و أخيرا أكد الشيخ فوزي البنزرتي ما توقعناه منذ فترة٬ حين اختار التواري و الهروب فور نهاية آخر مباراة في البطولة و الدليل أنه لم يحضر بعدها مراسيم التتويج بالدرع بمركب محمد الخامس.
البنزرتي اختار العودة لسوسة و ليكون وفيا لعادته مع كل الفرق التي دربها سواء داخل بلاده أو حتى مع الأندية الوطنية ومنها الرجاء البيضاوي تحديدا و الذي غادره قبل 6 مواسم بنفس الكيفية بعد آخر دورة أمام أولمبيك آسفي.
وبين نزوات البنزرتي ومزاجيته٬ وحتى سوابقه اختلفت التأويلات والتقارير المرتبطة بهذه المغادرة هل كانت طوعية أم أنه أرغم عليها٬ لنتوصل و من مصادرنا الخاصة و المؤكدة إلى حقيقة هذا الطلاق الذي اختاره بمفرده.
البنزرتي عاش ضغوطا رهيبة منذ مباراة 31 ماي الشهيرة على ملعب رادس أمام ناديه السابق الترجي٬ بعدما شن عليه الإعلام المقرب من هذا الفريق حربا شرسة وضروسا واتهموه بالخيانة و نكران الجميل و كونه ان من أسبب عدم إكمال تلك المواجهة.
بل ستكون هناك تصريحات سمية لمعين السعباني وطارق بوشماوي تساءلت عن وطنية الرجل و ما إن كان سيقف في صف الوداد أم أنه سعود لرشده و المقصود بطبيعة الحال مغادرة الفريق الأحمر.
وهنا بدأ البنزرتي في التفاوض مع الناصيري تارة حول تنقيح العقد بكيفية مبالغ فيها و تارة بزيادة الراتب بأكثر من الضعف ليصل 65 مليون سنتم ومنح بدت تعجيزية و الغاية بطبيعة الحال كسر عقده مع الوداد.
الناصيري تفهم موقف البنزرتي من جهة إلا أنه لم يستوعب كيف لرجل تواعد معه على المجد والألقاب٬ و أبدى رئيس   الوداد رغبته في نحه عقدا مفتوحا و طويل الأمد لكن في حدود المعقول٬ يغادر بهذه الكيفية و الوداد قد يكون من سفراء مونديال الأندية المقبلة لو حكمت الطاس بهذا.
التوانسة فتحوا ملفات الرجل وراسلوه ليسدد مستحقات ضرائب تفوق 300 مليون سنتم و عديد الضغوط الأخرى٬ منها احتمال إعادة مباراة الوداد و الترجي ورغبته في تفادي حرج إقصاء فريقه السابق و الجحيم الذي سيعيشه بقية حياته في تونس.
البنزرتي تفادى هذا الضغط واختار أهون الحلول العودة لبلاده لكن عبر بوابة الساحل ليعوض روجي لومير في سوسة رفقة نجم الساحل٬ وهناك معطيات توصلنا بها تؤكد أنه اشترط نفس الراتب الذي اقترحه على الناصيري و أن يتكفل النجم الساحلي بمشكلته مع مصلحة الضرائب في بلاده و غيرها من الإمتيازات الأخرى.
في نهاية المطاف البنزرتي لم يأت بجديد فقد فعلها مع الرجاء سابقا٬ وعاد ليكررها مع الوداد قبل عام بعدما التحق بمنتخب بلاده باسم الواجب الوطني٬ وبعدها تخلى عنه نسور قرطاج ليقرر الوداد استعادته و معه توج بثاني ألقابه مع القلعة الحمراء درع البطولة بعد السوبر الأفريقي..