واحد من الأسماء التي غابت عن الكان لكنها كانت حاضرة في الأذهان، غاب عن اللائحة وحضر في تحاليل النقاد والمتتبعين لما أبلاه من بلاء حسن في البطولة على امتداد موسمين.
محسن ياجورالغوليادور الرائع، بعد رحلة استجمام إختارها بتركيا يعود بشباب متجدد من أجل رهان كبير وهو الإحتفاظ بلقب الهداف للموسم الثالث تواليا هذا فرديا وجماعيا قيادة النسور لنجمة رابعة رابعة في عصبة الأبطال تفتح للاعب رقما تاريخيا بالمشاركة الثالثة موندياليا.. تابعوا..

ــ المنتخب: وقعت على موسم استثنائي ورقم تاريخي بالنسبة لك ولهدافي الرجاء 19 هدفا واحتفاظك بلقب الهداف، الآن بعد عودتك من رحلة الإستجمام كيف عاش محسن لحظات موسمه المتميز ؟
محسن ياجور: لقد واكبت معي الموسم المنصرم وباقي المواسم الطويلة ولله الحمد في البطولة، وكل مرة يحالفني فيها التوفيق إلا وأستحضر مسارا مليئا بالتضحيات والتحديات الصعبة.
ما بلغته أدين فيه بالفضل لزملائي ولجماهير الفريق على مساعدتها والدعم الكبير وفي نهاية المطاف هو توفيق من الله، لكن دائما أؤكد أنه خلف كل هذه النجاحات هناك تضحيات على مستوى ساعات النوم والتغدية والتداريب الشاقة وغيرها ولا شيء تتحصل عليه بسهولة.

ــ المنتخب: حين يتناهى لعلمك لقب الهداف التاريخي للرجاء أي شعور يسكنك؟
محسن ياجور: قمة الفخر والسعادة بطبيعة الحال أن تحمل هذا اللقب داخل فريق مر منه علماء الكرة كما نقول، ومع ذلك لو طلبت مني أن أختار بين الإنجازات الفردية والأرقام الخاصة لاخترت أن يتوج الرجاء بالبطولات على أن أكون هدافا أو صاحب إنجازات تاريخية. 
أتمنى أن أنهي مسيرتي داخل الرجاء بأفضل شكل ممكن وأتمنى أن أترك للتاريخ والجمهور ما يبذركني بخير عليه.

ــ المنتخب: إخترت التمديد للرجاء وكان لديك عرضان، واحد من فريق جزائري والثاني قطري، لماذا هذا الموقف؟
محسن ياجور: لأنه بطبيعة الحال وأنا في هذا السن لا يمكن أن أقدم على خطوة تمنح الأولوية للجانب المالي، لدي أسرة ولدي بنات وأنا حاليا أضعهم في صدارة اهتماماتي.
أنا مدين للرجاء وقررت البقاء معه لربح رهان البطولة التي اشتاق لها الجمهور وربح النجمة الرابعة إفريقيا وبطبيعة الحال أن أشارك لثالث مرة في مونديال الأندية الذي يبقى أهم ذكرى في مساري كلاعب.

ــ المنتخب: تساءل الجمهور عن غيابك عن "الكان" وهناك من لام رونار على تجاهلك؟
محسن ياجور: لقد مللت من هذه الأسئلة لدرجة أني لم أعد أرغب في الإجابة عليها من طرف العديد من الأصدقاء الصحفيين، إنه فعلا أمر محبط ومحزن ولا يسيء لي لأنني ولله الحمد أثق في إمكانياتي ومؤهلاتي وأعلم ما قدمته، لعبت مونديال الشبان وساعدت بلادي عل احتلال الصف الرابع، سجلت 4 أهداف في هذا المونديال، لعبت مباريات مع المحليين وسجلت 4 أهداف في "الشان" بجنوب إفريقيا و6 أهداف مع الأسود في عدد محدود من المباريات.
هذا الأمر يسيء للبطولة ولمنتوجها لأن المدرب بهذا الشكل يبخس من قيمتها على عكس ما شاهدناه بالكان.

ــ المنتخب: تبدو محبطا ما الذي تود تبليغه بهذه الرسالة؟
محسن ياجور: أنا مستغرب لتواجد لاعبين من الترجي والأهلي رفقة منتخبات الجزائر ومصر وتونس، مستغرب أن يكون هداف قطر بالفريق الوطني ولا يتواجد حمد الله رغم ما حدث معه وألا يتواجد يوسف العرابي وأنا لعبت معهما وأقدر قيمتهما جيدا.
حين يغيب هداف البطولة الإحترافية لموسمين متتاليين عن صفوف الأسودولا يحظى بربع حتى لا أقول نصف فرصة فهذا يقتل فيه الحافز ويجعلك تعتقد أنه مستحيل أن تحلم بتمثيل منتخب بلادك مهما بذلت من مجهود.
بالنسبة لي كنت مشتعلا كالبركان للعب "الكان"، كان يسكنني طموح بلا حدود وما حدث اختيار مدرب وهو حر ويساءل عليه.

ــ المنتخب: قد لا تكون كما قال تدخل ضمن قالب الخطة التي يلعب بها ولا التكتيك وحتى السن ما رأيك؟
محسن ياجور: لا أعتقد أن رونار قال هذا وإلا سيكون لي إجابات خاصة، أنا في نفس سن عدد من اللاعبين وأقل منهم ممن شاركوا وفي نفس مركزي وأرقامي أفضل بكثير.
أعيش فترة نضج كبيرة وتصالح مع الشباك لم يسبق لي وأن عشتها وأنا في سن أقل من 30 سنة، لعبت في إفريقيا بالطول والعرض، أنا أفضل هداف للكرة المغربية إفريقيا والثاني عربيا، ما الذي يمكن أن أقدمه أكثر؟ العبرة بالملعب لو تحصلت عليها وفشلت كنت سأقبل الحساب.

ــ المنتخب: هذا التأثر يبدو قويا ألا تخشى من أن يتواصل معك ويكون له انعكاس سلبي عليك؟
محسن ياجور: على العكس من ذلك تماما، رهاني كبير أن أواصل كتابة التاريخ مع العالمي بأن أقوده لمزيد من البطولات والتتويجات، أن أتحصل على هداف البطولة للمرة الثالثة وأن أتجاوز 20 هدفا، إن لم يكن الموسم المقبل ففي موسم مقبل إن شاء الله.
يجب أن يعرف الجمهور أنني أقل مهاجم بالبطولة لعب عدد الدقائق مقارنة مع لابا كودجو وغيره من الهدافين.
أقل مهاجم سجل ضربات الجزاء، ولو لعبت أساسيا في عدد من المباريات وتكلفت بضربات جزاء الرجاء أعتقد كان من الممكن أن أصل لرقم البوساتي وهو هدفي المقبل، كما أن هدفي أن أصل 40 هدفا إفريقيا وتخطي محمود الخطيب ولو غادرت الرجاء فأتمنى أن أعود له لأكمل هذا الوعد.

ــ المنتخب: ضم الرجاء لاعبين جدد، ألا تخشى المنافسة؟ وما هو شعورك بعد عودة محسن متولي؟
محسن ياجور: بكل تأكيد أكون أسعد الناس حين يتعاقد الرجاء مع لاعبين كبارا ومميزين هذا يحفزني «باش نفيق بكري ونخدم على راسي»، أنا أعشق هذا النوع من الحديات.
متولي أخي وليس زميلا لي في فريق واحد، وأنا سعيد جدا بعودته وهو لاعب كبير وسيرسم أجواء البهجة والفرحة داخل الفريق بمستودع الملابس وعلى المستطيل الأخضر، هو لاعب فنان وله تأثير كبير يعرفه الرجاويون وغيرهم.

ــ المنتخب: سيكون على الرجاء ضغط كبير الموسم المقبل بعد وصافة الموسم المنصرم، هل يملك الرجاء القدرة لتحمل هذا الضغط؟
محسن ياجور: الرجاء خلق ليلعب في هذه الظروف ويتحمل الضغوطات ويقاومها، نحن نتغذى داخل الرجاء بالإستفزاز وبالضغط وهذا ما حفزنا لنوقع على ريمونطادا تاريخية الموسم المنصرم، ولا أرى أن هذا سيخلق للفريق إشكالا وهو جاهز للرهانات الكبيرة محليا وقاريا وعربيا.

ــ المنتخب: ما هو السر الذي يحرك محسن ويجعله يقاوم الزمن والعمر ليواصل بهذا المستوى؟
محسن ياجور: وصفات طبيعية تبدأ بالسعادة داخل الأسرة وإسعاء بناتي ووالداي وإخوتي والإنتظام في الحياة خارج الملعب ونصائح وكيلي محمد فلحي الذي يحصي حركاتي وسكناتي، كما أنني محظوظ لأنني مرضي الواليدين والله سبحانه وتعالى يخصني بالتوفيق من عنده وهذا يكفيني فعلا.

ــ المنتخب: حاورناك مرارا وتطرقنا معك لمحاور عديدة، الآن قدم لنا تحديك الجديد؟
محسن ياجور: بعيدا عن الأرقام الفردية عربيا وإفريقيا وأن أصبح أول هداف عربي قاريا قبل الخطيب، أتمنى أن أتحصل للموسم الثالث على لقب الهداف بالبطولة وهذا دين يظل على رقبتي لأنه سيجعلني فعلا أشعر بالسعادة وأقدم للجيل الجديد نموذجا لما ينبغي أن يكون عليه اللاعب المحلي، لو احترفت في قطر من جديد أتمنى أن أعكس نفس صورة العرابي وحمد الله هناك بذات الأرقام التهديفية.
وبطبيعة الحال لقب البطولة والعصبة يظل هاجسا للرجاويين فهم في وضع يفرض عليهم دخول كل المسابقات بشعار وهاجس وهدف واحد وهو أن تتحول جميعها للوازيس.