لم يكن أكثر المتشائمين في صفوف الرجاويين يتوقعون على الإطلاق أن تصاب النسور الخضر في مقتل! وهو يستقبلون الترجي التونسي في الجولة الأولى من منافسات دور المجموعات بعصبة أبطال إفريقيا.. لا لشيء سوى لأن فريق الرجاء اكتسب الكثير من الثقة والحماس عقب التأهل التاريخي والانتفاضة المدوية التي عرفها إياب ثمن نهائي كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال أمام الوداد، ثم الانطلاقة القوية التي وقع عليها النسور في الدورين التمهيديين لمسابقة العصبة، الأولى أمام بريكاما يونايتد الغامبي، حيث عادوا بتعادل ثمين من غامبيا في الذهاب (3 – 3)، قبل أن يسجلوا رباعية نظيفة في الإياب بالدار البيضاء (4 – 0)، والثانية أمام النصر الليبي حيث فازوا في الذهاب خارج الديار (3 – 1) قبل أن يكتفوا بالتعادل على أرضهم (1 – 1) ويتأهلوا لدور المجموعات.

لكن الكبوة المدوية التي وقع فيها النسور بعقر دارهم وأمام جماهيرهم، والخسارة التي تلقوها وهو يستقبلون الترجي التونسي (0 – 2) طيرت النوم من جفون الكثير من المناصرين! ولم تكن الخسارة من حيث الرقم فقط سبب تذمر وغضب الرجاويين، ولكن أيضا الطريقة التي خسر بها الفريق، والأخطاء الكارثية التي ارتكبها النسور وخصوصا على مستوى الدفاع.

وقد كان جمال السلامي مدرب الرجاء صادقا مع نفسه وشجاعا إلى أبعد حد عندما اعترف بأن فريقه ارتكب أخطاء قاتلة، وغير مقبولة إطلاقا، على مستوى الدفاع. ويجب على الرجاويين الاعتراف أيضا بأن "كارثة" الدفاع في صفوف الخضر ليست وليدة مباراة الترجي، ولا المباريات التي قبلها، لكنها تكاد تكون نقطة الضعف القاصمة لظهر النسور منذ فترة.

أخطاء الرجاء القاتلة دفاعيا تكررت كثيرا، وفي أكثر من مباراة حاسمة، لكن لا أحد من المدربين السابقين امتلك الجرأة ليقوم بالتصحيح السليم، ويُقوِّم الإعوجاج حتى لو تطلب ذلك إجراء تغييير بشري على صعيد بعض المراكز.. وهو ما يتطلب من جمال السلامي تغيير الوضع حاليا، وإحداث "انقلاب" جذري على خط الدفاع، تفاديا لتكرار الأخطاء القاتلة التي يدفع الفريق، في كل مرة، ثمنها باهضا جدا!!