كان من المتوقع أن يكون الفوز التاريخي الذي حققه المنتخب الأميركي لكرة القدم الثلاثاء على تايلاند 13-صفر في مستهل حملة الدفاع عن لقبه في كأس العالم للسيدات، موضع إشادة، لكنه تحول الى انتقادات لللاعبات الفائزات على خلفية إفراطهن في الاحتفال بإذلال خصم متواضع.

وسجل المنتخب الأميركي الساعي الى لقبه الثاني تواليا والرابع في تاريخه في ثامن نسخة من النهائيات، 10 أهداف في الشوط الثاني من اللقاء الذي جمعه الثلاثاء بممثل القارة الآسيوية في رينس، ليحطم الرقم القياسي لأكبر انتصار في تاريخ النهائيات، والمسجل باسم المنتخب الألماني، بطل 2003 و2007 ووصيف 1995، وقدره 11 هدفا نظيفا في مرمى الأرجنتين خلال الدور الأول من مونديال 2007.

وكان انتصار الثلاثاء الأكبر للمنتخب الأميركي في تاريخ مشاركاته في النهائيات، متفوقا على الأهداف السبعة النظيفة التي سجلها في مرمى تايوان خلال ربع نهائي النسخة الأولى عام 1991.

وكانت خمسة من الأهداف الـ13 من نصيب أليكس مورغان التي أصبحت ثاني لاعبة في تاريخ المسابقة تسجل خمسة أهداف في مباراة واحدة بعد مواطنتها ميشيل أيكرز في مباراة تايوان عام 1991.

لكن احتفالات الأميركيات لم تلق استحسان الجميع على خلفية ما اعتبره بعض النقاد قلة احترام تجاه خصم متواضع، على غرار لاعبة المنتخب الكندي سابقا كايلين كايل التي تعمل حاليا كمحللة للمونديال لصالح محطة "تي أس أن" الكندية.

وقالت كايل مباشرة على الهواء "ككنديين، لن نفكر أبدا في القيام بأمر مماثل... بالنسبة لي، هذا الأمر يدل على قلة احترام. إنه أمر مشين".

وكشفت كايل في وقت لاحق على وسائل التواصل الاجتماعي أنها تلقت تهديدات بالقتل بسبب تصريحاتها، لكنها كررت موقفها بأن احتفالات الأميركيات كانت "مبالغ بها وغير محترم" حيال المنافسات.

وانتقد العديد من مستخدمي تويتر مظاهر احتفالات الأميركيات بالفوز الكاسح على المنتخب التايلاندي المتواضع الذي يخوض النهائيات للمرة الثانية في تاريخه، والأولى كانت في النسخة الماضية عام 2015 حين فاز بمباراة وخسر اثنتين وتلقت شباكه 10 أهداف، فيما سجل هدفين.

وكتب أحد المستخدمين "الفائز الذي يفتقد الى الرقي، أسوأ من الشخص الذي لا يتقبل الخسارة".

وردت مدربة المنتخب الأميركي جيل إيليس على الذين رأوا أنه كان يجب على لاعباتها الاحجام عن مواصلة دك الشباك التايلاندية بالأهداف لتجنيب المنافس هزيمة مذلة، قائلة "هذه بطولة عالمية، لذا فإن كل فريق موجود هنا كان رائعا للوصول الى هذه النقطة. لكي تظهر احترامك للفريق المنافس، يجب أن تقدم كل ما لديك ضد هذا المنافس".

بدورها، أشارت قائدة المنتخب ميغان رابينو الى أن الفريق شعر بسعادة غامرة لتحقيقه الرقم القياسي، لكنها شددت على احترام جميع الخصوم، موضحة "نريد دائما أن يكون لدينا أي رقم قياسي عالمي. وأي شيء يمكن أن نحققه على حساب الألمان (المنتخب الغريم الذي تنازل عن الرقم القياسي)، سنقبل به. من الواضح أننا نواجه بأقصى احترام كل من نلعب ضده، لكنها كأس العالم".

بالنسبة لمدربة تايلاند نونغروتاي ساثونغوين فلا أعذار للخسارة القاسية التي تلقاها فريقها الثلاثاء، مضيفة "نحن نتقبل بأنهن أفضل منا".

وبعث المنتخب الاميركي الذي لم يغب عن منصات التتويج في النسخ السبعة السابقة، رسالة قوية للمنافسين وبينهم فرنسا المضيفة التي تقع على طريقه في الدور ربع النهائي، في إعادة لنصف نهائي 2011 حين فازت الأميركيات 3-1 قبل خسارة النهائي أمام اليابان بضربات الترجيح.

وحقق المنتخب الفرنسي المضيف الذي تبقى أفضل نتيجة له بلوغ نصف نهائي 2011، بداية قوية بالفوز على كوريا الجنوبية 4-صفر، لكنه لا يزال بعيدا، أقله على الورق، عن مستوى المنتخب الأميركي الذي يتمتع بأفضل سجل في كرة السيدات بثلاثة ألقاب عالمية وأربع ذهبيات أولمبية.

ومنذ انطلاق مونديال السيدات عام 1991 في الصين، لم تغب الأميركيات عن منصات التتويج، باحتلالهن أحد المركز الثلاثة الأولى في سبع نسخ (ثلاثة ألقاب، مرة واحدة وصيف، وثلاث مرات مركز ثالث).

وحصيلة المنتخب الأميركي في الدورات الأولمبية لافتة أيضا برغم احتلاله المركز الخامس في ريو 2016، وهو الأسوأ له في مسابقة دولية.

ومنذ ظهور كرة القدم النسائية للمرة الأولى في الألعاب الأولمبية عام 1996 في أولمبياد أتلانتا بالولايات المتحدة، لم يهزم المنتخب الأميركي إلا مرتين، مقابل 26 انتصارا وخمسة تعادلات.

إضافة الى ذلك، أحرزت الاميركيات الكأس الذهبية التي تنظمها كونفدرالية الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي)، ثماني مرات في 10 نسخ، ولم ينزلن أبدا عن المركز الثاني في تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا) منذ اعتماده عام 2003.

ولمعرفة أهمية كرة القدم النسائية في الولايات المتحدة، يمكن العودة الى رقمين نشرهما في 2014 الاتحاد الدولي: أكثر من نصف عدد اللاعبات في العالم هن من الأميركيات (15,9 مليون لاعبة من أصل 30,1).