يدرك حمدي العشير أن نهضة بركان ينتظره موسما صعبا، أمام التحديات التي تنتظره، وأهمها الحفاظ على الحضور الجيد، الذي قدمه الفريق في المواسم الأخيرة، وبلوغه نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية، ومن جانبه يسعى العشير ليكون في الموعد، خاصة أنه بات يتحمل مسؤولية قيادة هجوم الفريق، بعد رحيل مجموعة من اللاعبينّ، وهو ما يؤكده في حواره. 

 ــ تأهل مهم ذلك الذي حققتم أمام أشانطي غولد الغاني، كيف كانت المواجهة؟
 «كنا نعرف أن المواجهة ستكون صعبة إعتبارا لقوة الخصم وكذا نتيجة الذهاب حيث إنهزمنا 1/3، لذلك كان لا بد من وضع كل إمكانياتنا لتجاوز هذه النتيجة، والبحث عن بطاقة التأهل، الذي أعتبره مستحقا نظير المستوى الذي قدمناه، طيلة المواجهة، حيث كنا الأفضل ن جميع المستويات».

 ــ ربما شعرتم بنوع من الضغط، أمام صعوبة المهمة؟
 «فعلا كانت المباراة صعبة خاصة أن الهاجس الذي كان يؤرقنا هو تجاوز نتيجة الذهاب والتسجيل، لكننا كنا متأكدين من قدرتنا على الفوز، خاصة أننا كنا مدعمين بجمهورنا، كما أننا واجهنا من قبل، مثل هذه الصعوبات، ونجحنا في تجاوزها، ناهيك أنه لم يكن من حقنا أن نستسلم ويتوقف مسارنا عند هذا الدور، حيث وضعنا كل إمكانياتنا لحجز بطاقة التأهل».

 ــ هل يمكن اعتبار أن نهضة بركان بات يملك المناعة الإفريقية للذهاب بعيدا في المنافسة؟
 «نهضة بركان تألق في كأس الكونفدرالية، وبلغنا في الموسم قبل الماضي دور الربع، ثم النهائي في النسخة الأخيرة، ما يؤكد أن فريقنا بات يجد له مكانا في المنافسة الإفريقية، وله الإمكانيات للذهاب بعيدا، ورغم ذلك، يجب أن نشتغل ونستعد لما ينتظرنا، خاصة أن كل الأندية الإفريقية، اليوم أصبحت تعرف نهضة بركان ومكانته القارية، والأكيد أن خصومنا سيعدون لنا العدة، ما يؤكد أن مهمتنا لن تكون سهلة مستقبلا».

 ــ واضح أن هناك ضغط منكم تتحملونه للوصول إلى أبعد نقطة في المنافسة؟
 «فعلا، لم يعد من حقنا التراجع، كما أننا نعرف أن شهية الجمهور قد إنفتحت على المنافسة القارية، ناهيك أننا ندخل المنافسة بثوب الوصيف، ما يؤكد أن ليس مسموحا منا أن نتراجع وأن لا نقدم المستوى المطلوب، نتمنى أن نكون في الموعد وأن نحافظ على صورتنا الجيدة».

 ــ أكيد أن ما يدفعكم للظهور بمستوى جيد في كأس الكونفدرالية، هو خروجكم المفاجئ من كأس العرش؟
 «فعلا لقد تحسرنا لإقصائنا في الكأس، خاصة أننا نشارك بصفتنا صاحب اللقب، وكنا أيضا نخطط للذهاب بعيدا في المنافسة، لكن مشوارنا توقف مبكرا، وهو ما فرض علينا أن نبحث عن التعويض في باقي المنافسات، إذ لم يعد أمامنا سوى البطولة وكأس الكونفدرالية».

 ــ كيف استقبلتم رحيل المدرب منير الجعواني المبكرة؟
 «أولاً يجب التذكير أنَّ منير الجعواني، حقق إنجازات تاريخية، ويعتبر جزءًا من تاريخ النادي أمام ما سجله، على غرار قيادة فريقنا لأول لقب في تاريخه، بعد فوزه بكأس العرش، لقد إستفدنا من الجعواني كثيرًا، نظرًا لكفاءته والعمل الذي قام به، وسيظل عالقا في ذاكرتنا، أما التغيير فأعتبره جزء من اللعبة».

 ــ ألا تخشوا أن يؤثر على الفريق هذا التغيير خاصة مع إنطلاق الموسم؟
 «التغيير، جاء في بداية الموسم، ما يعني أن هناك هامشًا من الوقت أمام المدرب الجديد طارق السكتيوي، من أجل وضع فلسفة عمله أمام اللاعبين، وتقريبنا من نهجه التكتيكي، وهو ما تأكد أيضا من خلال بدايته الإيجابية في مواجهة أشانتي، من جانبنا سنعمل نحن اللاعبون على مواصلة الجهود وتقديم الأفضل، ونساعد السكتيوي في مهمته من جميع المستويات».

 ــ كيف ترى التعاقد مع المدرب طارق السكتيوي؟
 «أشتغل مع السكتيوي لأول مرة، ولم يسبق لي أن تدربت تحت إمرته، لكني سمعت عنه الشيء الكثير. إنه مدرب شاب وطموح، وأكيد أن فلسفته الكروية عصرية على غرار منير الجعواني، كما فاز أيضًا سابقًا بكأس العرش مع المغرب الفاسي، لذلك أرى أنه مناسب لفريقينا، وتأكد كذلك من خلال بدايتنا معه، سواء في التداريب وكذا النتائج التي نسجلها».

 ــ راهنت على البقاء مع نهضة بركان، كيف جاءت الفكرة؟
 «فعلا قررت البقاء مع نهضة بركان، تلقيت عروضا محلية وخارجية، قبل أن أقرر البقاء، بعض العرض الجيد الذي قدمه لي المكتب المسير، كما أني راهنت أيضا على الاستقرار، خاصة أني ربطت علاقات جيدة مع مكونات الفريق، وعشت لحظات جميلة مع نهضة بركان، لذلك كانت مجموعة من الأسباب التي حفزتني البقاء». 

 ــ يبدو أن مسؤوليتك أصبحت مضاعفة بالفريق ، خاصة بعد رحيل مهاجمين وازنين على غرار لابا كودجو وقبله الكعبي؟
 «أولا ما يهمني أن أقدم المستوى المطلوب وأن أكون عند حسن ظن الجميع، صحيح أشعر بنوع من المسؤولية الجديدة، في هجوم الفريق، لكن في الأخير نحن نُكون مجموعة، وقوتنا دائما تبقى في روحنا الجماعية، كل لاعب يسخر كل مجهوداته من أجل الفريق، وهذا واحد من أسرار نجاحنا».