أبدى مدرب المنتخب الجزائري لكرة القدم جمال بلماضي الأربعاء حذره عشية المواجهة المرتقبة في السويس ضد كوت ديفوار، المنتخب صاحب "التاريخ والخبرة"، في الدور ربع النهائي لكأس الأمم الإفريقية، على رغم الأداء القوي الذي قدمه الجزائريون حتى الآن في الدورة.

وتخوض الجزائر التي تقدم أداء من الأفضل وضع منتخبها في مصاف أبرز المرشحين لنيل لقب ثان في تاريخه بعد 1990 على أرضه، مواجهة الخميس ضد المنتخب الايفواري المتوج بلقب 1992 و2015، علما بأنه أطاح في الطريق نحو لقبه الأخير، بمنتخب "محاربي الصحراء" من الدور ربع النهائي في مباراة انتهت بنتيجة 3-1.

وفي مؤتمره الصحافي الأربعاء، شدد بلماضي على أن المباراة لن تكون "اختبارا"، بل "مباراة ربع نهائي يجب أن نفوز بها للعبور الى الدور المقبل".

وتابع "كوت ديفوار منتخب مرشح أيضا للقب كأس إفريقيا مع كل لاعبيه الجيدين الذين يلعبون في بطولات جيدة. هم لاعبو خبرة، لديهم اقتناع بالقدرة على الفوز، حققوا اللقب في 2015".

أ ضاف "هذا منتخب لديه هذا التاريخ والخبرة مع الفوز"، قبل أن يحذر من "منافس صعب واللعب ضده سيكون دقيقا غدا".

واستعاد بلماضي مباراة كوت ديفوار ومالي في ثمن النهائي الإثنين، والتي خرج الايفواريون فائزين بها بهدف نظيف، على رغم ما اعتبره المدرب الجزائري سيطرة مالية وقدرة على هز الشباك لاسيما في الشوط الأول.

ورأى النجم الدولي الجزائري السابق أن تلك المباراة أظهرت "أن هذا المنتخب يمكن ان تسيطر عليه دون أن تسجل، ويتمكن في نهاية المطاف من الفوز عليك"، ما سيتطلب أن يقوم لاعبوه "بكل شيء لنكون مركزين ومصممين، وسيكون الأمر عبارة عن توازن قوى، اذا كانوا أقوى منا سيفوزون (...) المباراة لن تكون سهلة لا لطرف ولا للآخر".

وكرر المدرب الجزائري رفضه لاعتبار المنتخب الجزائري الذي أنهى دور المجموعات بالعلامة الكاملة في صدارة المجموعة الثالثة، وهو المنتخب الوحيد الذي حقق أربعة انتصارات في مبارياته الأربع حتى الآن ، مرشحا أبرز من غيره للقب النسخة الثانية والثلاثين .

ولم يخف بلماضي أنه ضاق ذرعا بالأسئلة حول ترشيح محاربي الصحراء، بالقول لأحد الصحافيين الذي سأله عن هذا الأمر "عليكم أن تكونوا أكثر ابتكارا في الأسئلة". أضاف "لم يتلق مرمانا أهدافا حتى الآن، لن نأسف على ذلك (...) الفكرة هي أن نكون صلبين دفاعيا، اذا أردنا الذهاب بعيدا علينا تلقي أقل عدد ممكن من الأهداف".

وإزاء احتفاظ الجزائر بالشباك النظيفة في أربع مباريات اعتمد فيها بلماضي على الحارس الأساسي رايس مبلوحي، سجل المنتخب تسعة أهداف، ستة منها في المباراة الأخيرة لدور المجموعات أمام تنزانيا (3-صفر) في مباراة خاضها بتشكيلة غالبيتها من الاحتياطيين، وبالنتيجة ذاتها أمام غينيا في الدور ثمن النهائي.


وفي مقابل حذر بلماضي، كان مدرب كوت ديفوار إبراهيم كمارا واضحا في ترجيح كفة المنتخب الجزائري، اذ قال في مؤتمره الصحافي "الجزائر، عندما ننظر الى الاحصاءات، هي المرشحة بشكل واضح".

أضاف "عندما تلعب في مسابقة من دون أن تخسر أي مباراة، من دون أن تتلقى أي هدف، تسجل تسعة أهداف، هذا يعني أنك فريق رائع. دفاعيا هم أقوياء، في خط الوسط لديهم لاعبون جيدون، وسرعة في الهجوم".

وتابع كامارا "لكننا لن نقول أننا خائفون من الجزائر، كلا. هذه لا تزال مباراة كرة قدم، وكل طرف سيأتي مع نقاط قوته ومؤهلاته، وفي نهاية المباراة (...) سنرى. أعتقد أنه اذا قدمنا كل شيء، اذا قمنا بكل ما يتطلبه الفوز بهذه المباراة، سنفوز بها. في حال لم نفز، هذا يعني أن الجزائر لم تسرق تأهلها، لأنه منذ بداية الدورة هي مرشحة كبيرة في نظري".