نحج الترجي التونسي في العودة بتعادل إيجابي من قلب مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط بهدف لمثله برسم ذهاب نهائي عصبة أبطال إفريقيا، في مباراة هتشوكية، حيث سرقت صفارة الحكم المصري جهاد جريشة الضوء بقرراته المثيرة للجدل أمام أعين الملغاشي أحمد أحمد رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بالإضافة إلى أخطاء غير مقبولة من طرف بعض لاعبي الوداد البيضاوي الذين لم يدخلوا في أجواء المباراة بالشكل اللائق، بالإضافة إلى الإختيارات الخاطئة للمدرب فوزي البنزرتي وطرد العميد ابراهيم النقاش الذي خلق مشاكل كبيرة للفريق الودادي.
وإليكم العوامل الخمسة التي أضاعت على الوداد البيضاوي فوزا كان في المتناول.
1ــ غياب الإختيارات الصائبة 
المدرب فوزي البنزرتي لم يكن صائبا في اختياراته وخاصة التشكيلة النموذجية، بحيث اعتمد على لاعبين غير جاهزين مائة في المائة ومن بينهم الجناح محمد أوناجم العائد من الإصابة والذي ظهر متواضعا ولم يقدم الإضافة المرجوة للفريق، نفس الشيء بالنسبة للعميد ابراهيم النقاش الذي لم يكن في كامل جاهزيته في مباراة نهائية تتطلب التركيز الكبير، مما تسبب في طرد مجاني خلق العديد من المشاكل للوداد.. وليد الكرتي القلب النابض لوسط ميدان الوداد هو الآخر لم يكن في مستواه المعهود، ما تسبب في تعطيل الآلة الودادية على مستوى الربط بين والوسط والهجوم، وهو ما غيب الفعالية الهجومية الكافية للوداد البيضاوي أمام الترجي التونسي المتمرس وحامل لقب عصبة أبطال إفريقيا، الذي يتوفر لاعبوه على ثقافة تكتيكية جد عالية.
2ــ غياب التركيز 
 من بين نقط ضعف الوداد البيضاوي أمام الترجي التونسي أن المدرب فوزي البنزرتي لم يكن موفقا في تهييء اللاعبين من الناحية النفسية، وظهر جليا بأن أغلب لاعبي الفريق البيضاوي لم يدخلوا في أجواء المباراة بالشكل المطلوب، ما تسبب في ارتكاب أخطاء بدائية على مستوى التمرير وغياب التركيز الكافي من طرف المهاجمين وخاصة أوناجم، باتوندي والحداد الذين لم يقدموا الإضافة المرجوة للهجوم الودادي، ناهيك عن غياب قلب هجوم حقيقي قادر على تقديم الحلول الممكنة وخلق بعض المشاكل لدفاع الترجي وغياب التركيز الكافي من طرف العمق الدفاعي للوداد الذي يتحمل مسؤولية تسجيل هدف الترجي الذي يزن ذهبا في مباراة الحسم  الحارقة بملعب رادس بتونس يوم الجمعة 30 ماي 2019.
3ــ جريشة الظالم 
النقطة السوداء في ذهاب نهائي عصبة أبطال إفريقيا كان هو الحكم المصري جاهد جريشة الذي كانت قراراته التحكيمية خارج النص وارتكب العديد من الأخطاء وحرم الوداد من هدفين محققين، الأول إلغاء هدف مشروع للاعب أيوب العملود بعد احتساب خطإ ضد اسماعيل الحداد، والثاني تغاضى الحكم المصري سيء الذكر عن عدم احتساب ضربة جزاء بعدما لمست الكرة يد مدافع الترجي التونسي العميد خليل شمام. 
الحكم المصري إستغرق خمس دقائق بالتمام والكمال ليتأكد من عدم ملامسة الكرة يد المدافع التونسي، قبل أن يقرر عدم احتساب ضربة جزاء التي خلفت ردود فعل متباينة، وقد علق الإعلامي المصري سيف زاهر بالقول: «الأخطاء التي ارتكبها الحكم  جهاد جريشة كانت ظالمة بعدم احتساب هدف صحيح وضربة جزاء واضحة للوداد البيضاوي».
القرارات التحكيمية الخاطئة للحكم المصري حرمت الوداد البيضاوي من فوز كان في المتناول في نهائي ذهاب نهائي عصبة الأبطال الافريقية.
4ــ تقنيات «العار»
رغم أن كل المتتبعين استبشروا خيرا باستعمال تقنيات «الڤار» لحماية حقوق الأندية والتقليص من هامش الأخطاء التحكيمية، غير أن العكس هو الذي حصل بعد أن لجأ الحكم المصري جهاد جريشة لـ «الڤار» في مناسبتين، وكلاهما حرم الوداد من هف سجل بطريقة صحيحة من طرف الشاب أيوب العملود وعدم احتسابه ضربة جزاء بعدما لمست الكرة يد مدافع الترجي التونسي خليل شمام  أمام استغراب الجميع، لكن الغريب في الأمر أن "الكاف" صرف أموالا باهضة باقتناء معدات تكنولوجية جد متطورة للحد من الأخطاء التحكيمية باستعمال تقنيات «الڤار»، لكن الحكم المصري تعامل باستهتار واستخفاف كبيرين مع هذا التقنية، بحرمانه الوداد من هدف مشروع للعملود، بالإضافة إلى تعامله بصرامة مبلغ فيها في توزيع الأوراق الصفراء على لاعبي الترجي والوداد، ما سبب في توتر الأعصاب.
5ــ التلميذ تفوق على الاستاذ 
تفوق المدرب معين الشعباوي ربان الترجي التونسي على أستاذه فوزي البنزرتي في مباراة ذهاب نهائي عصبة أبطال إفريقيا، وفرض عليه خطة تكتيكية صارمة باعتماده دفاع المنطقة والإنتشار الجيد داخل رقعة الملعب والسيطرة على وسط الميدان والإعتماد على الحملات المضادة واستغلال الهفوات الدفاعية من طرف مدافعي الوداد التي منحت هدف السبق للترجي، في الوقت الذي ظهر فيه الوداد البيضاوي مفكك الصفوف وقدم أسوأ مباراة له في تصفيات عصبة الأبطال الأفريقية.