من بين اللاعبين الأجانب الذين سرقوا الأضواء ويقدمون مستويات كبيرة داخل البطولة الوطنية الإحترافية «اتصالات المغرب» لهذا الموسم مهاجم الدفاع الحسني الجديدي الطنزاني سيمون هابي غود مسوفا الذي فرض نفسه كهداف نادر، ومرعب لحراس المرمى، ورغم بنيته النحيفة وقصر قامته، فقد قاد المهاجم السابق لنادي يانغ أفريكانز فرسان دكالة إلى تحقيق نتائج طيبة اخرجتهم من المناطق المكهربة، وأعادت الإطمئنان والبسمة لجماهيرهم. 
 وبفضل أهدافه الحاسمة والرائعة (12 هدفا) إرتفعت أسهم وقيمة القناص مسوفا الذي يعد أول محترف طنزاني بالبطولة المغربية، في بورصة اللاعبين، حيث بات مطلوبا من أندية أجنبية قوية، التي عرضت مبالغ مالية محترمة على الدفاع من أجل الإستفادة من خدماته. 
 في هذا السفر الممتع، رفقة الهداف سيمون مسوفا،  نقترب أكثر من لاعب محترف بما تحمله الكلمة من معنى، أثبت ذاته داخل البطولة الوطنية الإحترافية إتصالات المغرب، بأدائه المميز واهدافه الجميلة التي بوأته مكانة متقدمة في سبورة الهدافين، وما زال يؤمن بحظوظه في  القبض على الحذاء الذهبي، رغم إدراكه لصعوبة المهمة، في ظل تواجد منافسين أقوياء.  

 ــ المنتخب: في ثاني موسم لك رفقة الدفاع الحسني الجديدي، حافظت على توهجك وظلت شهيتك مفتوحة للتهديف، ما سر هذا التألق؟
 مسوفا: ليس في الأمر في سر معين، كل ما هنالك أن في جميع مناحي الحياة، لكل مجتهد نصيب، وأنا كلاعب كرة القدم محترف أحرص على الإجتهاد والإنضباط داخل وخارج الملعب، وأضبط ساعات النوم، وأتناول وجبات غذائية خاصة، كما أنني لا أكتفي بالتمارين اليومية التي أجريها مع الفريق الجديدي، بل اخوض أحيانا حصص إضافية بتنسيق مع أعضاء الطاقم التقني، إلى جانب الدعم المعنوي للمكتب المسير وخاصة رئيس النادي الدكتور عبد اللطيف المقتريض الذي هو دائما قريب من اللاعبين، يوفر له كل ظروف الممارسة، وكذا المعد الذهني للفريق الأستاذ علي العطاوي الذي  هو في مقام والدي، الذي يسر لي كل الصعوبات،  وساعدني كثيرا في الإندماج بسرعة داخل مدينة الجديدة، كما قربني من كل تفاصيل الحياة لهذه المدينة الساحلية الجميلة، بل ويستضيفني في بيته وسط عائلته الصغيرة، كما لا أنسى دعم زملائي اللاعبين الذين أعتبرهم إخوة لي، فهناك روح أسرية وأجواء إيجابية نعيشها داخل الدفاع، ساعدتني كثيرا على تقديم موسم مميز مع الفريق، وأتمنى أن أواصل العزف على وتر التألق واكون عند حسن ظن الجمهور الدكالي الذي هو سندي الحقيقي.

 ــ المنتخب: هل يمكن القول أنك استأنست جيدا بأجواء البطولة الإحترافية المغربية؟
 مسوفا: لقد كنت محظوظا، لأن إلتحاقي بالدفاع الحسني الجديدي في الموسم الماضي تزامن وبداية الإستعدادات للمنافسات الكروية المحلية والقارية، وكانت الفرصة مواتية لي للتعرف أكثر على أجواء الممارسة داخل الدوري المغربي، لأن التفاصيل الصغيرة التي تعد أحد شروط النجاح، لذلك جهزت نفسي وتهيأت بشكل جيد مع الفريق، خاصة من الناحية البدنية، مما ساعدني على الدخول مباشرة في أجواء البطولة وبدون مركب نقص، ومع توالي المباريات إكتشفت أشياء جديدة ومفيدة لي كلاعب محترف أخوض أول تجربة إحترافية في مشواري خارج بلدي طنزانيا.

 ــ المنتخب: على بعد دورات من وصول قطار البطولة الوطنية الإحترافية إتصالات المغرب إلى خط النهاية، هل مازلت تؤمن بحظوظك في الفوز بالحذاء الذهبي؟
 مسوفا: بالطبع، لقب هداف البطولة الوطنية يستهويني وحق مشروع بالنسبة لي ولباقي المنافسين، رغم الفارق الشاسع عن صاحب المركز الأول مهاجم نهضة بركان الطوغولي لابا كودجو، إلا أنه ليس بحجم الجبال، وبالعزيمة والإرادة قادر على تذويبه في الأربع مباريات المتبقية من البطولة، وبطييعة الحال بدعم من زملائي واصدقائي اللاعبين، وبكل صراحة سأنافس وبشراسة عن هذا اللقب الفخري إلى آخر دورة، وأتمنى أن يحالفني الحظ في هز شباك الخصوم للقبض على الحذاء الذهبي لكي يكون الختام مسكا.

 ــ المنتخب: عرفت مسيرة الدفاع الحسني الجديدي حالتي هذا الموسم مدا وجزرا، بما تفسر ذلك؟ 
 مسوفا: بكل صراحة، تهيأنا بشكل جيد في الصيف الماضي وقدمنا مباريات كبيرة في عصبة الأبطال الإفريقية رفقة المدرب السابق عبد الرحيم طاليب، إلا أن الحظ عاكسنا، ولازمنا في عديد المباريات، وتسلل الشك إلى أذهان بعض اللاعبين الذين تنقصهم التجربة الكافية، لكن مع قدوم الإطار التقني القدير زاكي بادو تحسنت صورة الفريق الدكالي الذي إستعاد توهجه وهيبته داخل البطولة الوطنية.

 ـ المنتخب: أشرت إلى أن الدفاع الجديدي عاد الى مستواه المعهود بعد تسلم الناخب الوطني السابق لمقاليد إدارته التقنية، في نظرك كلاعب دولي محترف، ما هي الوصفة السحرية التي قدمها زاكي بادو للفريق الدكالي؟ 
 مسوفا: لا أحد يشك في كفاءة وخبرة المدرب بادو الزاكي، فالمغاربة يعرفون عن قرب تاريخ الزاكي كلاعب  أو كمدرب، إذ يظل من خيرة المدربين المغاربة الذين أعطوا الشيء الكثير للكرة المغربية، كما درب أندية عتيدة سواء داخل المغرب أو خارجه.
ولا شك أن قدوم الزاكي قد ترك إرتياحا كبيرا داخل الوسط الكروي المحلي، خاصة بعدما أخرج الفريق من مرحلة الشك التي عاشها فارس دكالة قبل مجيئه.
صحيح، أن الفريق إستعاد قوته وبريقه في الأونة الأخيرة، ومرد ذلك بالأساس إلى حنكة المدرب زاكي بادو، الذي لا يحتاج مني إلى بطاقة تعريف،  وبفضل التجربة الكروية في راكمها في الملاعب الرياضية كحارس دولي وناخب وطني سابق إستطاع أن يشخص الخلل، وشيد جسر تواصل متين مع جميع اللاعبين، حيث يحرص على  الإنصات إليهم من خلال إجتماعات منتظمة، والحقيقة أنه قدم وصفته الخاصة، كما خلق أجواء من  المنافسة الشريفة بين اللاعبين سواء في في التداريب أو المباريات، أضف إلى ذلك جديته وصرامته التي هي اخد نقاط قوته، كل هذه العوامل ساعدت الفريق في العودة إلى سابق عهده، وتحسن أداؤه، مما أسعد جماهيره الشغوفة بكرة القدم. 

 ــ المنتخب: كيف ترى المسار الحالي للدفاع الجديدي، وهل بإمكانه المنافسة على بطاقة خارجية ؟ 
 مسوفا: أكيد أن الدفاع الحسني الجديدي يسير في المسار الصحيح، وخير دليل على ذلك تحقيقه لثلاث إنتصارات متتالية جعلته يتسلق سلم الترتيب نحو دائرةالطليعة، ونحن كلاعبين يجب أن نتسلح بالإيمان والعزيمة القوية، ونؤمن بكامل حظوظنا للمنافسة على مرتبة تخول لنا مشاركة خارجية في الموسم المقبل، ولدينا من الإمكانات البشرية والتقنية ما يمكننا من تحقيق هذا الطموح المشروع، بالنظر إلى الصحوة الأخيرة التي عرفها الفريق، الذي أضحى على بعد ثلاث نقط من الصف الثالث. 
(يتبع)