بكلمات ينتقيها بعناية فائقة، وبابتسامة الإنسان الهادئ والواثق من نفسه، أجاب الناخب الوطني هيرفي رونار، عن أسئلة «المنتخب»، في جلسة مكاشفة بقاهرة المعز بالقرب من سفوح الأهرام، جلسة تبددت فيها الأوهام وأعيدت كتابة بعض الأحلام.
وكالعادة حرص الثعلب الفرنسي على وضع النقط على الحروف، وبجرأة عالية أعاد تفتيت بعض الشائعات التي يختار أصحابها توقيتات غريبة لنسفه ونسف عرين الأسود.
عن رأيه في المجموعة التي شكلتها القرعة لأسود الأطلس، والوصف الذي ينتقيه لها، وعن أهدافه في نهائيات كأس إفريقيا، وما راج عن إصابة نور الدين أمرابط مهاجم النصر السعودي، وما يثيره غياب عبد الرزاق حمد الله من جدل، دار هذا الحوار الذي يكشف عن كاريزمية ربان الأسود وعن انفتاحه على الإعلام، بخلاف ما يروج عنه ويتهم به من انغلاق.
«المنتخب» نجحت في تقليب صفحات دفتر قائد أحلام الأسود في «كان» مصر، فكان هذا السفر الحصري والجميل مع هيرفي رونار. 
 
ــ المنتخب: هل كنت تتوقع أن تضعنا القرعة في مجموعة واحدة مع منتخبات من طينة كوت ديفوار وجنوب إفريقيا وناميبيا؟
رونار: ما دام أن هناك مستويات جرى تحديد منتخباتها من خلال التصنيف الأخير للفيفا، وما دام أننا وضعنا في المستوى الأول، فلابد أن نتوقع أي شيء، هي مجموعة قوية بوجود منتخبات تقف في طليعة منتخبات القارة، ولكن من يريد أن يذهب لأبعد نقطة ممكنة فلابد وأن يكون مستعدا لأي فريق.

ــ المنتخب: المنتخب الإيفواري نعرفه جيدا، فقد واجهناه ثلاث مرات في آخر سنتين، كانت أخرها مواجهتنا له بأبيدجان وفزنا عليه بهدفين نظيفين، ولا أشك في قدرة الكرة الإيفوارية على الإنبعاث في أي لحظة، أما منتخب جنوب إفريقيا فقد كان يعيش مرحلة إعادة بناء وطموحه كبير للعودة إلى المناطق الأمامية، أما منتخب ناميبيا فسيكون بالفعل هو مفاجأة هذه المجموعة، أنا شخصيا لا أعتبره الحلقة الأضعف.

ــ المنتخب: ولكنه منتخب بلا أدنى رصيد، إنه يتأهل بالكاد للكأس الإفريقية؟
رونار: وأنا الذي إلتقيته في سنوات مضت، أستطيع القول أنه قادر على كل شيء، على منتخبات المجموعة أخذ الحذر منه.

ــ المنتخب: نلتقي منتخب ناميبيا في أول مباراة، هي فرصة لتأمين الإنطلاقة الجيدة؟
رونار: سيكون من الضروري أن نؤمن هذه الإنطلاقة الجديدة، ولو أنني أجزم أن الفوز لن يكون ميسرا بسهولة، فناميبيا ليس بالسوء الذي يتصوره البعض.

ــ المنتخب: يهمك أن تخرج من هذه المجموعة متصدرا، أليس كذلك؟
رونار: بالطبع هذا هو رهاننا، فمن يريد المنافسة على اللقب، لابد وأن تكون له القدرة للتفوق على كل المنتخبات التي تقابله، شخصيا أتصور أن تركيزنا يجب أن ينصب على كل مباراة على حدة، والأمور بعدها ستتضح تدريجيا.

ــ المنتخب: إذا أنت لا تتفق على تسمية المجموعة الرابعة بمجموعة الموت؟
رونار: كل هذه توصيفات يتسابق الإعلاميون لإطلاقها، أنا أقول أن كأس إفريقيا تأهلت لها فرق قوية، وهي تستحق التواجد بهذه الكان، الأمور ستحسم على أرضية الملاعب وليس على الورق.

ــ المنتخب:  نعود بك للوراء لآخر مباراة خاضها المنتخب المغربي أمام منتخب الأرجنتين، سأكرر عليك ذات السؤال الذي لاحقك، ما هي أهم الخلاصات التي خرجت بها من هذه الودية؟
رونار: كما سبق وذكرت، المباراة في مجملها لم تكن مفيدة كثيرا للمنتخب المغربي، بسبب الرياح التي هبت على ملعب طنجة والتي وصلت سرعتها إلى 120 كلم، وأعاقت سير المباراة، للأسف لم نتوقع ذلك، لذلك عملنا على طي صفحة اللقاء، وبدأنا نفكر في الطريقة المثلى للتحضير لنهائيات كأس إفريقيا للأمم بمصر.

ــ المنتخب: ألم تندم على أنك لم تختر لهذا المحك الودي منتخبا إفريقيا؟
رونار: ما أفسد هذا المحك هو العامل الطبيعي، أما المنتخب الأرجنتيني، فواجهنا بما كنا ننتظره من مشكلات تكتيكية كان على لاعبينا أن يجدوا لها حلولا، ما قلل من حجم الإستفادة، عوامل طبيعية أقوى منا جميعا.

ــ المنتخب: بخصوص التحضير لنهائيات كأس إفريقيا للأمم، ماهي الأماكن التي ترشحها لإحتضان تداريب أسود الأطلس، قبل موعد الحسم؟
رونار: لم نحسم في موضوع المكان الذي سنحضر فيه بعد، جئنا للقاهرة لحضور مراسيم قرعة كأس إفريقيا، وبعد أن تأكد وجودنا على رأس المجموعة الرابعة، وأن كل مبارياتنا سنلعبها بالقاهرة بملعب السلام، سنعمل على تعيين أفضل مكان لنقيم به بحسب ما تقترحه اللجنة المنظمة، والطاقم الإداري للجامعة هو من سيقدم لنا اقتراحات لنختار الأفضل.
المهم هو أن نتواجد بمكان يتيح لنا التركيز على العمل ونكون فيه مرتاحين وبعيدين عن الضوضاء.

ــ المنتخب: راج حديث عن إمكانية التحضير بدولة قطر لنهائيات «الكان»، هل من تأكيد؟
رونار: ليس هناك أي شيء رسمي، لم نفاتح الرئيس فوزي لقجع في هذا الموضوع، مع العلم أن التحضير في المركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة، يبقى كذلك أمرا مقبولا بالنسبة لي.
أتوفر على تجربة كبيرة من خلال الحضور في نهائيات كأس إفريقيا، وأعتقد أن الفترة التي تسبق التحضير لنهائيات «الكان» تعتبر جد مهمة، لذلك سنركز عليها كثيرا من أجل وضع النقط على الحروف، لنكون في أتم الجاهزية للظهور بصورة جيدة، بخاصة وأن مجموعتنا تضم منتخبات قوية ويحدوها نفس طموحنا.

ــ المنتخب: على ضوء ما أفرزته قرعة نهائيات كأس إفريقيا للأمم، ما هي المنتخبات التي تفضل مواجهتها؟
رونار: ما يشغلني اليوم بشكل كبير هو المكان الذي سنحضر فيه لكأس إفريقيا، بعدها أرغب شخصيا في مواجهة منتخبات تقترب في أدائها وبنيات لاعبيها وأسلوب لعبها من منتخبات كوت ديفوار وجنوب إفريقيا وناميبيا التي سنواجهها في الدور الأول. عموما الوديتان اللتان ستسبقان الدخول الرسمي لكأس إفريقيا، بمواجهتنا لمنتخب ناميبيا ستكونان بهدف قياس الجاهزية البدنية والزيادة في متانة الأداء الجماعي.

ــ المنتخب: مؤخرا راج بشكل قوي في الإعلام الفرنسي أنك تلقيت عرضا لتدريب أولمبيك ليون الفرنسي، وهو الأمر الذي أثار حفيظتك، فخرجت بتغريدة تستغرب مثل هذه الإشاعات وتوقيتها؟
رونار: لا أعرف مصدر هذا الخبر، صراحة في المغرب هناك أيضا مجموعة من الأخبار الخاطئة التي يتم ترويجها بحقي وتجعلني أتفاجأ، وبخاصة عندما أقترب من المشاركة في إحدى المنافسات، كما حدث في نهائيات كأس إفريقيا بالغابون قبل سنتين، وبعدها في مونديال روسيا، هناك بعض الأشخاص لا يريدون لي الخير ويصرون على إيذائي، لكنني لا أكثرت كثيرا لمثل هذه لأشياء التي تثير الجدل، مثلما حدث مؤخرا في قضية أمرابط، لقد قالوا أنني سأقدم بشأنه شكوى للفيفا ضد ناديه النصر السعودي، فمن أين لي هذه السلطة الإدارية، لمراسلة الفيفا من أجل الإحتجاج على إشراك اللاعب وهو مصاب.
أؤكد لكم أن علاقتي جيدة بمسؤولي النصر السعودي، فقد كنت وما زلت في تواصل معهم منذ 2013، لذلك هناك من روج أخبار خاطئة عني بالمغرب، لتهييج الرأي العام ضدي، ومن غير المعقول أن يحاول البعض هدم كل ما بنيناه طيلة هذه السنوات، الأهم من كل هذا هو توفري على مجموعة رائعة تساعدني للقيام بعملي على أكمل وجه.

ــ المنتخب: ولكنك تعطي الإنطباع على أنك تستهدف بردودك الإعلام المغربي؟
رونار: لا، ليس لهذه الدرجة، أنا لا أفرق وأكون قاسيا مع كل إعلام يستهدفني بإشاعات مغرضة، أكون مضطرا للرد على بعض الأخبار والوشايات الكاذبة، التي لا أعرف كيف يقوى أصحابها على اختلاقها، بخيالهم الواسع، عموما حاولت طي هذا الملف لأركز أكثر على نهائيات كأس إفريقيا، لأننا نتوفر على كل الإمكانيات للظهور بشكل جيد في الكأس الإفريقية، ما أريد التأكيد عليه لحد شهر أبريل 2019، بأنني جد سعيد بإشتغالي كناخب وطني للمنتخب المغربي الأول، ما سيحدث بعد ثلاثة أو أربعة أشهر لا أعرفه.
(يتبع)