"الكاف" في ورطة بسبب تواريخ التصفيات
كيف السبيل لتفادي شبح التأجيل؟

بعدما تأجلت بطولة كأس إفريقيا للمحليين ونصف نهائي عصبة الأبطال وكأس الكونفدرالية حتى إشعار آخر، بدأ الحديث إعلاميا عن إمكانية تأجيل كأس أمم إفريقيا 2021 بالكامرون بسبب تكالب الظروف والأسباب القاهرة، في وقت يبدي فيه "الكاف" عنادا وإصرار على الإبقاء على موعد العرس في تاريخه.

تتبقى 8 أشهر لكن..
يقول بعض المحللين أن موعد كأس أمم إفريقيا مطلع 2021 ما يزال بعيدا ومن الجور الحديث عن تأجيل "الكان" من عدمه، لكن النقاد الذين يتعمقون في تحليل المعطيات والأرقام يشيرون إلى أن مصير البطولة القارية سيتم الحسم فيه قبل نهاية منتصف العام الجاري.
فرغم أنه تتبقى أزيد من 8 أشهر على إنطلاق الحدث الذي ينتظره الأفارقة كل سنتين، ورغم أن جائحة "كورونا" قد تخف لتعود مياه الحياة الطبيعية إلى مجاريها خلال الأشهر القادمة، إلا أنه يستحيل أن ترجع الجماهير بنفس الوثيرة والأعداد إلى الملاعب قبل السنة القادمة، ويستحيل أن تُقام بعض المباريات الدولية وفق الشروط والضمانات التي تطلبها "الفيفا"، كما أن منظمة الصحة العالمية تدعو إلى عدم المغامرة بحياة وصحة اللاعبين والمدربين والحكام والمرافقين من أجل دولارات المستشهرين والرعاة.
8 أشهر مدة طويلة في إعتقاد عموم الناس وبعض المحللين لكنها قصيرة جدا بالنسبة لمسؤولي كرة القدم في إفريقيا والعالم، بالنظر للإرتباطات الكثيرة والضرورية أبرزها مراحل التصفيات.

مصير غامض للتصفيات
إرتباك كبير حاصل في المنظومة الكروية حاليا قاريا ودوليا، وغموض شديد يلف تصفيات كأس أمم إفريقيا 2021 والتي لم تمض منها سوى جولتين من أصل 6 جولات، علما أن قرعة نهائيات البطولة كان مقررا لها نهاية شهر أكتوبر المقبل.
ولأن الجائحة فرضت تأجيل الجولتين الثالثة والرابعة خلال شهر مارس الماضي، فإن المقترحات كانت تسير نحو إقامة الأربع جولات المتبقية أشهر شتنبر وأكتوبر ونونبر تواليا، والتعامل بمنطق الإستثناء مع الإقصائيات في هذا العام الإستثنائي، وضغط أجندة المواعيد بعد التقدم بطلب إلى "الفيفا" لسحب تواريخ تصفيات كأس العالم 2022، حفاظا على نهاية تصفيات كان 2021 في موعد أقصاه شهر نونبر، بغية التوجه نحو تنظيم التظاهرة في موعدها المحدد سلفا أي يناير وفبراير 2021.
لكن كل ما طبخه "الكاف" قد يذهب أدراج الرياح، بعدما ناقش الإتحاد الدولي لكرة القدم مؤخرا إمكانية تأجيل جميع المباريات الدولية خلال السنة الجارية، وعدم السماح بإجراء أي مباراة بين المنتخبات في مختلف القارات، وهو الكابوس الذي يفزع رئيس "الكاف" أحمد أحمد وجهازه.

المسؤولون ينتظرون
يرى الفيفا ومعه المنظمات العالمية أن تأجيل كأس أمم إفريقيا شر لا بد منه إن لم تزل غيمة "كورونا" خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وأن "الكان" قد يلحق بالعديد من البطولات القارية والتظاهرات العالمية التي تأجلت كبطولة أورو2020 وكوبا أمريكا والألعاب الأولمبية وغيرها.
ولأن مصير الأفارقة ليس بأيديهم فإن الجلوس في قاعة الإنتظار والتوصل بالقرارات العليا، سيكون حال اللجنة التنفيذية للإتحاد الإفريقي لكرة القدم التي تجهل تماما ما سيحدث في الأمد القريب وحتى المتوسط، ولا تعلم حتى موعد إجراء نصف نهائي عصبة الأبطال وكأس الكونفدرالية الذي كان مقررا له مطلع شهر ماي الجاري.
رئيس "الكاف" أحمد أحمد متشبت بموعد "الكان" الذي سبق وأن تم تغييره من يونيو إلى يناير لعامل المناخ، لكن السلطة الأولى ل"الفيفا" التي تأمر الإتحادات القارية بناء على تقارير ومعطيات الحكومات ومنظمات الصحة ولجان مراقبة الوباء، وسينتظر المسؤولون الأفارقة ما ستسفر عنه الإجتماعات القادمة، ومدى صحة مقترح الفيفا بإلغاء الأجندة الدولية كاملة لهذه السنة.

التأجيل مضر ومعقد
إذا أجبِر "الكاف" على تأجيل كأس أمم إفريقيا بالكامرون بسبب إستحالة إستكمال مشوار التصفيات، وكذا القضاء نهائيا على جائحة "كورونا"، فإن الورطة ستكون عظمى والخسائر ستكون فادحة للجهاز الكروي الذي يستمد أرباحه الكبرى من هذا الحدث.
فمن المستحيل تنظيم "الكان" صيف 2021 بالكاميرن وإلا ستسقط "الكاف" في التناقض، كما يستحيل أيضا أن تُقام البطولة في نفس التواريخ التي ستُقام فيها أيضا بطولات أوروبا وأمريكا اللاتينية ومونديال الأندية في حلته الجديدة.
أحمد أحمد يبحث عن السبيل والحل الأقل تأثيرا، ومستعد لتقبل جميع السيناريوهات إلا التأجيل، كونه سيحمل الضرر العميق وسيعقد أجندة كل المنافسات القارية للأندية والمنتخبات، فسيحكم على "الشان" بالزوال وسيعرقل مسار العصبة وكأس الكاف، وقد يلغي نهائيا كأس أمم إفريقيا في نسخة الكامرون 2021، أو يؤجلها حتى عام 2022 أو 2023، مما سيحدث فوضى تنظيمية وخللا في المخططات وتهديدا صريحا بالإفلاس.