يبدو جليا بأن الرجاء البيضاوي قد إستفاد من الفترة القصيرة التي تحملت فيها مسؤولية قيادة سفينة الفريق الأخضر والتي دامت حوالي ثمانية أشهر، حيث تأكدت بالملموس أن المنافسة على الألقاب المحلية والخارجية يتطلب توفير كل الشروط الضرورية التي تساعد على النجاح في هذه المهمة، وأهمها التوفر على تركيبة بشرية غنية ليس من حيث الكم فحسب وإنما من حيث الكيف كذلك.
 لأن اللعب على عدة واجهات يفرض تواجد دكة إحتياط في المستوى، وبدلاء من نفس قيمة العناصر الرسمية، وذلك تحسبا للأعطاب وكذا التوقيفات التي قد يكون لها انعكاس سلبي على أداء المجموعة في حال وجود خصاص على مستوى التركيبة البشرية.
 صحيح أن الفريق الأخضر قد نجح هذا الموسم في نيل لقب كأس الكونفدرالية الإفريقية، وبلغ نصف نهائي كأس العرش، ولازال ينافس على لقب البطولة الإحترافية إتصالات المغرب بعد أن ضمن المشاركة في النسخة القادمة لعصبة الأبطال الإفريقية.
لكن كان بالإمكان أفضل مما كان، فمن خلال تقييم لحصيلة الموسم سيتأكد بالملموس حجم الإضافة التي منحتها الإنتدابات التي قام بها المكتب الحالي برئاسة جواد الزيات في الميركاطو الشتوي الماضي، إذ نجح الثلاثي المتكون من زكرياء الوردي، أيوب نناح و فابريس نغاه في فرض الوجود وإثبات الذات، بعد ان تأقلموا بسرعة مع الأجواء، بل إنهم ساهموا بقسط وافر في مجموعة من النتائج الإيجابية التي حققها الفريق.
 وكانت الجماهير الرجاوية قد طالبت بانتداب خمسة عناصر على الأقل بالنظر لعدد الواجهات التي كان ينافس عليها النسور، ولحاجة الفريق لمزيد من التعزيزات خاصة في بعض المراكز التي ثبت بأنها تعاني الخصاص، لكن إدارة الفريق اكتفت بثلاثة انتدابات فقط تحت ذريعة الوضعية المادية التي لا تسمح بالمغامرة أكثر على مستوى المصاريف المتعلقة بهذا الجانب، وكذا عدم التأثير على الإستراتيجية التي تبناها المكتب المسير والتي ترمي كذلك منح الفرصة لبعض العناصر الشابة التي تكونت بمدرسة الفريق.
 وبمزيد من التعزيزات كان بإمكان الفريق الأخضر تحقيق نتائج أفضل من تلك التي حققها هذا الموسم، خاصة على مستوى المنافسات الخارجية حيث ساهم الخروج المبكر من منافسات كأس زايد للأندية العربية البطلة، وكذا الإقصاء من دور المجموعات لكأس الكونفدرالية الإفريقية في تضييع موارد مالية مهمة كانت ستساهم في التخفيف من الأزمة المادية، هذا بالإضافة لتغطية مصاريف الإنتدابات.
 وفي خطوة استباقية تهدف عدم تكرار نفس الأخطاء السابقة، بادر المكتب الحالي بدخول سوق الإنتقالات مبكرا من خلال انتداب الثلاثي محسين متولي، المالي ساليف كوليبالي والكونغولي فابريس نغوما، كمرحلة أولى.
وكما أكد الرئيس جواد الزيات فإن مكتبه المسير لن يقف عند هذا الحد بل سيحاول القيام بمزيد من التعزيزات خاصة مع احتمال مغادرة بعض العناصر التي خرجت من مفكرة المدرب باتريس كارتيرون على غرار الثلاثي الإفريقي نياسي، مابيدي وشعبان، وسيف الدين العلمي.مع إمكانية استفادة بعض العناصر الأخرى من ترخيص بالإعارة.
 ويبقى الهاجس الأكبر حاليا أمام إدارة الفريق هو تعويض رحيل المهاجم زكرياء حدراف الذي فضل تغيير الأجواء وخوض تجربة إحترافية جديدة في الدوري السعودي بعد أن جاور الفريق الأخضر لموسمين، حيث يمكن اعتبار رحيله خسارة كبيرة للفريق بالنظر للدور الكبير الذي كان يقوم به على مستوى خط الهجوم. وبالرغم من عودة المايسترو متولي فإن الإدارة التقنية ومعها المكتب المسير يكثفون اتصالاتهم لانتداب مهاجم بنفس المواصفات، وفي هذا الإطار وحسب مصادر رجاوية فإن إدارة الفريق قد فتحت قنوات التفاوض مع مهاجم حسنية أكادير كريم البركاوي الذي ينتهي عقده مع الفريق السوسي نهاية الموسم الحالي. كما أشارت مصادر سعودية لاهتمام الفريق الأخضر بالمهاجم محمد فوزير، حيث تسعى للإستفادة من خدماته الموسم القادم مع التأكيد على وجود اهتمام من أندية أخرى بذات اللاعب الذي تكون بمدرسة الرجاء البيضاوي قبل الإنتقال لفريق الفتح الرباطي.
 الرئيس جواد الزيات يراهن بهذه الإستراتيجية الجديدة على الإستجابة لمطالب الأنصار والعشاق، والرفع من شعبيته لدى الجماهير الرجاوية التي انتقدته بشدة الموسم المنقضي بسبب تقصيره على مستوى تدعيم صفوف الفريق، هذا بالإضافة لرغبته الإستثمار أكثر في العنصر البشري باعتبار التوفر على تركيبة بشرية غنية ومتوازنة هو الضمان الأساسي للمنافسة على الألقاب التي تساهم بدورها في الرفع من الموارد المالية التي تعزز خزينة الفريق.