من بين اللاعبين الأجانب الذين سرقوا الأضواء ويقدمون مستويات كبيرة داخل البطولة الوطنية الإحترافية «اتصالات المغرب» لهذا الموسم مهاجم الدفاع الحسني الجديدي الطنزاني سيمون هابي غود مسوفا الذي فرض نفسه كهداف نادر، ومرعب لحراس المرمى، ورغم بنيته النحيفة وقصر قامته، فقد قاد المهاجم السابق لنادي يانغ أفريكانز فرسان دكالة إلى تحقيق نتائج طيبة اخرجتهم من المناطق المكهربة، وأعادت الإطمئنان والبسمة لجماهيرهم. 
 وبفضل أهدافه الحاسمة والرائعة (12 هدفا) إرتفعت أسهم وقيمة القناص مسوفا الذي يعد أول محترف طنزاني بالبطولة المغربية، في بورصة اللاعبين، حيث بات مطلوبا من أندية أجنبية قوية، التي عرضت مبالغ مالية محترمة على الدفاع من أجل الإستفادة من خدماته. 
 في هذا السفر الممتع، رفقة الهداف سيمون مسوفا،  نقترب أكثر من لاعب محترف بما تحمله الكلمة من معنى، أثبت ذاته داخل البطولة الوطنية الإحترافية إتصالات المغرب، بأدائه المميز واهدافه الجميلة التي بوأته مكانة متقدمة في سبورة الهدافين، وما زال يؤمن بحظوظه في  القبض على الحذاء الذهبي، رغم إدراكه لصعوبة المهمة، في ظل تواجد منافسين أقوياء.  

ــ المنتخب: كيف وجدت الأجواء داخل البطولة المغربية وما الفرق مع نظيرتها الطنزانية؟
مسوفا: بالنظر إلى مشواري الاحترافي، حيث لعبت بالبطولة التانزانية على امتداد أربع سنوات، قبل الانتقال في الموسم الماضي صوب البطولة الإحترافية «اتصالات المغرب « عبر بوابة فريق الدفاع الحسني الجديدي، فيمكن القول ان الدوري المغربي يتفوق من ناحية البنيات التحتية الرياضية وقيمة اللاعبين الممارسين كذلك والمنتمين لمختلف المدارس الكروية، فاللاعب الطنزاني وإن كان لا يقل جودة عن نظيره المغربي من حيث الموهبة والأداء الفردي، لكنه لا يضاهيه من حيث عامل التجربة، والتشبع بالإحتراف، وهو الأمر الذي يترجمه الأداء والندية الكبيرة التي تطبع أغلب مباريات البطولة الإحترافية إتصالات المغرب، إذ أن تقارب المستوى بين الأندية هو ما أجل حسم الأمور إلى حدود الساعة، سواء على مستوى مقدمة أو أسفل الترتيب.

 ــ المنتخب: ما هو شعورك وأنت تقود منتخب بلادك للتأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا المقررة الصيف المقبل بأرض الكنانة؟
مسوفا: إنه فعلا شعور لا يوصف، لأن تحقيق الحلم الذي طالما راود ملايين التانزانيين لم يكن بالأمر الهين، إذ أنها كانت الهدية الأغلى الممكن إهداؤها إلى أبناء بلدي، حيث إنخرط كل اللاعبين في بلوغ هذا الهدف عن جدارة واستحقاق، كما أن المشاركة في هذه البطولة القارية يعتبر فرصة ذهبية ينتظرها كل لاعب إفريقي لإبراز مؤهلاته في أفق تطوير مستواه، وتحسين وضعيته على جميع المستويات، وعليه فإن كل إهتمامي سينصب على التحضير للظهور بمستوى جيد رفقة منتخب بلادي بهذه المسابقة، بعد التفرغ من مساعدة الفريق الجديدي على إحتلال رتبة متقدمة في سبورة الترتيب.

 ــ المنتخب: تروج بقوة خلال الفترة الأخيرة أخبار عن تفكيرك في تغيير الأجواء، ما مدى صحة هذا الأمر؟
 مسوفا: دعني أؤكد لكم أني لست من اللاعبين الذين يضعون ملفاتهم بين أيدي الوكلاء، فأنا لاعب لفريق الدفاع الحسني الجديدي، ولا يمكن أن أغير الوجهة صوب فريق آخر إلا بموافقة مسؤوليه، وبالتالي فمسألة إنتقالي أو إستمراري رهينة برغبة هؤلاء المسؤولين، لأن تفكيري في الفترة الراهنة هو مساعدة فريقي على مواصلة الصحوة التي حققها خلال الفترة الإخيرة، حتى يتسنى له تسلق درجات إضافية على مستوى سلم الترتيب بالبطولة الإحترافية، وبعد نهاية الموسم لكل حاذدث حديث.

 ــ المنتخب: أي بطولة تفضل لخوض تجربة إحترافية جديدة بمسيرتك؟
 مسوفا: صحيح أن أي لاعب يفكر دائما في تطوير مؤهلاته باستمرار، لذا فأنا أجتهد لتقديم المستويات التي تخول لي الإنتقال لخوض تجربة كروية جديدة، بعد أن إستفدت على إمتداد موسمين كاملين كثيرا من تجربتي بالبطولة الإحترافية المغربية، التي تعتبر من بين أقوى البطولات بالقارة الإفريقية، وبالتالي أفضل العروض المقدمة من الأندية الأوربية، بهدف اكتشاف أجواء جديدة والإحتكاك ضمن منافسات على أعلى مستوى، مما سيخدم لا محالة مساري كلاعب.

 ــ المنتخب: كيف ترى حظوظ المنتخب الوطني المغربي في نهائيات كأس إفريقيا المقبلة؟
 مسوفا: أعتقد أن كل الفرسان الأربع والعشرين الذين سيؤثثون هذا المحفل القاري يملكون حظوظا للذهاب بعيدا في هاته المسابقة، لكن ينسب متفاوتة..، بالنظر  إلى الفوارق العديدة بين المنتخبات الإفريقية، وأرى أن أسود الأطلس الذين أبهروا العالم في مونديال روسيا بأدائهم الساحر يبقون مرشحين إلى جانب منتخبات أخرى للمنافسة على اللقب، لتوفر المنتخب المغربي على لاعبين مجربين وموهوبين يمارسون في أقوى البطولات العالمية، مما يجعل الخبراء يرشحونه لبلوغ منصة التتويج.

 ــ المنتخب: لماذا تود أن تختم هذا الحوار الشيق؟
 مسوفا: أولا، اشكر جريدة «المنتخب» الرياضية على هاته الإستضافة الكريمة، الشكر موصول أيضا إلى الجمهور الدكالي الذي ساندني كثيرا وفي محطات عديدة، وأنا ممتن له، لأن بدون مساندته القوية ما كان لي أن أوقع على هذا الحضور اللافت صحبة الدفاع الحسني الجديدي، ولا أنسى أيضا دعم زملائي اللاعبين وأعضاء الطاقم التقني والطبي والإداري وصحافة محلية، الذين حفزوني جميعا على البذل والعطاء.