فارع الطول، صاحب بنية جسمانية قوية ولاعب بأخلاق عالية، هو يونس عبد الحميد لاعب سطاد رانس الذي خص «المنتخب»، بحوار حصري كشف من خلاله تفاؤله بمستقبل المنتخب المغربي، مع البوسني وحيد خاليلودزيتش، ورغبته في تطوير مؤهلاته ليكون واحدا من العناصر دائمة الحضور مع أسود الأطلس، بعدما أصبح من أبرز وزراء الدفاع في فرنسا.
لاعب موهوب بالفطرة، حرص على التحصيل العلمي قبل إحتراف الكرة، التي إستهوته ليجد نفسه تحت أضواء « الليغ1»، حيث صنع لنفسه إسما خاصا داخلها، بفضل شخصيته القوية وقدرته على تطوير مؤهلاته.
عن حضوره المميز في البطولة الفرنسية، وأحلامه رفقة المنتخب المغربي، وكذلك أهدافه المستقبلية، تحدث  يونس عبد الحميد عن مجموعة من المواضيع التي تهم مسيرته، وكذلك حضوره مع المنتخب المغربي في المباراة الودية أمام بوركينا فاسو.

ــ المنتخب: بالعودة لتفاصيل ما حدث، لقد إستمد المنتخب المغربي قوته في المرحلة السابقة من الإنسجام الواضح بين العناصر الوطنية معتمدا في ذلك على أسلوب سلس في اللعب، لكن كل هذه الأمور غابت في مباراة بنين، ما هي الأسباب التي وراء تلك النكسة حسب وجهة نظرك باعتبارك لاعبا محترفا؟
يونس عبد الحميد: الأسماء الكبيرة موجودة داخل البطولات الأوروبية وخارجها، لكن ما كان ينقصنا صراحة هو عامل الطراوة البدنية، لقد عانينا في هذا الجانب، رغم أننا بدأنا المنافسة على نحو جيد، وحققنا نتائج طيبة في دور المجموعات، لكن حسب منظوري الخاص، أعتقد أن لاعبين في الخط الهجومي مثل حكيم زياش ويوسف النصيري كان يتوجب أن يخلدوا للراحة الكافية وأن يتم إعفاؤهم من خوض المباراة الثالثة أمام منتخب جنوب إفريقيا، رغم المعاناة من الجانب البدني في تلك المباراة، إلا أننا تحصلنا على كرات حاسمة لإنهاء الأمور لصالحنا، لكننا لم نحسن التعامل مع الجزئيات البسيطة التي تدخل ضمن نطاق اللعبة. 
في عالم الكرة، يتوجب عليك أن تكون حاسما، لقد شربنا من نفس الكأس كما تذكرون في مباراة بريست الأسبوع الماضي، كنا الأقرب إلى الفوز في الشوط الأول، لكننا انهزمنا بشكل دراماتيكي في الدقائق الأخيرة من المباراة، عندما تسنح أمامك فرص التسجيل في المباراة يجب أن تنهي الأمور لصالحك أو عليك إنتظار استقبال الأهداف.

ــ المنتخب :هل تأثرتم من الناحية الذهنية خصوصا وأنكم كنتم على علم برحيل المدرب السابق هيرفي رونار؟
يونس عبد الحميد: لا، على العكس تماما، أرى أن الرغبة في تقديم الإضافة كانت متوفرة لدى جميع اللاعبين، كنا نملك الحماس اللازم من أجل الوصول إلى مرحلة نصف النهاية، كنا نطمح الوصول إلى أبعد نقطة، لقد قدمنا كل ما في جعبتنا في سبيل ذلك، لكن كما أسلفت الذكر، أحيانا كرة القدم تبدو قاسية، وفي مصر عاندنا الحظ ولم يكن في صفنا.

ــ المنتخب : لنطوي صفحة هيرفي رونار، بعد قدوم وحيد خاليلودزيتش المعروف بصرامته، ما رأيك في المدرب الجديد للمنتخب المغربي؟
يونس عبد الحميد : إنها فترة جديدة بالنسبة لنا كلاعبين وللمدرب الجديد كذلك، نحن نملك الرغبة الجامحة لكتابة فصول جديدة لهذه المغامرة، خصوصا وأننا ندرك حجم الإستحقاقات القوية التي تنتظرنا بعد أشهر قليلة مقبلة، علينا تقديم أفضل ما لدينا أمام أعين المدرب الذي يملك بدوره الخبرة الكافية سواء من خلال تجاربه السابقة سواء رفقة الأندية التي دربها أو المنتخبات الوطنية الكبيرة التي أشرف عليها.
إنها فرصة جيدة لترتيب الأوراق، من أجل إعادة بناء المجموعة وتمثيل المغرب بشكل يليق بسمعته، خاصة وأننا نتوفر على لاعبين في المستوى، سواء تلك الممارسة بأوروبا، أو رفقة أندية عربية، بالإضافة إلى اللاعبين المحليين، وكذلك الأولمبيين الطامحين في كسب المكانة رفقة المنتخب الأول.

ــ المنتخب :هل سنحت لك في الماضي فرصة التعرف عن قرب على المدرب وحيد خاليلودزيتش؟
يونس عبد الحميد: لا لم يحصل أن إلتقيته  سابقا، المرة الوحيدة التي تعرفت على المدرب خاليلودزيتش كانت بمناسبة مواجهتنا أمام فريق نانط الفرنسي في إطار إحدى دورات البطولة الفرنسية الممتازة، أعتقد بالمقابل أننا نملك الوقت الكافي في الفترة القادمة للحديث معه ثم التعرف على بعضنا البعض والاستعداد الجيد لخوض التحديات التي تنتظرنا.

ــ المنتخب: هل تملكون دراية كافية بالنهج الذي يعتمده المدرب وبطريقة تعامله مع اللاعبين؟
يونس عبد الحميد: صراحة ليست لدي أدنى فكرة حول الموضوع غير ما تابعته من رغبة في العمل بجدية خلال معسكر مراكش وخلال مباراة بوركينافاسو، لأنني كما سبق وذكرت لا تجمعني معرفة شخصية بالمدرب الجديد، كل ما أعرفه هو أن السيد وحيد خاليلودزيتش يتوفر على سيرة المدرب الصارم نوعا ما، وهذا أمر طبيعي في عالم الكرة، لأننا نحتاج فعلا لأشخاص يتمتعون بالإحترافية ويمتازون بالصرامة والجدية، وهذا سيصب لا محالة في صالح المنتخب الوطني من أجل تحقيق الأهداف المسطرة.
ــ المنتخب: يتوفر وحيد خاليلودزيتش على تجربة سابقة في المغرب بعد إشرافه على الرجاء البيضاوي في الماضي، هل ينعكس ذلك إيجابا على تجربته الحالية مع المنتخب الوطني؟
يونس عبد الحميد: بالطبع، ذلك أمر مهم وإيجابي فعلا، من الجيد أن يكون للمدرب الجديد إلمام ودراية كافية بتفاصيل المغرب من كل الجوانب، بما فيهم عقلية المغاربة وأسلوب عيشهم، تلك الأمور ستساهم لا محالة في تسهيل عملية التواصل بينه وبين اللاعبين في سبيل تحقيق الأهداف المنشودة.