دخل منير الجعواني مدرب نهضة بركان تاريخ الكرة البركانية من أوسع الأبواب، كيف لا، وهو الذي استطاع أن يحقق إنجازات لم يسبق للفريق البركاني أن أحققها، أولها الوصول لربع كأس الكونفدرالية الإفريقية في الموسم الماضي لأول مرة في تاريخه، وبلوغ المربع الذهبي في النسخة الحالية، ثم الفوز بأول لقب يدخل خزينة النادي وهو كأس العرش.
كلها ألقاب ستظل شاهدة على بصمة مدرب، يهوى التحدي، ويشتغل بتفان وحماس، ويخطط أيضا لتألق فريقه على المستوى القاري، كرهان يدغدغ مشاعر البركانيين، وذلك بالفوز بكأس الكونفدرالية الإفريقية.
«المنتخب» قررت أن تسبر أغوار مدرب تألق في الفترة الأخيرة بشكل كبير، بإنجازاته وتألقه، وخاصة بتحركاته أثناء مباريات فريقه.

ــ المنتخب: ماذا يمثل لك إنجاز الوصول للمربع الذهبي في كأس الكونفدرالية؟
منير الجعواني: طبعا هو إنجاز يجب أن نفتخر به، خاصة أننا نبلغه لأول مرة في تاريخ النادي، لقد جنت كل مكونات الفريق ثمار  المجهودات التي قامت بها والإستراتيجية الناجحة التي وضعتها، لذلك أعتبر أن تحقيق هذا الإنجاز هو أفضل هدية لهذا الفريق، الذي ثابرت مكوناته كثيرا قبل أن تصل لهذا المستوى.

ــ المنتخب: هل كنت تنتظر أن تحقق هذه الإنجازات ؟
منير الجعواني: الإشتغال بكل جد هو سبب رئيسي للنجاح، لأن أي شخص ينال في الأخير ما يستحقه، وأي إنجاز هو ثمرة اجتهاد.
عندما ولجت عالم التدريب، كان شعاري هو الإجتهاد أولا، لقد تعبت وتسلحت بالصبر قبل أن أصل لما وصلت له اليوم.
أريد التأكيد بأنني ما كنت سأتحسر لو لم أحقق هذه الإنجازات مع نهضة بركان، إذ يكفيني أني اشتغلت وتعبت بكل جدية وتفان، أما الباقي فأتركه لنصيبي في الحياة.

ــ المنتخب: ركزت في حديثك عن التعب، ماذا تعني بذلك؟
منير الجعواني: أولا، لا بد أن شكر مسؤولي نهضة بركان لأنهم منحوني فرصة تدريب لأول مرة فريقا من الدرجة الأولى، بعد مجموعة التجارب في قسم الظل، لأني انتقلت ضمن مجموعة من الأندية بالدرجة الثانية كالنادي القنيطري واتحاد تمارة ويوسفية برشيد وشباب قصبة تادلة وغيرها، ناهيك أني اشتغلت كمدرب مساعد بنهضة بركان مع 3 مدربين، كل ذلك في الواقع ساعدني، بغض النظر عن التعب الذي تحدثت، لأنه تعب في الواقع معجون بدروس مهمة أفادتني وما زلت أستفيد منها.

ــ المنتخب: عندما نتحدث عن النجاح والإنجازات، أكيد أنه يتبادر للأذهان لقب البطولة؟
منير الجعواني: كان من الصعب أن ننافس على ثلاث واجهات في موسم واحد، أمام التركيبة البشرية المحدودة التي نتوفر عليها، كما أن فريقنا بدأ فقط في السنوات الأخيرة ينافس على الألقاب.
أعتقد أنه أمر جيد، أننا نافسنا على واجهتين من أصل 3، حيث فزنا بكأس العرش وبقيت أمامنا المنافسة الإفريقية، بعد أن خرجنا من المنافسة على درع البطولة، نحن أجلنا الحديث عن هذه المسابقة التي سنركز عليها في الموسم المقبل، لأنني أرى أنه حان الوقت من أجل المنافسة على لقب البطولة.

ــ المنتخب: ما الذي يتطلبه في رأيك للمنافسة على لقب مثل البطولة؟
منير الجعواني: أنا أركز أكثر على التركيبة البشرية، كما تعرف، فمشوار البطولة أصعب، هناك 30 مباراة، وبالتالي لا تمت بأي صلة  للمنافسة الإفريقية أو كأس العرش.
نحن اليوم نعاني نوعا ما على مستوى التركيبة البشرية في البطولة، بدليل أنه غاب علينا 8 لاعبين في مباراة اتحاد طنجة، ما يؤكد أننا مطالبون بالاهتمام مستقبلا بالجانب البشري أمام الرهانات التي تنتظرنا.

ــ المنتخب: ما سر نجاح الجعواني مع نهضة بركان، ذلك أن الكثير من المدربين السابقين، خاصة في السنوات الأخيرة فشلوا في تحقيق ما حققته؟
منير الجعواني: لا بد من التأكيد أنني اشتغلت مع نهضة بركان لسنوات، كنت مساعدا لـ 3 مدربين وهم عبدالرحيم طاليب وباربوريز ورشيد الطوسي، كل ذلك ساعدني كثيرا، ناهيك أنني دائما أعتمد على خلق جو من الإنسجام والتلاحم بين اللاعبين، حتى أكون قريبا منهم وأقف على مشاكلهم.
هناك أمور خارج ما هو رياضي، تكون جد هامة لخلق مجموعة هامة ومتجانسة، ثم لا أنكر أيضا الدعم الذي وجدته من المكتب المسير للفريق، الذي يساهم بقسط كبير من خلال توفير كل الظروف والإمكانيات.

ــ المنتخب: كأس الكونفدرالية رهان كبير، أكيد أنه يدغدغ مشاعر الجعواني وكل البركانيين، لكن هناك خصم في الطريق إسمه الصفاقسي التونسي؟
منير الجعواني: عندما تصل لهذا الدور لا بد أن تصطدم بفرق قوية، إنه دور المربع الذهبي، يجمع أربعة أندية إفريقية قوية، لذلك من الطبيعي أن نواجه خصما من قيمة الصفاقسي التونسي، سنتعامل مع المباراة كباقي المواجهات السابقة بكل ما تتطلبه من تركيز وجدية واستعداد تقني وتكتيكي وبدني، خاصة أن هذه المباريات تلعب على عدة جزئيات ينبغي التعامل معها بحذر.
(يتبع)