عجز الفريق الوطني عن تحقيق الفوز وإكتفى بالتعادل الإيجابي 1-1 ضد نظيره الليبي، في لقاء ودي جمعهما بالملعب الشرفي بوجدة.
المباراة وفي أجواء حماسية رائعة وبحضور جماهيري قياسي، بدأها الفريق الوطني بدفاع متقدم وضغط عال لفرض الإيقاع والدفع بالخصم للوراء، لكن الأخير كان منضبطا للغاية بخطوط متقاربة وإنسجام بينها، بل وكان المبادر بالتهديد بتسديدة محادية للهوني د9، رد عليها فيصل فجر بضربة خطأ من مسافة قريبة لم يحسن إستثمارها د11، وشكل الليبيون خطورة واضحة على الدفاع المغربي بهجماتهم السريعة والمنظمة من العمق والأطراف، وكاد مؤيد اللافي أن يأتي بالهدف الأول لولا براعة بونو د15، ليعود حارس إشبيلية للتصدي لتسديدة مباغثة ومقلقة للهوني د15، في غياب الرقابة والحزم الدفاعي ومعه الشرود للظهيرين منديل وشباك.
وأمام عجز زملاء أمرابط عن إختراق الدفاع الليبي بالتمريرات القصيرة وحتى الطويلة كان لا بد من التجريب عبر الضربات الثابتة، فجاء الحل سريعا من ركنية لفجر تابعها الياميق برأسية داخل الشباك مسجلا الهدف الأول د20، ليسطر بعدها الأسود على مجريات اللعب بيد أن السيطرة ظلت عقيمة وغير مجدية في ظل غياب فرص التسجيل وعزلة النصيري، وبدا تأثير غياب زياش جليا بحيث لم يقو حارث ولا الإدريسي على إيجاد الحلول وتنويع الهجمات، إضافة إلى غياب التسديد من بعيد.
ومع مرور الدقائق زادت جرأة الليبيين وتبين لهم بأن التعديل في المتناول إن هم واصلوا الضغط، أمام سكون حركية بعض العناصر الوطنية التي كانت الغائبة الحاضرة فوق أرضية الميدان، وجاءت الدقيقة 41 بهدف التعادل المنتظر لفرسان المتوسط عبر قدم الرجاوي سند الورفلي، والذي إستغل إختلاطا وخروجا خاطئا للحارس بونو بعد ركنية، ليوقع الهدف ويعاقب الأسود على سوء الحراسة وغياب الإنسجام والقتالية، في شوط أول متوسط ومتكافئ مع أفضلية في الأداء للزوار.
مطلع الشوط الثاني إفتتحه النصيري برأسية غاب عنها التركيز والدقة بعد عرضية ملمترية من أمرابط د49، تلتها ضربة خطأ لفجر في يد الحارس الليبي د59، لكن الرد كان خطيرا بعد عرضية رائعة للموهوب الهوني حولها على الطائر زميله اللافي برأسية بديعة كانت في طريقها للشباك د63، قبل أن يبعدها الياميق من فوق خط المرمى بطريقة إنتحارية.
صانع ألعاب الضيوف والمحترف بالترجي التونسي فعل ما شاء بمدافعي الأسود وكاد أن يسجل ثاني الأهداف د66 لولا تدخل بونو، وظهر الزوار بوجه محترم وثقة عالية في النفس، ولعبوا المواجهة وكأنها رسمية مقابل محدودية في خطي وسط وهجوم المغاربة، والذين ظلوا ينتظرون الضربات الثابتة للتهديد في غياب تام للبناء الهجومي المنظم.
الناخب وحيد تحرك وأجرى عدة تغييرات بإشراك القادوري، الحداد، كارسيلا، عليوي، هذا الأخير إنبرى لضربة خطأ مباشرة على طريقته المعتادة إلا أن الحارس الليبي فطن لها وأوقفها د80، وضغط الأسود قليلا ووصلوا إلى معترك الليبيين أكثر من مرة لكن اللمسة الأخيرة غابت، وكاد البديل سابو أن يهز شباك بونو من أول لمسة بعد دخوله بيد أن رأسيته علت المرمى بقليل د89، ولم تعرف بقية الدقائق أي شيء بإستثناء إهدار عليوي لهدف محقق د90+4، لينتهي الإختبار الودي المغاربي بالتعادل المنصف، مع إستخلاص العديد من الدروس في طريق طويل وشاق لبناء منتخب مغربي قوي مقاتل وبشهية كبيرة للفوز، في إنتظار تحسن الأداء وإرتفاع منسوب الإنسجام خلال ودية الغابون المقبلة.