يتوقف الزمن في مخيال زوار معرض الصور الفوتوغرافية ، الذي يحتضنه رواق قصر البديع بمدينة مراكش الفترة ما بين 14 و 22 شتنبر 2019 ، حيث يجد هؤلاء أنفسهم أمام لحظات المتعة ، التي فتحت نوافذها عدسة الفنانين محمد سماع و محمد سعد عويدات من خلال نماذج راقية للصورة الفوتوغرافية ، ووحد موضوعها الفنان المبدع نور الدين التلسغاني في  " معلمي كور الدقة المراكشية " . متعة تناغم الضوء والظل في إبراز تفاصيل الحركة لشخصيات " المعلمين " ، و دقة تموضع " الطعريجة " و " القراقش " و " الطارة " بين أناملهم ، في تماش و انسجام تامين مع شطحات الجسد التعبيرية، ما يجعل الصورة متحركة لدى الرائي بامتدادها في المجال الذي يسمى " الكور " ، وينتقل به خضم فلسفة المتصوفة والمريدين ، كل حسب مرجعيته . فقد رام الفنان التلسغاني ، القيم على المبادرة الفوتوغرافية ، أن يسوغ الموضوع من حيث البدء الأساس ، بسهره على أن ينتقل بزواره من الصور التي تشهد على صناعة الوسائل الثلاثة الأساسية المعتمدة في " الدقة "، إلى مرحلة تسخين الدف و التركيز الذهني ، قبل تلاوة الفاتحة والدعاء اللذين يفتتحا بهما " أيت الربعين " الكور ، ثم قيادة " المقدم " لهم بتلاوة " العيط : " باش نبداو بأسماء الرحمان و بأسماء العالي = الصلاة على زين الزين طه و ياسين " . 
تلك هي مهنية المصور الفوتوغرافي و فنيته ، ورقي الصورة التي تلتقطها عدسته باختيارها الموضوع و زاوية معالجته ، في اعتبارية مسؤولة للمتلقي و المتتبع . 
لقد كانت الزيارة التي افتتح من خلالها السيد قسي لحلو ، والي جهة مراكش أسفي ، المعرض الفوتوغرافي ، بمثابة شهادة الإعتراف والتقدير في حق الثلاثي المتألق و المتمكن ، التلسغاني و سماع و عويدات ، من جهة . وثابل النجاح الذي حف المعرض و مهرجان عاشوراء عموما . وكان معرض الصور الفوتوغرافية قد شهد حفل افتتاحه بتزامن مع آخر حلقات مهرجان عاشوراء في نسخته الثانية ، والذي آلت على نفسها مؤسسة دار بلارج بإصرار و تدبير من المكتب الإداري للأستاذة الرائدة مها المادي ، دأب تنظيمه تزامنا مع تخليد ساكنة المدينة الحمراء لاحتفالات العاشر من شهر محرم من كل سنة . 
في كلمة بالمناسبة ، قال الفنان الفوتوغرافي محمد سماع : الحديث عن مدينة مراكش يحيل بالضرورة على ذكر " الدقة المراكشية " كطابع تعريفي مميز . و بالتالي كانت صور " المعلمين " تستهويني في كل مناسبة متاحة ، فألتقط منها الحركة و اللون و الشخصية والمجال ، وتفاعلية هذه المكونات جميعا فأخلدها ذكرى تؤرخ للجغرافيا والتاريخ . من جهته، اعتبر الفنان المصور محمد سعد عويدات العرض انفتاحا على المجتمع ، و كشفا لأسرار الصورة الفوتوغرافية وتمتيع المتلقي بآلية القراءة التفصيلية لها ، كون الصورة في حد ذاتها تشكل موضوعا تعبيريا ، يؤكد عويدات ، و موضوعا تكامليا في علاقة بمجموعة صور مرفقة ، الشيء الذي تمثله صور المعرض منفردة و مجتمعة . نور الدين التلسغاني ، بصفته الفنان المشرف ومخرج فكرة المعرض ، أثنى على تألق الفنانين سماع و عويدات من حيث المهنية و الإنضباط للوحدة العضوية ، معتبرا الحدث بداية أولية رسمية لمدرسة حداثية في فن التصوير الفوتغرافي، شهدت انطلاقتها من مدينة مراكش . و أكد الفنان التلسغاني أن عروضا أخرى وورشات مفتوحة في تجاهات مختلفة و متنوعة و أيضا متعددة ، تسلط العدسة وضوءها على مجموع مواضيع تؤرخ لزمكنة الأحداث و الشخصيات ، بما تحمله الصورة من دلالة وحكي شاهد للتاريخ .