يمضي الدولي المغربي السابق ومساعد الناخب الوطني، مصطفي حجي حجره الصحي بمدينة مراكش بجانب أفراد عائلته، في تواصل مع دائم الناخب الوطني وحيد، حيث يجري التريب بينهما للمرحلة القادمة حالما تزول جائحة كورونا، مصطفي حجي يرسم يومياته في الحجر ويبدي فخره بمغربيته:
"الحجر الصحي، أمضيه مع العائلة هنا بمراكش، مع الزوجة والأولاد، لحسن الحظ أننا مجتمعون، نحن في غاية الإنضباط والتقيد بالتعليمات الطبية، ولا نغادر البيت إلا للضرورة القصوى، وأملي أن نتجاوز سريعا هذه الوضعية وتعود الحياة إلى طبيعتها. 
وبرغم ما أعيشه وغيري من قلق جراء هذه الوضعية الإستثنائية، إلا أنني فخور ببلدي لأنه لقن العالم درسا، في استحضار البعد الإنساني عند التعاطي مع الجائحة، فجلالة الملك محمد السادس حفظه الله من البداية وضع صحة وأمن وسلامة المغاربة فوق كل اعتبار وهذا ما لم تفعله دول كانت تريد في السابق أن تعطينا دروسًا في الحكامة الجيدة.
نطالع في كل يوم التدابير التي تتخذها السلطات المغربية بتوجيهات ملكية سامية، من أجل السيطرة على الوباء، ونشاهد كيف أن مستشفيات ميدانية تبنى في ساعات من طرف قواتنا المسلحة الملكية الباسلة وكيف أن المغاربة متضامنون بشكل رائع من أجل إغاثة بعضهم، هذه الصور الإنسانية الرائعة والتي هي من صميم تقاليدنا وموروثنا تنتقل في لحظات للعالم فكيف لا يزداد إعجابهم بالمغرب".
وبخصوص الحاجة الماسة إلى أن يكبر وعي المغاربة بخطورة الوباء، ما دام أن السيطرة عليه تحتاج إلا كثير من الإنضباط والمواطنة، يقول حجي:
"بالطبع، نحن نخوض معركة ضارية، سلاحنا فيها الإنضباط والتقيد الصارم بالتعليمات الطبية، وطريقنا للإنتصار يمر من تضماننا ومن احترامنا للحجر الصحي فهذه أرقى مظاهر المواطنة بحسب رأيي، إن العزل ليس خوفا ولكنه شجاعة، فأنت باحترامك للحجر، تحمي نفسك وأبناءك ومن يحيطون بك وتحمي وطنك، لذلك أدعو المغاربة لكي يصمدوا أكثر ولا يغادروا معازلهم الصحية إلا للضرورة القصوى وعند مغادرة البيوت لابد وأن يضعوا الكمامات فهي إجراء وقائي ناجع". 
وعن انخرطه إسوة ببعض النجوم الرياضيين في حملة التضامن مع الأسر الهشة والمتضررة، يقول مصطفى حجي:
"أنا إبن هذا الوطن وفخور بالإنتماء إليه، وأنت تذكر جيدا كيف أنني كنت جازما في اختياري اللعب بقميص وطني المغرب سنة 1993 برغم أنه كان معروضا علي أن أحمل وقتها قميص المنتخب الفرنسي، وقتها لم يضغط علي أحد، استمعت لصوت القلب، وأنا الآن فخور وكل أفراد أسرتي بأنني استمعت لصور العقل.
لا أستطيع أن أصف لك كم السعادة التي أشعر بها وأنا في بلدي المغرب، بين أهلي وأحبابي خادما لوطني ولملكي.
ما نقوم به هو من أصل تربيتنا وثقافتنا وموروثنا، لا يمكن أبدا أن آكل لحد التخمة وحولي أناس جوعى، لا أقبل بذلك إطلاقا.
للأمانة فنحن لنا مبادرات إنسانية لا نريد الكشف عنها ابتغاء مرضاة الله لأنها خالصة لوجهه، ولكن عندما نكشف عنها فلكي نحفز غيرنا، بهدف إشاعة التنافس على فعل الخير، وكل زملائي وأصدقائي من أبناء جيلي ومن نجوم اليوم، يفعلون ذلك ولا يحبون أن يشيع الخبر بين الناس، لأنهم يرفضون التباهي والمراءاة".