والمؤهلات للتناغم مع المحترفين بنفس الانسجام والمردودية اعتبارا إلى أن ثمانية من الوجوه هي التي ستصاحب الوجوه المتبقية بالمغرب، ولذلك تعتبر مباراة مالاوي الرسمية فرصة حاسمة لكل الوجوه الجديدة بمن   فيها محترفي البطولة الوطنية وفق ما يراه رونار ملائما للمرحلة المقبلة ولو أن واقع مستقبل الفريق الوطني لما بعد كأس إفريقيا يفرض وضع جميع الحاضرين لتأسيس مرحلة جديدة أيضا لما بعد اعتزال الوجوه القريبة من ذلك.

واقع التنافسية ضرورة للإختيار
وبالأرقام، يبدو بعض المحترفين خارج سياق التنافسية من قبيل وليد الحجام وفؤاد شفيق الذي لا يلعب كثيرا ومبارك بوصوفة الحديث العهد بالبطولة السعودية وأنور توهامي الذي لعب قرابة 17 مباراة مجزأة بين الرسمية والإحتياط وسفيان أمرابط بنفس الرؤيا وأيوب الكعبي المنطلق بدورتين بالصين وعليوي وبوربيعة بنفس وضع أنور توهامي، وهؤلاء سيحضرون في النزال المرتقب الى جانب الدوليين بالبطولة المحلية الأكثر تنافسية وتوهجا بأندية الوداد والرجاء والحسنية، فضلا عن منح الفرصة أكثر ليونس عبد الحميد وربما حتى لبوفال وآيت بناصر والتكناوتي لربح مزيد من الاحتكاك الدولي. 

النزال بأية احتمالات؟
من المحتمل أن يكون الحارس المحمدي هو الحارس الرسمي لمباراة مالاوي ويليه التكناوتي في المقام الثاني لو تم الإبقاء على بونو بالمغرب، وسيكون الدفاع ممثلا بقيادة فؤاد شفيق من اليمين ووليد الحجام من اليسار بحكم أنه لعب في نفس الدور أمام تونس، فيما سيلعب كل من يونس عبد الحميد وبانون في متوسط الدفاع مع الإبقاء على لاعب ثالث سيكون إما داكوسطا أو سايس، أما الوسط القشاش فقد يشغله سفيان أمرابط وبوصوفة مع ربط صناعة اللعب بتوهامي وبوفال، فيما سيشكل كل من الإدريسي والكعبي (أو عليوي من البداية) الخط الهجومي قياسا مع نموذج الخطة الموضوعة من 4 ــ 2 ــ 3 ــ 1، ما يعني أن وسط الميدان سيشغله أمرابط أو (بوربيعة) وبوصوفة على أن يكون بوفال هو المايسترو والإدريسي كجناح أيسر وتوهامي في الجهة اليمنى والكعبي كرأس حربة أو عليوي، وهذه القراءة تبقى كاحتمال وارد لا غير.