في هذا الحوار نقف مع الزاكي بادو ربان الدفاع الجديدي عند أهم التحولات التي عرفها الفريق في عهده بعد أن كان غارقا في أزمة النتائح ودخل مرحلة الشك، لكن الزاكي عرف كيف يقود السفينة نحو بر الأمان بالنظر للعمل الكبير الذي قام به برفقة فريق عمله والذي يشهد به كل الجديديين وكان سببا في عودة الجماهير للمدرجات بعد قطيعة دامت لمدة طويلة.
هل غامر الزاكي بالإعتماد على لاعبين شبان في ظرفية دقيقة جدا؟ ولماذا أبعد طارق أستاتي من تداريب الفريق؟
كل الأسئلة تجدونها في هذا الحوار مع الزاكي بادو الذي فتح قلبه لـ«المنتخب» وأجاب عن كل الأسئلة بصدر رحب، تابعوا التفاصيل: 

ــ المنتخب: لنتحدث بداية عن التحول الذي عرفه الدفاع الجديدي منذ قدومك، هل يمكن القول بأن الفريق في سكة صحيحة؟
 الزاكي: أظن بأن النتائج التي تحصل عليها الفريق منذ قدومي إليه ومقارنة مع الثلاثة أشهر قبل مجيئي يمكن القول بأن الحصيلة جد إيجابية، والفضل لا يعود للزاكي وحده ولكن هناك فريق عمل متكامل بداية من المكتب المسير وعلى رأسه السيد عبد اللطيف المقتريض الذي يوفر لنا كل الإمكانيات ثم المساعدين الذين يشتغلون معي والذين أعتبرهم سندي في المهمة من بينهم جمال وأمان الله والكوتش مونطال السيد علي العطاوي والمعد البدني ولاما والواقع كلما طلبت شيئا إلا ووجدت الصدر الرحب، الحمد لله كان العمل الأول هو أن نعيد الثقة للاعبين الذين كانوا قد قدموا مستويات كبيرة على الواجهة الإفريقية وواجهوا فرقا إفريقية كبيرة كانوا ندا للند أمامهم للأسف بعد ذلك دخلوا مرحلة فراغ ودامت لمدة طويلة، حتى أن الشك دب في صفوفهم وكذلك المكتب المسير والأنصار والمحبين، بالإضافة إلى تراكم النتائج السلبية، في هذه المرحلة إرتبطت بالفريق، وكان الإشتغال بالأساس على الجانب الذهني والواقع بذل معي الكوتش مونطال السيد العطاوي جهدا كبيرا لإخراج اللاعبين من مرحلة الشك، بدون أن ننسى قابلية اللاعبين في الإنخراط مع مشروعي والعمل من البداية وطي صفحة الماضي، والحمد لله بدعم الجميع إستطعنا أن نخرج الفريق من الوضعية التي لا يستحقها وبدأنا نجني ثمار العمل الجماعي الذي نقوم به، وقد أعطينا إشارات قوية لجمهورنا من خلال النتائج الإيجابية التي حققناها بأن الفريق قادم بقوة ولا خوف عليه، وما سرني فعلا هو الدعم الجماهيري للفريق بحيث لمسنا عودة الجمهور ليس بالجديدة ولكن أصبح يسافر معنا في كل المدن المغربية وهذه مؤشرات إيجابية.

ــ المنتخب: إرتبطت بالفريق كما قلنا بوجود إكراهات كبيرة، ليس فقط على مستوى النتائج بل أيضا على مستوى بعض اللاعبين الذين كانوا يشكلون الثوابت داخل الفريق منهم من غاب بسبب الإصابة ومنهم بسبب التوقيف قرناص نموذجا، كيف تعاملت مع هذه المعطيات؟
الزاكي: فعلا كنت أتمنى أن أجد كل اللاعبين في كامل الجاهزية، لكن كان لابد من التعامل مع هذا المعطى بنوع من الواقعية، شخصيا كنت أتابع بعض اللاعبين من شبان الفريق ورأيت فيهم الإضافة المطلوبة، لذلك منحنا الفرصة للاعبين جدد قدموا أرواق إعتمادهم في مباريات كبيرة وبمقدورهم تقديم مستوى جيد في باقي المباريات بالنسبة لنا هذا ربح كبير للدفاع الجديدي.

 ــ المنتخب: أثار غياب طارق أستاتي عن الفريق بعض علامات الإستفهام، نريد منك توضيحا في هذا الإطار؟
الزاكي: للأسف كانت هناك مغالطات في هذا الموضوع، لم يسبق لي أن فرضت على اللاعب بأن يلعب كمهاجم، أتذكر في أول مباراة ودية لي ضد الجيش الملكي إعتمدت على أستاتي كجناح أمام بوخريص، وفعلا قدمنا مباراة كبيرة وجميلة أمام الفريق العسكري وفزنا عليه بهدف عن طريق ضربة جزاء وهنا لا تهمني النتيجة في هذه المباراة بقدر ما همني الأداء الكبير للفريقين، إن كان أستاتي لا يرغب اللعب فهذا شأنه، لكن ما أطلبه بالدرجة الأولى هو الإنضباط، وإحترام زملائه، مع الأسف صدرت منه سلوكات لا يمكن لأي كان أن يتقبلها، ومع ذلك تعاملت معه وكذلك فريق عملي بطريقة إحترافية وفيها كثير من الإحترام، لكن أن يأتي أستاتي للتداريب ويصطدم مع أحد اللاعبين الشبان ويصفعه. فهذا سلوك لا أقبل به بتاتا ومرفوض ليس في الدفاع وحده ولكن في كل الأندية، علما أن هذا اللاعب كان دائم المثول أمام اللجنة التأديبية للفريق أكثر من ثلاث مرات في الموسم، وقبل مجيئي مثل أمامها ثلاث مرات، وقررت توقيفه عن الحصص التدريبية ورفعت تقريرا في الموضوع للمكتب المسير، لهذا أؤكد لكم بأن توقيف أستاتي لا علاقة له بتاتا بتغيير مكانه في اللعب بقدر ما هو ناتج عن سلوك مرفوض جملة وتفصيلا قام به في إحدى الحصص التدريبية، بالإضافة إلى كونه لا يحترم زملائه في الفريق، وشخصيا لا أسمح بالإشتغال مع مثل هؤلاء اللاعبين الذين لا يحترمون زملائهم ولا ينضبطون لتوجيهات المدرب، وحتى إن رغب اللعب في مكان معين فإنه سيكون في كرسي الإحتياط لوجود عدد كبير من اللاعبين لأننا الآن في مرحلة صعبة تتطلب منا الحزم وليس التهور، وهناك جمهور عريض ينتظر منا النتائج، كما ليس لدينا وقت لنضيعه».

ــ المنتخب: إذن بالنسبة لك طويت هذه الصفحة؟
الزاكي: أولا الدفاع الجديدي لا يقف عند أستاتي أو الزاكي، الدفاع فريق كبير له مرجعيته التاريخية، ونحن نشتغل لإعادة الصورة التي كان عليها الفريق في إطار تعاون مشترك بين الجميع.

 ــ المنتخب: أقدمت على بعض التغييرات من خلال إعتمادك على لاعبين شبان هل هذا يدخل ضمن إستراتيجيتك ومشروعك مع الدفاع الجديدي؟
 الزاكي: هنا يجب الإعتراف بالعمل الكبير الذي يشتغل عليه الدفاع الجديدي على مستوى القاعدة، ولا يمكن الحديث عن إكتشافات الزاكي لأن هناك أشخاصا هم من أطروا وكونوا هؤلاء اللاعبين ومن خلال متابعتي لهم تأكد لي بأنهم يستحقون حمل قميص الفريق الأول، وهذه هي سياسة الفريق الدكالي التي إستفدت منها، والشجاعة في إقحام هؤلاء الشبان كانت لها معطيات والحمد لله ربحنا هؤلاء، ومن هذا المنبر أود أن أحيي الذين قاموا بالتنقيب والتأطير والتكوين لهؤلاء الشبان.

 ــ المنتخب: هل هذا هو المشروع الذي جاء من أجله الزاكي بغية القيام ببعض التغييرات على مستوى التركيبة البشرية؟
 الزاكي: من السابق الحديث عن المتغيرات التي ستطرأ على الفريق، المهم بالنسبة لنا هو أن ننهي الموسم الحالي في وضعية جيدة، وأقول لك بكل صراحة كل اللاعبين لهم رغبة كبيرة في المشاركة في المباريات، وهناك منافسة في كسب الرسمية وهذا هو ما يهمنا، وهذا ما يؤكد بأنهم تحرروا من الضغط السابق.

 ــ المنتخب: رئيس الدفاع الجديدي عبد اللطيف المقتريض قال بأن صورة الزاكي وتاريخه شكل للدفاع نجاحا مسبقا، لذلك إعتبر  الإرتباط بك مكسبا كبيرا في إطار عقد يمتد لموسمين ونصف، ماذا تقول في هذا الصدد؟ 
 الزاكي: أشكر السيد عبد اللطيف المقتريض على هذه الشهادة التي أعتز بها والتي جاءت من رئيس فريق كبير، وأتمنى أن أقدم الإضافة المطلوبة وأقود الفريق للمكانة التي يستحقها وإعادته للسكة الصحيحة، والحمد في ظروف صعبة للغاية تمكنا جميعا من تجاوز الإكراهات وتمكين الجمهور من أن يعيش معنا لحظات الفرح التي إفتقدها في السابق، وأتمنى أن تكون الإنتدابات القادمة في مستوى التطلعات لأن جمهورنا لن يسمح بلعب الأدوار الثانوية بقدر ما يردنا اللعب على الأدوار الطلائعية.