عزز المنتخب الأرجنتيني تفوقه التاريخي على نظيره المغربي، وحقق إنتصارا جديدا في ثالث مواجهة بينهما بهدف نظيف في أمسية كروية ودية بملعب طنجة.
الرياح العاصفية القوية أفسدت المباراة وجعلتها حلبة لتشتيت الكرات في كل الجهات، مع غياب البناءات الهجومية الأرضية والتمريرات الصحيحة، وكثرة الإلتحامات الخشنة والصراعات الثنائية.
الأسود لعبوا مندفعين بدنيا ودخلوا في نزالات بدنية متكررة نرفزت الأرجنتينيين، وإستفزتهم ليردوا بتشابك بالأيادي في عدة مناسبات، وإستقرت الكرة في معظم الوقت في وسط الميدان بين أخذ ورد، مع تسجيل محاولتين لكل منتخب أبرزها لبوطيب د11 و18، وديبالا وغيدو في الدقيقتين 21 و26 من تسديدتين، وزاغ اللقاء عن السياق الودي الرياضي في جل الفترات في ظل النرفزة الواضحة لدى الزوار، ليطلق الحكم الزامبي سيكازوي صافرة نهاية الشوط الأول بالتعادل السلبي، بعد سيناريو غير ممتع غابت فيه الإثارة وسيطرت عليه الندية الزائدة في أجواء مناخية سيئة.
راقصو الطانغو إسترجعوا هدوءهم ودخلوا الشوط الثاني مهاجمين ومتحكمين نسبيا في زمام المباراة، وهددوا مرمى بونو من محاولتين غير خطيرتين بواسطة ديبالا والبديل كوريا، وواصلت الرياح العاتية تأثيرها القوي وحجبها للهجمات المركزة، مما غير مجرى عدة كرات طولية وعرضية، ليكون الحل اللجوء للضربات الثابتة والتي أهدر أبرزها بوصوفة في الدقيقة 74 بعدما صد الحائط كرته.
رونار إستبدل الخطة وسحب أوراق بنعطية، الأحمدي، بوصوفة، بوطيب ومنح الفرصة للبدلاء عبد الحميد، آيت بناصر، فجر، عليوي..ومثله فعل المدرب الأرجنتيني سكالوني بسلسلة من التغييرات شملت حتى حراسة المرمى، وبينما كان اللقاء يسير نحو التعادل السلبي فإذا بالبديل كوريا مهاجم أتليتيكو مدريد يوقع الهدف الوحيد في الدقيقة 84، بعد تبادل ممتاز للكرة ومراوغة سريعة لحكيمي تبعتها تسديدة أرضية ذكية، وحاول الأسود في آخر الدقائق تعديل الكفة من خلال ضغط هجومي تصدى له الخصم بكثافة عددية دفاعيا، ليسدل ستار القمة المغربية اللاتينية بخسارة الأسود وإنتصار معنوي لرفاق الغائب ميسي قبل أسابيع من كوبا أمريكا، فيما الناخب الوطني هيرفي رونار وحده من سيعرف حجم الفوائد المستخلصة من هذا الموعد الودي الذي كان بعيدا عن الإنتظارات.