إذا ما وضعنا كفة المحترفين المغاربة في الميزان وقارنا مثلا بين حضور وتمثيلية وإضافة أسود فرنسا ونظرائهم من هولندا، سنجد أن الفوارق شاسعة والكفة مائلة بشكل كبير لفائدة مغاربة "الليغ1 و2" على حساب ممثلي "الإيرديفيزي".
صحيح أن الجالية المغربية بهولندا وفرنسا تحطمان كل الأرقام القياسية وتعتبران مصدر فخر وقوة وتخدمان الوطن على كافة الأصعدة والمجالات، إلا أن ميدان كرة القدم لا يعرف المساواة، وتتفوق فيه جالية فرنسا بشدة بل وتقدم إضافة مضاعفة عدة مرات.
فمنذ التسعينيات من القرن الماضي وإلى حد الآن نجد مئات المحترفين المغاربة بفرنسا يؤتثون العرين ويتواجدون بإكتساح في كل اللقاءات والبطولات، في وقت لا يتجاوز الحضور الهولندي بضعة أفراد، وصور التأكيد غزيرة جدا لعل أبرزها ما ضمه الفريق الوطني في "كان 2017" بالغابون، حينما تواجد 11 لاعبا من أبناء جالية فرنسا مقارنة مع لاعبين فقط يمثلان جالية هولندا هما بوصوفة والأحمدي.
وتعود أسباب هذا الإكتساح الفرنسي للهولنديين منذ سنوات، إلى عدة عوامل قد نفسرها أولا بتواجد مدربين فرنسيين أو ناطقين بالفرنسية على رأس الفريق الوطني (خاليلودزيتش، رونار، غريتس، روجي لومير، هنري ميشيل، كويليو، كاسبارزاك)، ثم المتابعة الأكبر "لليغ1" وقربها من الجمهور المغربي مقارنة مع "الإيرديفيزي"، والفوارق الشاسعة بين البطولتين من ناحية الندية والجودة والتشويق والقوة، إضافة إلى تألق أسود فرنسا محليا وأوروبيا وإحترافهم سنويا في أبرز البطولات والأندية القارية، الشيء الذي يفشل فيه أشبال هولندا الذين ينتحر جلهم فور الخروج من أحواض الأراضي المنخفضة، دون إغفال عدم إستقرار مستواهم طيلة سنوات وعجزهم عن الإقناع في أغلب الأحيان داخل الأدغال الإفريقية.