أتدرون من هو المنتخب الذي لفت نظري في الجولة الأولى من نهائيات كأس إفريقيا للأمم المنظمة حاليا بمصر؟
إنه منتخب مالي الذي قدم مباراة كاملة الأوصاف أمام المنتخب الموريتاني، وأبدا لم يترك جزئية من المباراة إلا وسيطر عليها، ما جعله ينجح في تقديم أداء بنزعة وسخاء هجوميين، بل وينجح في كبح جماح منتخب "المرابطون" الذي كان يأمل في أن يكون دخوله الأول للمونديال الإفريقي موفقا، إلا أن التحليق الرائع لنسور مالي مسح من سماء المباراة كل أحلام الموريتانيين.
بالطبع لم يغرني المنتخب المالي فقط بأهدافه الأربعة التي حقق بها الفوز الأقوى في الجولة الأولى للنهائيات، ولكنه أعجبني بالروح الجماعية التي جسدها على أرضية الملعب، وأيضا باستعادة الجمالية المفقودة في هذا المنتخب المالي الذي يجمع كل الخبراء أنه للأسف لا يتطابق دائما مع المهارات الفردية التي يملكها، أو أنه لم يتوصل لزمن طويل إلى تأسيس لعب جماعي يستثمر على نحو جيد الملكات الخارقة التي كانت وما تزال الكرة المالية تعج بها.
لا أبدو في ما قلت، جازما بأن المنتخب المالي الذي يدخل كأس إفريقيا للأمم برصيد ضعيف من أسهم النقاد والمحللين، سيكون من العلامات التقنية البارزة في هذه الدورة، لأن الحكم على المنتخب المالي من مباراة واحدة أمام منتخب موريتاني يتذوق لأول مرة المذاق العجيب للكان لا يستقيم بل ولا يجوز. لذلك هناك حاجة لأن نرى نسور مالي ثانية وثالثة لنستقر على الرأي النهائي، والواضح أن المباراة القادمة أمام المنتخب التونسي المحبط بفعل تعادله المثير للجدل وللإستياء أمام منتخب أنغولا، ستكون بمتابة افتحاص قوي لممكنات هذا المنتخب المالي، وإن كان ممكنا أن نراهن عليه ليكون من السواعد القوية للمونديال الإفريقي.
مقابل هذا الدخول الجيد لنسور مالي، كان هناك استهلال سيء لنسور تونس الكأس الافريقية، فأبدا لم يقنع لا العرض ولا النتيجة التونسيين، ولو أنه سيكون من الظلم إصدار أي حكم قيمة على المنتخب التونسي الذي يظهره معدنه الحقيقي في المواعيد الكبرى، ولربما سيظهر هذا المعدن في المواجهة الضارية التي ستضع المنتخب التونسي في مواجهة منتخب مالي يوم الجمعة القادم.