في مباراة تاريخية وعجيبة إمتدت ليومين ولم تكتمل، وإنطلقت في ماي ولم تنتهي في يونيو، وتوقفت في دقيقتها 62، توج الترجي التونسي بأكثر لقب مثير للجدل في العالم ومنذ بداية ممارسة اللعبة إحترافيا تحت إشراف الفيفا قبل قرن، على حساب الوداد البيضاوي في نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، بنتيجة غير مكتملة 1- 0 بملعب رادس بتونس، في موقعة أقل ما يقال عنها أنها فضيحة كارثية يندى لها الجبين.

الوداد وبتشكيلة رسمية غاب عنها النقاش وداري للإيقاف وأوناجم للإصابة وباباتوندي لإختيارات تقنية، بدا مضغوطا نفسيا منذ البداية وحاول التحرر بسرعة بالبحث عن هدف مبكر، وكان الظهيران نوصير والعملود يصعدان لكن دون جدوى في ظل غياب رأس حربة صريح وعدم تمركز البديل الحسوني في المربع الصغير، وهدد الكاميروني نكوم مرمى التكناوتي بتسديدة محادية في الدقيقة 8، ليتحول بعدها الصراع إلى وسط الميدان ومقاومة ودادية للتحكم وخلق هجمات، إلا أن الثلاثي البلايلي والبدري وبكير كانت لهم الكلمة العليا في السيطرة والإندفاع الهجومي، والذي أجبر الضيوف في بعض الدقائق على الإكتفاء بالدفاع في منتصف ملعبهم بتسعة لاعبين.

الحيطة والحذر للترجي في البداية سرعان ما تحول إلى ضغط قوي وفرص واضحة أخطرها لسعد بكير والتي سدد فيها الكرة عاليا وطالب بضربة جزاء د21، وقبلها بقليل كان نوصير يحاول تجريب حظه بإختراق من اليمين إفتقد للمساندة والنجاعة والتركيز، وظهر الخلل كبيرا في وسط ميدان الوداد في ظل عدم قدرة الكرتي والسعيدي على إيصال الكرة للحداد وأووك، في وقت إستأسد فيه الإيفواري كومارا وهو يقطع بالأقدام والرأس كل التمريرات الطولية والعرضية.

ولم يهدد الوداد بقوة إلا في الدقيقتين 33 و36 عكس مجريات اللعب وعبر المعزول الحسوني الذي أضاع تهديدين سانحين أمام الحارس رامي الجريدي اليقظ، ليعاقبه بقسوة وبالمقصلة الخطير البلايلي حينما روض الكرة بطريقة بديعة وتخلص من الناهيري وأووك ليرسل صاروخا مدمرا في الزاوية 90 لمرمى الحارس التكناوتي د42، في سيناريو مكرر لما حدث قبل أسبوع بالرباط، حينما تلقى الوداد صفعة مؤلمة في شوطٍ أول ربحه التونسيون أداءا وتكتيكا ونتيجة.

الوداد وبإنتفاضة رائعة دخل الشوط الثاني بوجه مغاير وشجاعة، فسيطر بالطول والعرض على أول ربع ساعة، وأفلح في خلق فرصتين خطيرتين الأولى للحسوني أضاعها ببشاعة د51 بعد تمريرة وإنسلال أووك، والثانية من رأسية للكرتي تصدى لها الحارس الجريدي، قبل أن تكون الثالثة ثابتة ومن رأسية ثانية ناجحة هذه المرة للكرتي، حينما توصل بهدية على المقاس من الحداد أودعها في الشباك د59، لكن وبغرابة التحكيم الإفريقي مجددا وظلمِ الحكم غاساما يتم رفض الهدف بداعي التسلل الخيالي، ليرفض بعدها الوداديون إستكمال المباراة ويغادروا الميدان عقب رفض الحكم الإستعانة بالفار بدعوى أنه معطل، ويتوقف النهائي لأزيد من نصف ساعة كاملة في صورة مقيتة وقاتلة للروح الرياضية وتكافئ الفرص والتنافس الشريف، وتعكس الفضائح والتخلف التي ما زالت تتخبط فيه الكاف في زمن الفيديو والتكنولوجيا.

رئيس الإتحاد الإفريقي أحمد أحمد نزل للميدان ولم يجد حلا، واللقاء توقف لساعة ونصف بعد إصرار الوداد على عدم إستكمال المباراة وتقديم إعتراض تقني، ليتلقى في الأخير الحكم غاساما الأوامر بإنهاء المباراة قبل نهايتها القانونية، بإعلان الترجي التونسي بطلا للقارة في مباراة أضحوكة ستبقى عالقة في السجل الوسخ للكرة الإفريقية.