دخل منير الجعواني مدرب نهضة بركان تاريخ الكرة البركانية من أوسع الأبواب، كيف لا، وهو الذي استطاع أن يحقق إنجازات لم يسبق للفريق البركاني أن أحققها، أولها الوصول لربع كأس الكونفدرالية الإفريقية في الموسم الماضي لأول مرة في تاريخه، وبلوغ المربع الذهبي في النسخة الحالية، ثم الفوز بأول لقب يدخل خزينة النادي وهو كأس العرش.
كلها ألقاب ستظل شاهدة على بصمة مدرب، يهوى التحدي، ويشتغل بتفان وحماس، ويخطط أيضا لتألق فريقه على المستوى القاري، كرهان يدغدغ مشاعر البركانيين، وذلك بالفوز بكأس الكونفدرالية الإفريقية.
«المنتخب» قررت أن تسبر أغوار مدرب تألق في الفترة الأخيرة بشكل كبير، بإنجازاته وتألقه، وخاصة بتحركاته أثناء مباريات فريقه.

ــ المنتخب: سبق أن قلت أن هدف نهضة بركان في كأس "الكاف" هو تجاوز إنجاز النسخة السابقة وذلك بالوصول للمربع الذهبي، هل سيتوقف سقف الأحلام عند هذا الدور؟
منير الجعواني: لا، صحيح أن هدفنا الأول قبل بدء المنافسة كان هو المربع الذهبي، لكن لا بد أن يكبر طموحنا أكثر كلما تقدمنا في الأدوار، اليوم أصبح طموحنا هو تجاوز الحاجز التونسي وبلوغ النهائي أيضا لأول مرة، ولو أني أعتقد بأن نهضة بركان يستحق الفوز باللقب، أمام المشوار الناجح الذي وقعنا عليه، بدليل الأرقام التي سجلناها منذ بداية المنافسة. 

ــ المنتخب: ما الذي تخشاه في المرحلة المقبلة؟
منير الجعواني: ضغط المباريات هو ما يقلقني، لدينا أجندة مزدحمة بالمباريات، كنت أتمنى أن تكون لجنة البرمجة رحيمة بنا، ولو أنني أعرف مسؤولياتها، خاصة أننا لا نمثل بركان وحدها في المنافسة الإفريقية، بل الكرة المغربية، حيث سنجري عدة مباريات في وقت قياسي، ستستنزف من اللاعبين الكثير على المستوى البدني، أتمنى أن تمر هذه المرحلة وأن لا نتأثر بالبرنامج المقبل، لنكون في كامل جاهزيتنا لمواجهة الصفاقسي.

ــ المنتخب: كيف تتصور مشروع نهضة بركان في المستقبل؟
منير الجعواني: أنا سعيد أولا لأني أصبحت واحدا من تاريخ هذا النادي، اللبنات الأولى لهذا المشروع بدأت منذ سنوات، وشعرنا أن هذا الفريق قبل سنوات بدأ يمارس حقه  لدخول مصاف الأندية القوية ومعانقة الألقاب، على غرار نهائي كأس العرش الذي خسره أمام الفتح قبل سنوات.
مشروع النادي يسير في الطريق الصحيح، وكل المعطيات تؤكد أن القادم سيكون أكثر لمعانا، فبحكم قربي من الفريق فإنني أتحمل مسؤولية ما أقول، لأن نهضة بركان سيزاحم أكبر الأندية مستقبلا أمام الإستراتيجية المعقلنة التي يسير عليها.

ــ المنتخب: المعروف على الجعواني أنه لا يهدأ له بال في مقعد الإحتياط أثناء المباريات، ما الذي يدفعك للتحرك بذلك الحماس؟
منير الجعواني: من عادتني أنني متحمس، بل منذ أن كنت لاعبا، هذه هي شخصيتي، لأنني لا أترك شيئا للصدفة، أنا أشتغل بحماس من أجل تحقيق هدفي، بل لابد أن أجتهد لأني لا أترك شيئا للصدفة، لا بد أن أقوم بردة فعل لما يجري في الملعب، بدل أن أتابع المباراة جالسا، لأن تحركي في الملعب لا أقصد به خلق الإثارة، فأنا في النهاية مدرب متحمس ولست بهلوانا.
تحليل المباريات ومتابعة الخصوم، أيضا أقوم بها بنفسي، لقد عرض علي مسؤولو نهضة بركان من يساعدني في هذا الجانب، لكن رفضت، لأني أفضل أن  أقوم بهذه المهمة وأدون الملاحظات بنفسي.

ــ المنتخب: ماذا عن مستقبلك مع نهضة بركان؟
منير الجعواني: أولا وبغض النظر عن العقد، فإني أعتبر نهضة بركان أيضا جزءا مني، وعلاقتي به أكثر من علاقة فريق بمدرب، نحن الآن نشتغل ولا نفكر في المستقبل ، هناك رهان مهم ينتظرنا، ألا وهو كأس الكونفدرالية الإفريقية الذي نتمنى بلوغ أقصى نقطة فيه، لذلك لا نفكر الآن في هذا الموضوع.
المنتخب: في الأخير، هل تعتقد أنك أخذت كل ما تستحق بعد الإنجازات التي حققتها مع نهضة بركان؟
منير الجعواني: في الواقع لا أعرف، إلا أنني أترك كل ما حققت مع نهضة بركان من إنجازات لتتحدث عن نفسها، إن كنت أستحق أكثر أم لا، لكن دعني أؤكد بأنني أفتخر بتدريب فريق من قيمة نهضة بركان، وكذا لثقة مكونات مدينة بركان التي أعدها بالمزيد.