لا يمكن للوداد البيضاوي أن يسلم بالأمر والواقع ويرضخ للأحكام الغريبة والصادمة التي أصدرتها لجنة الإنضباط، لأنه بذلك سيتخلى عن معركة سيذكرها التاريخ، معركة عرت على عورات الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، معركة لم تكتمل، بخاصة وأن الأحكام الصادرة عن لجنة الإنضباط والتي ناقضت بالكامل قرار اللجنة التنفيذية بإعادة المباراة في ملعب محايد، تأسست على وقائع مختلقة وباطلة، وفي العرف القانوني كل ما يبنى على باطل فهو باطل.
لجنة الإنضباط ادعت في تعليلها لقرار إعلان الوداد خاسرا وإعلان الترجي متوجا، أن لاعبي الوداد انسحبوا من المباراة، والحال أنهم تواجدوا على أرضية الملعب إلى حين إطلاق حكم المباراة غاساما لصافرة النهاية وقد استحال تشغيل الڤار، بل إنهم أصلا لم يرفضوا استئناف المباراة لأن الحكم لم يأمر بذلك أبدا.
المعركة التي تخوضها الوداد اليوم هي معركة فريق صاحب حق وغير مستعد للتنازل عنه، وهي معركة ستعري عن الخنادق والجحور التي يعشش فيها الفساد داخل الكونفدرالية، وهي معركة لتخليق المؤسسة الوصية على كرة القدم الإفريقية.
بإمكان الفريق القانوني للوداد أن يجهز ملفا ثقيلا يكشف التجاوزات والإختلالات الخطيرة في تطبيق المساطر واللوائح، ليكون الإستئناف ناريا ومقدمة لإسقاط صروح الفساد.
بالطبع ليست معركة خاسرة هاته التي يخوضها الوداد، فهو صاحب قضية وحتى لو أيد الإستئناف حكم لجنة الإنضباط، فسيكون للوداد أجر الإجتهاد للتعرية عن الأفاعي السامة التي تعشش داخل أجهزة الكاف.