بمعنويات في العالي وبنشوة العبور الملحمي أمام الوداد عربيا، يطل الرجاء في ملعب الرعب الذي سيشهد تواجد أعداد قياسية لمباراة بشباك مغلق.
الرجاء الإفريقي هذه المرة وليس العربي يستقبل الترجي أحد أفضل ضحاياه وفريسته التي تستهويه. في مستهل الظهور في دور المجموعات التي غاب عنها لسنوات طويلة وأمله كبير في أن يستثمر ما تحصل عليه أمام الوداد معنويا في هذه المسابقة التي تستهوي أنصاره بشكل كبير.

- الترجي مجددا 
إنه النادي التونسي الأكثر احتكاكا بالفرق المغربية مع نجم الساحل بطبيعة الحال، الفريق الذي واجه الفرق الوطنية هذا الموسم في أكثر من مرة وأكثر من مسابقة.
الترجي واجه الرجاء شهر مارس في السوبر الإفريقي وخسر بهدفين لواحد في الدوحة  فضاع عليه حلم الثنائية بعد تتويجه السابق أمام الأهلي المصري بلقب عصبة الأبطال.
وعاد ليواجه الوداد في نهائي أمجد الكؤوس بين موقعة الرباط التي انتهت بتعادل ساهم فيه الحكم جريشة وإياب مسروق بهدف البلايلي ورفض غاساما بكاري لهدف الكرتي.
ثم عاد ليواجه أولمبيك آسفي في مبارتين في دور الثمانية لكأس محمد السادس للأبطال ويتعادل معه بذات النتيجة 1ــ1 ويخير رهان التأهل بضربات الترجيح.
لذلك هي مواجهة سادسة مع الأندية المغربية هذا العام و العداد مفتوح لمزيد من اللقاءات مع هذا الزيون التونسي.

- ضحية مفضلة
حتى وإن كان من الفرق الإفريقية ذات التاريخ العريق والأسماء اللامعة التي مرت منه وبألقابه وكونه القوة الكروية الأولى بالشقيقة تونس، إلا أنه يعد ضحية مفضلة للفرق المغربية.
فإذا استثنينا الوداد والذي لم يحالفه الحظ في مواجهة هذا المارد في 3 نهايات بين العربي والأبطال، فإن الترجي مقابل هذا خسر 3 نهايات قارية أمام الفرق المغربية.
خسر من الرجاء منافسه المقبل في المنزه سنة 1999 في نهاية شهيرة لعصبة الأبطال أكملها النسور منقوصين من عميدهم جريندو وبعدها عاد ليخسر نهاية أخرى وهي السوبر الإفريقي على رادس هذه المرة من المغرب الفاسي ثم أقصي من أولمبيك آسفي السبت المنصرم في رادس في كأس محمد السادس للأبطال وبينهما خسر السوبر الإفريقي في الدوحة من النسور أيضا، لذلك إن كانت هناك من ضحية مفضلة للرجاء تحديدا فهي الترجي وبلغة الأرقام والمواعيد الكبيرة.

- سحر الريمونطادا
يدخل الرجاء مباراته المقبلة منتشيا بإكسير الحياة المتمثل في الريمونتادا التاريخية والتي كان لها مفعول السحر على لاعبيه بعد العودة المجنونة أمام الوداد وبكيفية لن تنساها كتب تاريخ الكرة العربية، بل وحتى العالمية.
بفضل هذه الريمونطادا إذن سيدخل الرجاء مباراته أمام الترجي وهو مصمم علىأن يواصل نفس العزف الرائع على وتر الإحتفالية والإنتصار.
ولو يكتب للجاء أن تنتصر في مباراة السبت فهذا يعني ضرب سرب من الحمام بحجر واحد، بل يعني أن الرجاء سيضع أشرس منافسيه في مجموعته المرعبة هذه خلف ظهره ومبكرا لأن طريق التأهل للدور الموالي لا يحتمل أخطاء في الحسابات ولا هامشا من التنازل عن النقاط الملعوبة داخل الديار.
ما حدث أمام الوداد كان ملهما لجمال السلامي ليؤكد أن العبور العربي هو أفضل أنواع الديكليك التي من الممكن أن تحمل له كهدية مع بداية المشوار.

- أولاد السويقة وملعب الحقيقة
هذا ليس ملعب رادس، هذا ملعب الحقيقة وفيها تتساوى الأقدلم و لغة الإنتصار لمن يستحق ولمن يجتهد ولمن يطارد الفوز بشرف لكن في ظروف أقل ما ستوصف به كونها مرعبة لكل الزوار.
الدربالي وبنشريفية وباقي المخضرمين الذين ضمهم الشعباني لكتيبة المكشخين أو أولاد السويقة مدركون تمام الإدراك أنهم سيواجهون أرمادة يقودها الفنان محسن متولي وغايتها بل هدفها الوحيد أو الأوحد هو الفوز ولا شيء سواها، أولا تتويجا لمسار الصحوة وثانيا لضمان تموقع مريح في المقدمة قبل أن تتعقد لعبة الحسابات.
اكتمال صفوف الرجاء بتواجد بانون والزنيتي في الخط الخلفي ونغوما والشاكير في الوسط ومالونغو ورحيمي ومتولي في الهجوم مع البدائل المتاحة والقادرة على رسم الفارق مقابل الإنكسار والإنهيار المعنوي المسيطر حاليا على لاعبي الترجي، يقودنا وبإسم المنطق لتصور أفضلية النسور، بل سيكونون مدعومين من جحافل ستحضر وبشكل يفوق كل التوقعات لدعم ناديها في أول إبحار للسفينة في عرض سواحل المجموعات.
لذلك الرجاء في الرجاء لتحق الرجاء في مواجهة الترجي الذي حرم الوداد من لقب العصبة الذي كان يستحقه وأن يبصم رجال السلامي على مباراة كبيرة تزكي الصورة التي ظهروا بها في الديربي العربي.

- البرنامج
عصبة الأبطال الإفريقية
الجولة 1 لدور المجموعات
السبت 30 نونبر 2019
الدار البيضاء: مركب محمد الخامس: س20: الرجاء البيضاوي ـ إنيمبا النيجيري