تتابع الجماهير الودادية احتفالاتها باللقب رقم 20 وبحصول الفريق الأحمر على نجمته الثانية، حيث عاشت مجموعة من أحياء العاصمة الإقتصادية على إيقاع هذه الإحتفالات التي أشعلت فيها الفلامات، وحمل فيها المشجعون الأعلام الودادية الحمراء، كما تم ترديد شعارات النصر ومختلف الأغاني التي يرددها فصيل الوينرز داخل الملاعب، ليعيش أنصار الفريق الأحمر بالأحياء نفس الأجواء المدرج الشمالي لمركب محمد الخامس، وكما جرت العادة في مثل هذه المناسبات، فقد بادر بعض الأنصار لنحر الذبائح كتعبير منهم عن فرحتهم وسعادتهم بهذا الإنجاز الجديد.
قد يكون هذا هو الجانب الإيجابي والمضيء في هذه الإحتفالات، لكن هناك جانب سلبي مظلم يعكر صفو هذه الفرحة بهذا التتويج، ويكمن في عودة الخلافات والمواجهات بين جماهير الغريمين، حيث ساهمت بعض الإنفلاتات والنزاعات في تأجيج هذا الصراع، خاصة أنها خلفت بعض الضحايا في صفوف جماهير الفريقين وخصوصا بمنطقة البرنوصي ودرب السلطان.
وكانت الشرطة القضائية بمنطقة أمن البرنوصي قد أوقفت فجر يوم الجمعة الماضية شخصين من فصائل إلترا  «الوينرز»، يبلغان من العمر 28 و30 سنة، وذلك للإشتباه بتورطهما في قضية تتعلق بالضرب والجرح العمدين بواسطة السلاح الأبيض المفضي إلى عاهة مستديمة.
وكان المشتبه فيهما، رفقة أشخاص آخرين قد عرضوا قاصرا يبلغ من العمر 17 سنة وصديقه لاعتداء خطير بواسطة السلاح الأبيض، نجم عنه بتر يد الضحية الأول وإصابة الثاني بجروح عمدية متفاوتة الخطورة، وذلك بسبب خلاف حول رسم الضحيتين لجداريات «الغرافيتي» الخاصة بالرجاء البيضاوي.
وقد تم إيداع المشتبه فيهما تحت تدبير الحراسة النظرية على خلفية البحث القضائي المنجز تحت إشراف النيابة العامة المختصة، في حين فتح البحث لتوقيف باقي المشاركين والمساهمين في هذه الأفعال الإجرامية، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات القضية.
المواجهات العنيفة إنطلقت لتعم بعض مناطق الدار البيضاء، وخاصة منطقة درب السلطان التي تعرف حضورا قويا لجماهير الفريقين بالرغم من اعتبارها معقل أنصار الفريق الأخضر، حيث تسببت هذه الخلافات والنزاعات في مواجهات عنيفة بين بعض أنصار الفريقين، نتج عنه كذلك بتر يد أحد مشجعي الرجاء وإصابة أخر بجروح متفاوتة الخطرورة.
وبدورها دخلت المصالح الأمنية للفداء مرس السلطان على الخط، وباشرت تحريات في النازلة، أسفرت عن تحديد هوية المتهمين، من بينهم متزعم الهجوم، البالغ من العمر 35 سنة، حيث تم اعتقاله، وبتعليمات من النيابة العامة وضع تحت تدابير الحراسة النظرية، من أجل تعميق البحث.
وبمنطقة أناسي التابعة للبرنوصي أقدم شخص من مشجعي «الإلترا» الرجاوي على توجيه طعنات لأحد مشجعي الوداد البيضاوي ينتمي إلى فصيل  «الوينرز»، في الساعات الأولى من يوم الأحد 16 يونيو 2019 بمنطقة البرنوصي.
واستنادا لمصادر مطلعة  فإن سبب الشجار بين الطرفين كان أثناء إحتفالات بعض من أنصار الوداد البيضاوي بالتتويج باللقب 20،  ليتطور الأمر إلى تشابك بالأيدي، مما جعل المشجع الرجاوي يستعمل السلاح الأبيض ويقوم بتوجيه طعنات غادرة للمشجع الودادي أردته قتيلا في الحين.
وكان فصيل الوينرز قد نشر تعزية ينعي فيها الفقيد، مع العلم أن الفصيل سبق له أن تبرأ من هذه الأحداث في بلاغ نشره عبر صفحته بالفايسبوك، واعتبرها انزلاقات فردية لا علاقة لها بفكر الفصيل، كما أنها غير مسؤولة عن الأحداث التي تحصل خارج الملعب.
وكانت السلطات الأمنية في وقت سابق هذا الموسم، قد أشرفت على سلسلة من الإجتماعات بين فصائل رجاوية، وممثلين عن فصيل الوينرز، ساهمت من خلالها في تقريب وجهات النظر، والإتفاق على وضع حد لهذه الصراعات، وإلتزام الهدنة، وعدم مس طرف بالطرف الأخر سواء في الشعارات أو في الميساجات التي تحملها التيفوات، لكن سرعان ما تم الإخلال بهذا الإتفاق لتعود الأمور لوضعها السابق، ما يتطلب بذل مزيد من الجهود لتوعية الجماهير بالجانب الأخلاقي وبضرورة احترام قواعد الروح الرياضية، وتقبل جميع النتائج، وهذه المسؤولية يتحملها الجميع بما في ذلك مكتب الفريقين المطالب باتخاذ خطوات إيجابية لتفعيل اتفاقية التفاهم التي ظلت حبرا على ورق لعدة سنوات.