قد لا يكون المنتخب الوطني تمنى بين كل المنتخبات المتاحة في هذا الدور منتخبا من طينة بنين ولا من حجم بنين،  لأنه الخيار الأكثر مثاليا وواقعية ومن يدعي العكس، فإنما يكشف عن طمع كبير وجشع لا حد له.
منتخب بنين وإن كان قد أعلى الرأس في النسخة الحالية بصمود بطولي أمام الكامرون وغانا وهم من دناصير الكرة بالقارة، إلا أنه يظل ذلك المنتخب المغمور الذي لا يمكن أن يقارن بالفريق الوطني ولا هو ذلك المنتخب الذي سيدخلنا نفق الرعب لنرتعد ونتوجس منه، لأنه باختصار لم يفز ولا في مباراة في تاريخه بالكان.
يعبرون بالحظ مرة أخرى
كان منتخب البنين من المنتخبات المحظوظة في التصفيات بأن تأهل لنهائيات "الكان" بعد أن احتل الصف الثاني خلف منتخب الجزائر وجمع 10 نقاط  مكنته من أن يكون ضمن خانة أفضل منتخبات محتلة للوصافة.
بنين هذه المرة أيضا عبر بالحظ والصدفة وعبر بفضل النسبة الخاصة في الصف الثالث بـ 3 نقاط، مستفيدا من تعادلاته التي أبقت نسبته صفر متوازنة بخلاف كينيا مثلا.
فإذا كان المنطق قد احترم داخل هذه المجموعة بتأهل غانا والكامرون متصدرين فإن الذي لم يحترم هو كون بنين فرض اقتسام النقاط على هذين المنتخبين العريقين اللذين يأتيان خلف مصر من حيث عدد التتويجات، وهو ما يؤكد حقيقة وجب التعامل الحذر معها كون بنين ليست تلك اللقمة التي يمكن أن تسوغ في الحلق بسهولة.
التاريخ يخدمنا
لم يسبق لبنين وأن تحصل مع الفريق الوطني في أي من المواجهات الست التي حمعتنا بهم ولا علىتعادل واحد،  فبين المباريات الودية والتي كان يخسرها بحصص مدوية منها سداسية قبل 5 سنوات مع الزاكي بادو تحديدا،  وخماسية تصفيات مونديال أمريكا ورباعية "الكان" بتونس تفنن الفريق الوطني باختلاف أجياله في دك مرمى السناجب.
التاريخ يؤكد أفضلية الأسود بالمشاركات والألقاب والأرقام والنجوم، لن هذا التاريخ يجب أن لا يشكل المرجع والأساس الذي يبرر الإستهانة بمنافس أصبح اليوم يلبس ذراع الإنتحاري ولم يعد يهمه أي خصم بعدما حقق المستحيل وهو التواجد بين الصفوة والكبار في الدور الموالي.
التاريخ يقول أن الفريق الوطني مع جيل الشماخ والزايري لم يحتج لمهاجميه سنة 2004 ومكن مدافعيه العملاقين طلال ووادو من أن ينوبا عنهم في دك أحصنة ودفاعات بنين بهدفين من تلك الرباعية التاريخية.
هذه مفاتيحهم
المفتاح الأول هو المدرب ميشيل دوسيي والذي يعرف الفريق الوطني أكثر مما يعرف رونار منتخب بنين لأنه واجهنا في الكان السابق بنفس التركيبة والأسماء تقريبا وهو مدرب لمنتخب كوت ديفوار.
ثانيا لماذا دوسيي لأنه يسعى لاستخلاص فاتورة ملعب أوويم بالغابون يوم قضى عليوي على كبرياء البطل الإيفواري قبل نهاية المباراة بأقل من 27 دقيقة بقذيفة كانت مردافة لختم إقالة دوسيي من أبيدجان وبعثها مع برقية عاجلة ليتلقاها المدرب الفرنسي وهو في الندوة الصحفية.
المفتاح الثاني هما الحارسان ألاجبي وفارنول المحترفان على التوالي بفرنسا وتركيا وكلاهما بخبرة ممتازة وبنفس الثبات في المستوى، والسقاء إيمانويل أمورو لاعب "كون" الفرنسي وخاصة خاصة المهاجم المخضرم سيسينيون المحترف بتركيا وفيها أيضا يحترف الهداف الحالي للكان والبنين مايكل بوتي لاعب أدمير سبور التركي وصاحب الهدفين الملحميين في مرمى غانا.
فرو السناجب وسم العقارب
لئن تتبعتم مسار الفريق الوطني في مبارياته مع رونار ستلمسون أنه تعذي مع ساو طومي والرأس الأخضر ومالاوي على ملعبه وناميبيا وكلما واجه منتخبا من هذه العينة وبنين واحد منهم: إلا ويعاني و السبب  هو أن رونار لا يحبذ الهجمة المنظمة والضغط على المنافس المتكتل أمام مرماه والفريق الذي يضع حافلة أمام المعترك.
أمام الغابون وكوت دفوار في المونديال ومالي  المنتخب الوطني فاز بالأربعة والثلاثة والستة ولم يجد مشاكل ولا خرج عكسما تابعناه أمام ناميبيا لما احتجنا لغدر كيميوني بحارسه كي نفوز في الزمن القاتل من المباراة.
ومع كل هذه الإكراهات التي من الممكن أن يصادفها الفريق الوطني باستحضار أن رونار درس منافسه بشكل جيد ويعلم كيف يفكر مواطنه دوسيي، فإنه لا أعذار أمام لاعبينا ما لم يكرروا لنا وصلة  فيها بعض من ترانيم رباعية سوسة في تونس نريد نفس التدفق الهجومي نريد كسر لعنة الهدف الواحد المسجل بإسمنا لغاية الآن ونريد طمأنتنا مبكرا كي لا نترك  السناجب تتخول لعقارب لتضع فينا سمها الغادر الذي سيجعلنا نعاني كما عانت غانا أمامهم في دور المجموعات، لذلك هي مباراة غرينطا أخرى بنفس الكومندو لوضع قدم على أهرام خوفو والجيزة وخفرع و الإقتراب أكثر من النجمة الثانية.
البرنامج
الجمعة 5 يوليوز 2019
كأس إفريقيا للأمم ـ مصر 2019
دور ثمن النهائي
القاهرة: ملعب السلام: س17: المغرب ـ بنين