نحن شعب يعشق كرة القدم، يحبها مهما له أساءت، لا يفارقها حتى وإن سقتنه كؤوس المرارة.
لذلك ما إن تجرع المغاربة مع أسود الأطلس، مرارة الخروج الصادم من ثمن نهائي كأس إفريقيا للأمم أمام سناجب بنين بالضربات الملعونة، حتى أسكنوا القلوب والمهج في منتخب الجزائر، طلبوا منه العوض، فجاءهم من محاربي الصحراء ما هو أقوى من العزاء وأكثر من العوض.
غير مشتركات التاريخ، قديمه وحديثه، غير روابط الدم وعرى التقارب التي لا تنفصم، فإن المغاربة أحبوا في منتخب الجزائر ما تمنوه دائما في أسودهم، ما وجدوه لزمن بعد مجيء هيرفي رونار للإشراف على العارضة الفنية للمنتخب المغربي، ولم يجدوه للأسف في هذه الكأس الإفريقية، الروح، الغرينتا، الإستمتاع في اللعب والبراعة في هندسة الجمل التكتيكية للقبض على الخصوم.
ناصر المغاربة بكل الجوارح لاعبي منتخب الجزائر، دعوا لهم، وهتفوا بإسمهم وكانوا ملهمين لهم، ليس فقط لأنهم من ذوي القربى ومن رحم العروبة، ولكن لأن فيهم كثير مما هو أصل الإبداع الكروي المغاربي، لذلك كان المغاربة صادقين في تفاعلهم مع الخضر في كل مبارياتهم، وبخاصة تلك التي بدأت من الدور ثمن النهائي، لما ترجل أسود الأطلس خارج البطولة، ناصروهم واحتفلوا بما يكتبونه من صفحات مجيدة في سجل كأس إفريقيا للأمم، والأكيد أن المغاربة لن تكون فرحتهم أقل من فرحة الجزائريين، فيما لو توفق الخضر في عبور الحاجز الأخير أمام أسود التيرانغا، في النهائي الكبير يوم الجمعة القادم، وحازوا الكأس وهم للأمانة أهل لها.
آنذاك سيكون المغاربة قد أخمدوا نار الحزن المشتعلة في قلوبهم منذ الإقصاء الحزين للأسود أمام سناجب بنين.