منكسرا موجوعا بدراما الخروج العربي والتي ما توقعها أشد المتشائمين من أنصاره، وحزينا للكيفية التي فرط فيها ومن خلالها في انتصار تاريخي في الديربي، رحل الوداد صوب الجزائر العاصمة بحثا عن منطلق جديد لرحلة الأمل والتصحيح وباحثا عن مسالك للمصالحة مع الذات والأنصار في عصبة أصبح يعرفها وتعرفه.
إتحاد الجزائر المرتعش والمنهك يستقبل الوداد وفرسانها في ديربي مغاربي ولا أروع وفي لقاء تكرر بين الناديين في ذات المسابقة لأكثر من مرة.

- إنكسار وانهيار
لا يتمنى فريق ما مثل الذي حدث مع الوداد بل ما حدث لم يكن في مباراة عادية ولا مباراة من نقاط ثلاث، بل مباراة فاصلة في كأس غالية وبخروج المغلوب واحتساب فارق الأهداف.
ما قيل عن الرجاء المنتشية سنعكس آيته مع الوداد المنهارة أو الجريحة وقل ما شئت من أوصاف الإحباط واليأس ودرجة الحزن التي ضربت اللاعبين والجمهور بعد تلك الموقعة المجموعة، لذلك كان لا بد من حيز زمني ومن مجهودات جبارة لتجاوز كل تلك الإحباطات والقهر.
إنكسار اشتغل على ترميمه المدرب زوران أكثر من اشتغاله على ما هو تقني وتكتيكي لأن المهم في هذه المعادلة هو أن يصل اللاعبون لمباراة اتحاد الجزائر وقد تجاوزا كل ترسبات الديربي.

ADVERTISEMENTS

- فرمانات حاسمة
بلغة الأتراك كانت القرارات أشبه بفرمانات حاسمة حملت الكثير من الدلالات على أن المسؤول الأول عن الفريق لم يكن راضيا عن الذي حدث ولم يكن مرتاحا لما تابع وعاين.
الإقرار بمسإولية المدرب في نتيجة الديربي لم يكن كافيا لتهوى مطوقة الإقالة على رأسه فنم منحه فرصة الرد عبر هذه البوابة الأفريقية تحديدا، على أن قرارات أخرى موازية كان لا بد منها وفي مقدمتها بطبيعة الحال إعادة الصحابي ليكون بجانبه ويتعاون معه في كافة المناحي وينكب الإثنان معا على جعل محطة الجزائر منطلقا للتصحيح واستعادة التوازن كي لا تتضاعف المتاعب.

- رسالة للاعبين
بوصفهم المسؤول المباشر وبشهادة الجميع عن نتيجة التعادل أمام الرجاء، كان لابد من تحميل بعض اللاعبين مسؤولية التفريط في التأهل أمام الرجاء.
قرارات شملت هبوط اللاعبين محمد نهيري وأنس أصباحي والحارس ياسين الخروبي للفريق الرديف وإلحاقهم في إجراء عقابي بفريق الأمل مع الحث على إمكانية تصعيد العقوبات في حال عدم الإمتثال وهي رسالة للبقية على أنه من يحمل قميص الوداد عليه تحمل الضغوطات حلوها ومرها. 
هذه الرسالة سيتم فك شفراتها بداية من مواجهة اتحاد العاصمة، لأن ردة الفعل التي سينتجونها ستكون حاسمة وعاكسة لمدى استيعابهم مضمونها.

- الإنتصار شعار
حتى وإن كانت المباراة ديربي ثاني سيخوضه الوداد وهذه المرة بملمح أفريقي عربي، وخارج الديار إلا أنه مطالب بالإنتصار لعدة أسباب تحمل وتلخص فيما يلي: لتجاوز مسببات الحزن للأنصار ولاستعادة الثقة وللمصالحة مع الذات والإدارة ولضمان تموقع جيد قبل استهلال رحلة القبض على الصدارة التي أصبحت أمرا اعتياديا للفريق في النسخ السابقة وهذه المرة سيكون الأمر غير مسبوقا في تاريخ أمجد الكؤوس، لو ينهي الوداد دور المجموعات متصدرا للمرة الخامسة تواليا وليحقق ذلك عليه العودة من ملعب اتحاد الجزائر بالإنتصار.
ولئن كان يبدو هذا الأمر صعبا بعض الشيء قياسا بحساسية المواجهة التي سيحتضنها ملعب مصطفى تشاكر إلا أنه لا توجد خيارات أمام اللاعبين لإبراق رسالة المصالحة مع الأنصار.

ADVERTISEMENTS

البرنامج
عصبة الأبطال
الجولة 1 من دور المجموعات
السبت 30 نونبر 2019
الجزائر: ملعب مصطفى التشاكر: س17: اتحاد الجزائر ـ الوداد البيضاوي