لم يكن ممكنا ونحن نعاين ذلك التفاعل الأسطوري لجماهير الرجاء مع فريقها في ذكرى التأسيس السبعون، دون أن نواكب معهم الحدث باقتحام مملكتهم وناديهم وجر رئيس الفريق جواد الزيات لمكاشفة السنة..
لم يكن ممكنا أن نترك جماهير القلعة الخضراء تغوص محتارة في مئات الأسئلة دون أن نحمل لها ما يروي عطشها وفضولها من عراب فريقهم الأول بعد عام على تنصيبه في مهامه.
«المنتخب» الرفيق المخلص للكرة المغربية وأنديتها، العاكس لمرآة الجماهير والناقل لنبضها والحامل لرسائلهم بأمانة ومهنية، كان لها شرف أن تكون أول من أجرى حوارا مع جواد الزيات ..حوار كله زفرات وآهات ندعو جماهير النسور لتتفاعل معها ولها بعد ذلك  التقييم..

 ــ يتعرض جمال فتحي لحملة انتقاد كبيرة ويتهمونه بفشل التعاقدات وإخلاف وعده على مستوى الكلمة التي أعطاها للجمهور فور توقيعه عقده بشكل رسمي وبعدها اختفى؟
 جواد الزيات: جمال فتحي لم يختفي وقبل حواري معكم كنت معه وهو بصدد مباشرة عمله، لقد قدم خدمات جليلة للنادي لاعبا ومؤطرا لا يمكن إنكارها كما لا يمكن إنكار «رجاويته» وتضحياته مع الفريق.
جمال له دور محور على مستوي الفئات الصغرى والأكاديمية والإستشارة التقنيةو وهو يواصل عمله ونحن نثق فيه.

 ــ تكلمت كثيرا عن الأزمة المالية الخانقة داخل الفريق، أي خطة حملتها معك لتنويع مصادر التمويل وجلب رعاة في المستوى؟
 جواد الزيات: سأطلعك على زمر مهم للغاية وهو أن النادي بلغ رقما مميزا فاق مليارين ونصف المليار من السنتيمات على مستوى إيرادات المحتضنين والرعاة وممكن أن ننهي الموسم ب 3 ملايير سنتم وهو رقم لم يصله ناد آخر في البطولة، وهو ما يعكس جودة الفريق حتي في عز أزمته وتميز علامته التي تحظي بالثقة.
لدينا مخطط واتفاقيات ستزيد من مصادر التمويل ومرة أخرى أناشد القيمين على شؤون مركب محمد الخامس بإعادة فتحه من جديد لأنه متنفس ووعاء مالي مهم جدا لفريقنا.إنها أمور تتطلب تضحيات كثيرة ولا تترك مجالا للرئيس ومساعديه ليرتاحوا.

 ــ في ظل هذه الإكراهات والتضحيات، ألم تراودك وأنت تتعرض لانتقادات قوية وضغوطات كبيرة أن تقفز من السفينة  وتغادر؟
 جواد الزيات: قبل أن أكون رئيسا اشتغلت نائبا للرئيس مع مسيرين عمالقة وواكبت معهم جحيم الضغ النفسي والمعاناة التي أتت على جانب من صحتهم، هذه هي شروط اللعبة وأنا فهمتها بالتدريج وقبلت بها وعلي تحمل النتائج.
قبل الضغط يأتي الترهيب ومحاولة تعكير المزاج من طرف البعض، اليوم بدأت أستوعب الأمور بالتدريج ومن يتوقع استسلامي فهو واهم لأني لن أقفز من السفينة قبل تحرير الفريق من الأشباح و من ديونه رفقة طاقم تحمل بإخلاص هذه الأمانة خدمة للرجاء والتاريخ هم من سيحاكم كل واحد لاحقا.

 ــ لا نشك في كاريزما الزيات. لكن هناك من يقول أنك ماريونيط أو تدار من طرف أوزال ويستحيل اتخاذ قرارات داخل الفريق دون العودة إليه؟
 جواد الزيات:  صدقا أقول لك وبحضور الأخ سعيد وهبي معنا، هذا كلام باطل وترويج يعلم الحميع من يديره ويحركه، مكتبنا الحالي يتمتع باستقلالية مطلقة وأهلية كاملة وليس قاصرا ولا أحد يمارس الوصاية عليه.
كل القرارات المهمة تتخذ بمنتهي الإستقلالية لكن العودة لأهل الحكمة ومن سبقونا في تسيير الرجاء كلما دعت الضرورة ليس عيبا ولا هي علامة ضعف. فما يروج عنهم بهتان وباطل سامحهم الله.

 ــ رفضتم خوض الديربي الإستعراضي وبعدها أعلنتم التأجيل، هل تعرضتم لأي نوع من الضغط في الكواليس لإعلان موقفكم؟
 جواد الزيات: يا سبحان الله؟ هل يعقل أن يصدق أي كان أن الرجاء كمؤسسة وناد مرجعي ممكن أن يخضع لضغط أي كان، موقفنا مان واضحا متطابقا مع الإكراهات التي اعترضتنا ومنها الأجندة المضغوطة.
حين وقع بروتوكل الديربي لم يكن أحد يعلم مثلا أن 7 من لاعبينا سيكونون مع منتخبات بلدانهم. كان من المستحيل أن نسافر للإمارات بهذه الإعاقة البشرية كما كان من المستحيل أن نقدم على مغامرة التنقل مرتين لنفس المنطقة بالخليج بعد العودة من الكونغو في أقل من 10 أيام، أخبرناهم بوقفنا تفهموه والموعد المقبل يخضع للتشاور ليخرج الديربي بصورة مشرفة تليق بسمعة الناديين و الكرة المغربية.

 ــ جماهير الفريق تقول أنها فقدت الثقة في المكتب الحالي والدليل بلاغكم الذي حمل تهديد الكاف بالإنسحاب ما لم تنالوا حقكم الضائع بعد مباراة نهضة بركان، هل كان توقيف الحكم الكامروني كافيا ليشفي غليلكم؟
 جواد الزيات: قرار الكاف لم يرضينا بطبيعة الحال لكنه سبق موعدا مهما بيومين إذ كانت تنظرنا مباراة الحسنية ومسألة الإنسحاب قرار عظيم ومزلزل لا يتخذ بسهولة. مصلحة الكرة المغربية تتقدم كل شيء والقصة لم تنته عند حدود التوقيف وهذا ما سنبلغه الكاف في اجتماعنا معها بالدوحة قبل السوبر. نحن نصر على أن مباراة النهضة البركانية كانت سبب الإقصاء والدليل أن نقاط الإنتصار كانت تضمن لنا التأهل.

 ــ البطولة تقترب من نهايتها وموعد السوبر على الأبواب، كلمة تختتم بها هذا الحوار؟
 جواد الزيات: شخصيا كان بودي أن أواصل لمساحة أكبر وأطول، عبركم أؤكد أني كباقي الرجاويين حالمون بكأس السوبر أمام الترجي التونسي تحديدا لنكرر ملحمة ملعب المنزة قبل 20 سنة في عصبة الأبطال، وهذا اللقب سيمثل فرصة لانطلاقة جديدة للفريق. رهاننا في البطولة المنافسة حتى آخر دقيقة وباستماتة واللعب على بطاقة العصبة التي لن نتنازل عنها، تحية لكل الرجاويين وندائي لهم بالصبر وأن يثقوا في هذا المكتب لأنه جدير بهذه الثقة وأعدهم بالأفضل»