لم يكن ممكنا ونحن نعاين ذلك التفاعل الأسطوري لجماهير الرجاء مع فريقها في ذكرى التأسيس السبعون، دون أن نواكب معهم الحدث باقتحام مملكتهم وناديهم وجر رئيس الفريق جواد الزيات لمكاشفة السنة..
لم يكن ممكنا أن نترك جماهير القلعة الخضراء تغوص محتارة في مئات الأسئلة دون أن نحمل لها ما يروي عطشها وفضولها من عراب فريقهم الأول بعد عام على تنصيبه في مهامه.
«المنتخب» الرفيق المخلص للكرة المغربية وأنديتها، العاكس لمرآة الجماهير والناقل لنبضها والحامل لرسائلهم بأمانة ومهنية، كان لها شرف أن تكون أول من أجرى حوارا مع جواد الزيات ..حوار كله زفرات وآهات ندعو جماهير النسور لتتفاعل معها ولها بعد ذلك  التقييم..

 ــ قبل عام من الآن تقريبا توليتم مهمة داخل الرجاء،كانت ظرفية صعبة بلا شك هل سعيتم لهذا المنصب بقبعة الإطفائي المؤقت ليعوض حسبان أم كنتم فعلا أصحاب مشروع ؟
 جواد الزيات: بداية دعوني أرحب بكم بل وأؤكد أني فخور وسعيد ولي شرف محاورتكم،فعلا الشهر المقبل إن شاء سيكون قد مر عام بالتمام والكمال على تواجدي داخل الفريق بين المهمة الأولى التي تحملت من خلالها دورا داخل 
الفريق بعد اتصل من رؤساء سابقين لمد يد العون للفريق، المسألة تشبه حالة مريض داخل العائلة يكون فيها محتاجا لإسعافات أولية ومساعدة بالدم وكنت أنا من يحمل الفصيلة المطلوبة.
 بين شهر أبريل وشتنبر الذي مهد للجمع العام الذي انتخبني رئيس فعليا، أمضيت فترة صعبة تصيب فعلا بالدوار والدوخة، استحال علي معها تهييء برنامج أو إجراء تشريح واقعي لحالة المرض لأن حجم التعفن وخطورة الورم كانت تفرض إسعافات عاجلة ولم تترك مجالا لإجراء كشف مجهري يشخص العلة بالتدقيق. لذلك ممكن أن يكون دوري في البداية كان دور الإطفائي لكن بعد إخماذ بعض الحراق كان لبرلمان الرجاء الكلمة الفصل وزكاني رئيسا بعد منافسة مع أحد المترشحين وبطبيعة الحال هنا ينتهي الدور المؤقت ويصبح لزاما وضع مشروع ومقاربة إصلاح.

 ــ طيلة هذه الفترة لو استعرنا الوصف وشبهنا وضعكم بقيادة سفينة،أين وصلت سفينة الزيات حاليا هل تجاوزت أمواج الخطر، هل هي في وسط البحر أم بلغتم شط النجاة؟
 جواد الزيات: استعارتكم جميلة بكل تأكيد، حين استلمت سفينة الرجاء كانت قريبة من الغرق وسط الأمواج العاتية، تجاوزنا عواصف خطيرة لكننا لم نصل بعد لشط النجاة بكل تأكيد.
بداية ورغم هول الوضع والرعب الذي تملكنا ونحن نطلع على الوضعية لأول وهلة قاومنا لأنه كان علينا أن لا نستسلم في بداية المشوار، وبحماس البداية تمكنا من التغلب على معيقات كثيرة وقلصنا حجم الديون بما تسنى لنا من مجهودات وإيرادات. وبطبيعة الحال كان جمهور الرجاء معنا لأننا استفدنا في وقت قياسي من مداخيل ناهزت مليار ونصف، إلا أنه للأسف سيكون هناك قرار صادم نزل علينا مثل الصاعقة وهو غلق مركب محمد الخامس ليتوقف صنبور دعم كبير سيوقف كل شيء بعدما بلغنا في مرحلة ما70 بالمائة تقريبا من إنهاء المديونية التي ورثناها.
لقد كان قرارا يشبه الحكم بالإعدام على من تعلق بحبل النجاة ولكم أن تتصوروا ما تعنيه العودة للصفر.

 ــ على ذكر هذه الأرقام، هل لكم أن تنهوا لو تفضلتم الجدل المرتبط  بحجم الديون الحقيقية المترتبة على الرجاء، سلفكم حسبان تحدث عن أكثر من 22 مليار هل لكم أن تطلعوا الجماهير الرجاوية عبر منبرنا على الرقم الحقيقي؟
 جواد الزيات: لست من هواة الديماغوجية ولا المؤيدين لها ولا تثيرني الشعبوية إطلاقا، وضع الفريق المالي تم توضيحه من طرف لجنة افتحاص وحجم الديون التي وجدناها متراكمة بالتدقيق كانت في حدود 10 مليار تهم نزاعات ومستحقات و6 مليار سنتم أخرى تهم الوعاء الضريبي المترتب على الفريق والتي وجدنا لها آلية خاصة لتسهيل الأداء، وكما قلت لك بكل صدق لولا غلق الموكب لكان لنا وضع آخر ولتمت تصفية 90 بالمائة أو أكثر من المديونية.

 ــ ما صحة التعويض الذي توصلتم به جراء غلق مركب محمد الخامس؟
 جواد الزيات: نتابع ما يروجون له وكل يوم يتحدثون عن رقم،لغاية اليوم لم نتوصل بأي  تعويض نقلنا للمسؤولين  حجم الضرر الذي تعرضنا له وكل ذلك مدعم بالبيانات المالية، أطلعناهم على عدد المباريات التي ضاعت علينا فيها مداخيل مهمة محليا وقاريا وعربيا، وننتظرالرد لأننا فعلا في وضع نحتاج فيه لهذه التعويضات.
قبل التعويض المالي هناك ضرر معنوي وضرر مرتبط بالنتائج وبكل صدق أتحمل مسؤوليتي في هذا التحليل، خروجنا من كأس الكاف وكأس زايد والتفريط في مباريات هامة بالبطولة كان بسبب نفينا خارج الدار البيضاء. لقد تم تجريدنا من أخطر  أسلحتنا وهو سلاح الملعب وخاصة الجمهور»

 ــ مادمنا بصدد الحديث عن الملعب،الجمهور يلومكم بسبب قبولكم اللعب في الرباط التي تحولت لشؤم حقيقي على الفريق  لم تبحثوا عن ملعب بديل؟
 جواد الزيات: لا أختلف مع أنصار الفريق واللاعبين بخصوص التوتر النفسي الذي أصبح يمثله لنا اللعب في مولاي عبد الله بالرباط، لقد تحول الأمر لما يشبه العقدة النفسية المزمنة، خسرنا في الرباط 4 مباريات وفيها أضعنا كأس الكاف و كأس زايد وحتى بعض النقاط المهمة بالبطولة لذلك قلت لك قبل هذا أن غلق مركب محمد الخامس كان أحد العوامل والأسباب المباشرة التي غيرت خارطة طريق الفريق هذا الموسم. للعب في الرباط تحول لشؤم حقيقي وشخصيا تسكنني الهواجس بالتنقل للعاصمة منذ مأساة ضياع اللقب أمام الجيش.
لقد سعينا للعب في ملعب مراكش وقوبل الطلب بالرفض لدواعي أمنية ثم اقترحنا ملعب العبدي ولم نتوصل بالترخيص. فوق طاقتنا لا نلام لقد تحولنا لفريق لاجئ بلا مأوى ولكم أن تستنجوا بقية الحكاية.

 ــ قبل سفركم لتونس بفترة قصيرة يتم الترويج لخبر استقالتك الأمرالذي استفزك لترد بتدوينة، هل تعتقد أن هذا الترويج مقصود؟ ومن له الغاية في التشويش عليك وعلى الفريق كما قلت؟
 جواد الزيات: بدوري تناهى لعلمي هذا الخبر الذي تم الترويج له على نطاق واسع. خروجي بتدوينة كان بسبب الضغط الكبير على هاتفي الخاص وكنا في وقت متأخر تعذر معه نشر بلاغ أو عقد اجتماع للرد، لذلك لجأت لهذه الخطوة  التي لم أتعود عليها كي ينتهي هذا الموضوع وبعدها كان للنادي بلاغه الرسمي على لسان السي سعيد وهبي الذي نفى الأمر جملة وتفصيلا.
أتفهم أن الرجاء فريق مربح إعلاميا لذلك يستهلك اسمه ولو أن 70 بالمائة من الأخبار غير صحيح لغاية الأسف. أمر غريب أن يستهدف الفريق أسبوع قبل السوبر الإفريقي  من خلال سعي البعض لإحداث هزات داخلية غايتها التشويش والتأثير على التوازن وكهربة الجو العام .

 ـ لم تجبني تحديدا من برأيك يتزعم قافلة التشويش المقصود كما وصفته؟
 جواد الزيات:  الرأي العام والمتتبعون لا ينقصهم الفطنة والذكاء لمعرفة من يحرك هذه الحملة من خلف السارة، أتفهم خلفيات هؤلاء المرضى لأنهم لم يستوعبوا أو يتقبلوا نجاح رئيس في الفوز بلقب إفريقي غاب عن خزانة النادي ل 15 عام في أقل من سنة على تحمله المسؤولية ولقب آخر في الطريق إن شاء الله.
من يعتقد أنه بهذا الأسلوب و الترهيب أنه يحاربني فهو واهم. لأني صامد وبدأت أكسب المناعة الكافية وهذه المناعة أستلهمها من ثقة البرلمان الذي عينني وحملني أمانة الفريق.
تحصلت علي لقب إفريقي وآخر في الطريق في موسم واحد، الحكاية أثارت غيرة البعض وأنا مستمر حتى إكمال ولايتي.
(يتبع)