بالتعادل السلبي ولا غالب ولا مغلوب إنتهت قمة الدورة 23 من البطولة الإحترافية بين إتحاد طنجة والجيش الملكي بملعب طنجة الكبير.
القمة الطنجاوية العسكرية والتي تكهن الكثيرون بإثارتها وتشويقها، في ظل منافسة الفريقين في طابور المقدمة وتواجد مجموعة من اللاعبين الذين حملوا ألوان الطرفين، جاءت تكتيكية وصارمة جدا في شوطها الأول الذي لم يجب عن الإنتظارات وتطلعات الجماهير التي حضرت بكثافة، فدخل المدربان عبد الواحد بن قاسم وكارلوس ألوس بخطة طغى عليها الحذر والتوجس، وهو ما تجلى من خلال الكثافة العددية في وسط الميدان وتمركز الكرة معظم الوقت في منتصف الملعب، حيث كان الصراع على أشده بين زملاء الصفصافي ورفاق أعراب، وأسفر عن إرتكاب عدة أخطاء وإحتكاكات بدنية وتمريرات خاطئة.
الحارسان المجهد والبورقادي كانا في شبه راحة ولم يختبرا إلا قليلا، وأتيحت للعساكر فرصتين من تسديدتين غير مؤطرتين لطونغارا د14 ومعاوي د31، كما جرب أصحاب الأرض التسديد من بعيد كحل في ظل المنافذ المغلقة والدفاع المكثف، وناور النغمي الذي شاكس عن بعد وجرب حظه بتسديدة عشوائية د34، فيما تفنن زميله الشنتوف في مراوغة 3 لاعبين على مشارف المربع الصغير لكن تسديدته إفتقدت للتركيز.
ووقع اليوسفي ضحية الثنائيات الحادة بين الفريقين فأصيب على مستوى الفخذ بعد إلتحام مع النغمي ليتم تغييره بكوليبالي د41، لينتهي بعدها الشوط الأول العقيم الذي كرس الحذر المبالغ فيه وخاصم المتعة والإندفاع الهجومي المرغوب فيه من الجمهور.
الإيقاع إرتفع قليلا مطلع الشوط الثاني بإنسلال خطير لطونغارا أجبر الظهير الأيسر نزامبي على التدخل بخشونة لإيقافه، لكنه سرعان ما عاد إلى الهدوء والتوازن والصراع التكتيكي الذي عرفه النصف الأول للمباراة، بحيث فشلت كل مناوشات الكعداوي والنغمي من جهة المضيف ومعاوي وطونغارا في صفوف الضيف، وتمكن البديل جونيور من أول لمسة للكرة من إختبار البورقادي برأسية سهلة د61، وبدا أن الفرج وهز الشباك بعيد المنال ولن يتحقق إلا بخطأ دفاعي أو ضربة ثابتة، وهو ما كاد أن يتحقق للجيش في مناسبين متتاليتين، الأولى برأسية لبوطويل تصدى لها الحارس لمجهد بعد ضربة ثابتة جانبية للجيش نفذها الشيبي د70، والثانية أخطر وأوضح لبنلمعلم الذي أهدر ببشاعة رأسية في إنفراد إختار فيه عدم تأطير كرته السانحة د77.
العشر دقائق الأخير إستفاق فيها الفريقان بحثا عن الضربة القاضية وخطف النقاط الثلاث، وتألق البورقادي بتصديه لتهديد خطير للخاليقي د82، وأنعش دخول حسني والوهابي الجبهة الهجومية للإتحاد، كما ضغط العساكر في آخر خمس دقائق وهاجموا بقوة دون بلوغ الهدف، أمام يقظة الحارس المجهد ودفاعه الذين كانوا صارمين وموفقين في الصد.
ودون جديد في الثواني الأخيرة رضي الفريقان بالتعادل الأبيض المنصف الذي لم يرضي أنصار الطرفين، ليضيف إتحاد طنجة نقطة إلى رصيده الذي أصبح 34 في الصف الثاني، بينما تبخر مبتغى الجيش في الإقتراب من الزعامة وبقي في المركز 8 ب 29 نقطة، علما أن الفريقين يملكان مباراة ناقصة.