لا يوجد من هو اليوم أهل لهذه المحاورة أكثر منه من بين باقي لاعبي البطولة، إنه باختصار يحيى جبران أفضل المحليين على الإطلاق وأكثرهم ثباتا في المستوى وإقناعا في المردود التقني.
جبران أثار في الفترة الأخيرة جدلا واسعا في مناسبتين، الأولى بتلقيه بطاقة صفراء ثانية في الديربي العربي كانت مردافة لغيابه عن الإياب وبعدها الطرد أمام نهضة بركان ولقطة البصق التي التقطت على نطاق واسع واحتاجت لتوضيح.
في الحوار التالي نأخذكم مع جبران لعوالم واسعة من أفكار لاعب ناضج وله طموحات بحجم الجبال...

ــ المنتخب: بداية ونحن نحاورك لا بد وأن نبادر لتهنئتك على العودة مجددا للفريق الوطني، سيما وأن  إصابتك في البليدة وكما قال وحيد هي سبب ابتعادك في الفترة السابقة؟
يحيى جبران: بدوري أتقدم لكم بخالص عبارات الشر على البقاء على مقربة من كل اللاعبين المحليين، شعوري هو مثل أي مرة أكون فيها فخورا وسعيدا بالتواجد في معسكرات المنتخبات الوطنية، هذا شرف كبير ويعكس حجم المكافأة على الإجتهاد والتضحيات.
بالفعل كان لي تواصل مع الناخب الوطني  أكد لي أنه يراقبني ومهتم بي وفور عودتي للعب بعد الإصابة بداية من مواجهة الجزائر في بركان والتي تواجد فيها، حرصت على الرد على هذه الثقة بتقديم مستويات كبيرة وهو ما تم في نهاية المطاف ولله الحمد.

ــ المنتخب: أنت واحد من 3 لاعبين لا غير يمثلون البطولة داخل الأسود، ما الذي يمثله الأمر بالنسبة إليك؟
يحيى جبران: بصدق سؤال محرج لأن الإجابة عنه قد لا تفهم كما ينبغي، صحيح أن صلاحية الإختيار هي للناخب الوطني ومساعديه، لكني وبمنتهى الأمانة أؤكد أن لاعبي البطولة وعدد هائل منهم سيقولون كلمتهم وهذا سيلمسه الجميع قريبا جدا، قد أقول أن هناك بعض الظلم من ناحية المواكبة الإعلامية لكن مع تطور البطولة والمتابعة الحالية، أنا واثق من تغير كبير في المعطيات قريبا.

ــ المنتخب: ما قصدته بكلامي، هل تشعر بقيمة تواجدك رفقة لاعبين فقط من البطولة مع الأسود؟
يحيى جبران: هذا لا شك فيه، هي ثقة ينبغي استثمارها على نحو أفضل ومثالي، كلما تواجدنا مع الفريق الوطني إلا ونحسب لشعب بأكمله قوامه ملايين الأفراد ألف حساب، سعيد جدا بالثقة والإلتفاتة وهذا المكسب يضاعف من مسؤوليتي كي أحافظ عليه.

ــ المنتخب: كيف مرت التحضيرات لمواجهة موريتانيا، وما هي قراءتك للمباراة؟
يحيى جبران: في أفضل الظروف الممكنة، كل شيء على ما يرام من أجواء وتجهيزات وانضباط تام وتفاهم كلي للاعبين وتقيد بالتعليمات، لا أعتقد أن هناك منتخبا في الوقت الحالي يملك كل هذه الأشياء داخل نفس القارة.
أمام موريتانيا وفي أول مباراة رسمية في تصفيات "الكان" لا توجد الكثير من الخيارات، هو خيار واحد هو المتبقي أمام جماهيرنا بتحقيق الإنتصار وبالطريقة والإقناع أيضا.
هناك مؤاخذات وبعض العتاب من الجماهير وهذا حق من حقوقهم لأنهم يريدون متابعة الأسود دائما في القمة وأعتقد أن الإنطلاقة ستكون عبر موريتانيا.

ــ المنتخب: هل تملك القدرة على فرض نفسك أساسيا داخل التشكيل الحالي، أم تراك ستقنع بدور على الهامش؟
يحيي جبران: أنا فرد من المجموعة ومن يملك صلاحية الإختيار هو السيد وحيد، لا توجد فوارق بين اللاعبين والتداريب تتم في أفضل الظروف، كما لا يمكنني أن أتكهن بحظوظي في اللعب.
حين حضرت للمعسكر فعلى أساس أن تكون لي بصمة وحضور قوي وليس كي أكمل اللائحة كما يعتقد البعض.

ــ المنتخب: كيف استقبلت تصريحات وحيد السابقة عن لاعبي البطولة؟
يحيى جبران: سأجيبك بأني إلتمست له آلاف الأعذار ووجدت أن سوء فهم هو ما حدث لا غير، والدليل هو تواجدي رفقة عدد من لاعبي البطولة في المعسكر.
أعتقد أن التعبير خان الناحب الوطني لأنه يتعامل معنا كمحليين بمنتهى التقدير والإحترام وستتأكدون من اهتمامه بلاعبي البطولة في الفترة المقبلة.

ــ المنتخب: نفتح الآن صفحة الوداد، ما تفسيرك لحركة البصقة الشهيرة التي إلتصقت بك خلال مواجهة نهضة بركان؟
يحيى جبران: كلما تذكرت الواقعة إلا وتمنيت غلق صفحتها للأبد، عبركم أتقدم باعتذاري لكل الجماهير المغربية وخاصة الأطفال الصغار الذين يتابعون المباريات عبر الشاشة، لكن بمنتهى الصدق أؤكد لكم أنها كانت حركة عفوية لم أقصد بها أي طرف.
لقد كانت تجسيدا لإلقاء اللوم على نفسي وعدم رضاي على الطرد وكذا ترك الفريق منقوص العدد في تلك الفترة الهامة من المواجهة.

ــ المنتخب: لكن التكييفات صارت في اتجاه آخر كونك توجهت بها للحكم الرداد؟
يحيى جبران: ليس صحيحا، بل منتهى الإفتراء، والحكم الرداد موجود وتقدم بتقريره في الموضوع، لقد كان أول طرد أتلقاه في مسيرتي كلاعب وانفعلت بشكل عفوي ولا إرادي، إذ لم أتحكم في مشاعري.
يحدث هذا لي ولك ولكل البشر في لحظة غضب يمكن أن تقول «تفو»، الفرق أن اللقطة ألتقطت وجرى انتشارها والبعض حاول استغلالها لإدانتي بتكييف تهمة على الجاهز.

ــ المنتخب: رغم ذلك سجلت عليك مؤاخذة كبيرة كونها تمت في مباراة منقولة وثانيا تكررت بعد واقعة إنذارك في الديربي وبشكل مجاني؟
يحيى جبران: للأسف الناس تتعامل مع لاعب كرة القدم وكأنه آلة أو مجرد من المشاعر، لا يقدر البعض حجم الضغط والإستفزاز الذي نتحمله، بل أحيانا التعرض للشتم. 
في ملاعب الكرة العالمية رصدنا صورا عديدة للبصق ولم تقم القيامة، أنا لا أبحث عن مبرر، لكني صدمت للتكييف الذي حاول البعض أن يلبسوه على القصة.
في الديربي أعترف أني أيضا أخطأت وتلقيت إنذارا سيحكم علي بالغياب خلال الإياب، لكن كما قلت لك تحدث أشياء داخل المباريات لا يعلم حقيقتها إلا الله واللاعب.

ــ المنتخب: هل أنت من اللاعبين الذين يسهل استفزازهم بسهولة؟
يحيى جبران: بطبعي أنا إنسان هادئ قبل أن أكون لاعبا هادئا، لكنك حين تلعب لفريق من حجم الوداد مطالب دائما بالإنتصار والألقاب، فهنا يكبر حجم الضغط ومعه هامش الخطأ يتسع.
لن أكشف عن نقاط ضعفي، لكن مثل هذه الأشياء هي دروس للمستقبل قصد الإستفادة منها وتجاوزها إن أمكن.

ــ المنتخب: مررت من تجربة احتراف قصيرة بالإمارات، هل يمكن وصفها بالفاشلة؟
يحيى جبران: قطعا لا، لقد سجلت 5 أهداف في فترة وجيزة، للأسف تواجد الفريق في الصف الأخير فرض علي النظر للمستقبل بشكل مغاير، كان لدي عقد لموسمين والوداد تقدم لشراء ما تبقى من العقد فوافقت على الفور، لم تكن تحربة فاشلة ولست نادما عليها والمحطة المقبلة ستكون مدروسة إن شاء الله.

ــ المنتخب: كسؤال أخير ما الذي تغير بداخلك بعد التوقيع للوداد، وما هي طموحاتك مع الفريق؟
يحيى جبران: اللعب للوداد كأنك تلعب لفريق أوروبي، حيث كل شيء مهيكل وكل شيء مدروس وبعناية، جماهيره هي الأفضل عالميا وتدبيره الإداري أكثر من متميز، داخل الوداد تعلمت التعايش مع الضغوطات وباستمرار واللعب على المسابقات، فلا مجال للإختيار، عصبة الأبطال هدفي المقبل كي نعود للعالمية وهذا هو حلمي مع هذا النادي الكبير.