تتجه أنظار عشاق ومتتبعي الكرة الإفريقية اليوم الجمعة لمركب مولاي عبد الله، حيث يستقبل الوداد البيضاوي ضيفه الترجي التونسي في ذهاب نهائي تاريخي لعصبة الأبطال الإفريقية، المباراة لا تقبل القسمة على اثنين، حيث يتعين على الفرسان الحمر تأمين النتيجة لصالحهم هنا بالمغرب واستغلال الإستقبال بالمركب الأميري أمام الجماهير الودادية العريضة، وذلك تحسبا لإياب حارق بعد أسبوع بملعب رادس.
الفريق الأحمر وبعد أن فقد لقبه القاري في السنة الماضية، سيسعى جاهدا لاستعادته ولو على حساب فريق تونسي أثبت بأنه يمكن اختراقه خاصة بعد أن نجح الرجاء في التغلب عليه في السوبر الإفريقي، فكيف استعد أشبال المدرب البنزرتي لهذا الديربي المغاربي الحارق؟
محطات إعدادية
خاض الوداد مؤخرا مجموعة من المباريات القوية بداية بالكلاسيكو ومرورا بمواجهة النهضة البركانية وأخيرا اتحاد طنجة، وشكلت هذه المواجهات محطات إعدادية مهمة لقياس مدى جاهزية الفرسان لمباراة من حجم نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، ويبدو بأن المدرب البنزرتي قد استغل بشكل جيد مباريات البطولة لتجهيز فريقه لهذا الديربي المغاربي الحارق، وبالرغم من تواضع نتائج الفريق في الدورات الأخيرة وتضييعه لنقط ثمينة، فإن الأهم هو الإستفادة من الأخطاء التي ارتكبت في هذه المباريات وعدم تكرارها في مباراة حاسمة لا تقبل بأنصاف الحلول.
نهائي بطابع خاص
المباراة القادمة ضد الترجي تختلف كليا عن المباريات السابقة التي خاضها الفرسان سواء برسم المنافسة الإفريقية أو في إطار المسابقات المحلية، فهي تمثل نهائي لمسابقة قارية، والتتويج بهذا اللقب يعني ضمان المشاركة الثانية في كأس العالم للأندية، وذلك بعد ضياع هذه الفرصة بالخروج من ربع نهائي النسخة السابقة، صحيح أن الخصم هذه المرة من العيار الثقيل، باعتبار تمرس الترجي بهذه المنافسة الذي يحمل لقبها، لكن الحظوظ تبقى قائمة بالنسبة للفريقين، والطرف الذي سيكون أفضل ويستغل أخطاء الطرف الأخر والفرص التي ستتاح له سيتمكن من حسم اللقب لصالحه.
الإختبار الحقيقي
حقق الوداد نتائج جيدة على المستوى القاري في الأربع سنوات الأخيرة يمكن اعتبارها الأفضل بالنسبة لباقي الأندية الوطنية التي شاركت في المسابقات الإفريقية، وهذا ما يزيد من أهمية هذه المواجهة التي تعتبر الثانية من نوعها بين الفريقين، ويجعلها الإختبار الحقيقي، أمام أشبال المدرب البنزرتي، فهي التي ستؤكد مدى جاهزية الفرسان لمواجهة كبار القارة، فالوصول لهذه المرحلة لمسابقة من هذا الحجم يفرض عدم تضييع كل المجهودات التي بذلت في كل المراحل السابقة، وهذا لن يتأتى إلا بتحقيق نتيجة جيدة في الذهاب ترفع المعنويات قبل التنقل للديار التونسية لخوض الشوط الثاني والحاسم من هذه المحطة الأخيرة، ويبقى الفوز بالنزالات الثنائية والتفوق على مستوى خط الوسط هو مفتاح الفوز بالنسبة للفرسان وبالتالي يبقى دور الكرتي مهما لحسم هذه المواجهة كما حدث بالنسبة للنسور حين تفوق الحافيظي على الثنائي كوليبالي وفرانكوم.
رد الدين
سبق للفريقان أن التقيا في نفس النهائي سنة 2011، وحينها استطاع الفريق التونسي أن يحسم اللقب لصالحه بعد تعادلين في الذهاب والإياب، وكانت الكلمة للأهداف المسجلة خارج القواعد، وبعد مرور حوالي ثماني سنوات يعود التاريخ ليعيد نفسه، لكن الجيل الحالي للوداد يبدو أكثر تمرسا بالمنافسات الإفريقية، وهذا ما يجعل المواجهة أقوى وأصعب من سابقتها، ويحمل جيل العميد نقاش على عاتقه هاجس رد الإعتبار والثأر من أبناء باب السويقة، وانتزاع هذا اللقب القاري الذي فازوا به السنة الماضية بعد تغلبهم على الأهلي المصري، وبالمقابل يراهن التونسيون كذلك على الثأر لأنفسهم بعد أن خسروا نهائي السوبر الإفريقي أمام الرجاء.
التعامل بذكاء
لا خيار أمام الفرسان في هذه المباراة سوى البحث عن الفوز بكل الوسائل الممكنة والمتاحة، هذا في الوقت الذي سيعمل الخصم التونسي على تحصين دفاعه وملء خط الوسط مع المناورة بهجومات مضادة سريعة لخطف هدف يمكنه بعثرة أوراق الفريق الأحمر، وكالعادة فإن مثل هذه المباريات الحاسمة تتحكم فيها جزئيات بسيطة، ما يتطلب تركيزا كاملا من العناصر الودادية منذ بداية المبارة لنهايتها، والتعامل مع أطوارها بكل الجدية اللازمة مع توخي الحذر وتفادي الأخطاء الدفاعية التي ارتكبت في المباريات الأخيرة والتي يمكنها أن تكلف غاليا، فالحفاظ على نظافة الشباك في مثل هذه المباريات هو من بين الأولويات التي يجب التركيز عليها، والإستفادة من نهائي عصبة الأبطال بين الترجي والأهلي المصري، حيث كان هدف الفريق التونسي خارج قواعده مكلفا لنادي القرن، ومن دون شك فإن المدرب البنزرتي بفضل خبرته وتجربته وتمرسه بمثل هذه المباريات سيتعامل بذكاء مع هذه المباراة بعدم إغفال الجانب الدفاعي الذي يبقى مهما جدا في مثل هذه المباريات.
الأستاذ والتلميذ
المباراة ستكون من دون شك كتابا مفتوحا بين إطارين تونسيين، الأستاذ البنزرتي وتلميذه معين الشعباني الذي سبق له أن اشتغل كمساعد له، والمدربان يعرفان بشكل جيد الطرف المنافس، وخاصة البنزرتي الذي سبق له أن أشرف على تدريب مجموعة من اللاعبين الذين يشكلون حاليا الدعامة الأساسية لأبناء باب السويقة، وهذا ما قد يمثل امتيازا مهما لفريق الوداد، فهل سينجح الأستاذ في التفوق على تلميذه؟ أم أن التلميذ هو من سيقلب الطاولة على أستاذه؟ هذا ما ستكشف عنه هذه المواجهة.
الجمهور في الموعد
عودنا الوداد بأنه يكبر في المواعيد الكبيرة، خاصة حينما يتعلق الأمر بالمسابقات الخارجية التي يمثل فيها الكرة المغربية، وهذا ما تأكد هذا الموسم كذلك في هذه المنافسة القارية، والجماهير الودادية بدورها تعرف جيدا قيمة فريقها، لذلك فهي دائما مع فريقها تسانده في مختلف المحطات، ويوم غد الجمعة سيكون الموعد مع هذه القمة، ومن دون شك فإن الأنصار والعشاق وفي مقدمتهم فصيل الوينرز سيكونون وراء فريقهم، كل الحناجر ستكون وراء المجموعة الودادية، لأن الهدف واحد هو المصالحة مع الألقاب القارية، التي تضمن مشاركة ثانية في الموندياليتو، وبدورنا ننتظر حضور رجال داخل رقعة الميدان، وكوموندو جاهز لمهمة واحدة هو حصد الأخضر واليابس وعدم ترك الفرصة للفريق التونسي ليظفر باللقب.
البرنامج
الجمعة 24 ماي 2019 
بالرباط: مركب الأمير مولاي عبد الله: الساعة 22: الوداد البيضاوي ــ الترجي التونسي