ما شهدته جلسات إستماع التي عقدتها محكمة التحكيم الرياضية الدولية  "طاس" في قضية الوداد ضد الترجي التونسي، كان برنامج " قهوة سخونة" الذي يبث على قناة " المنتخب" تي في قد وقف عند أهم التحولات التي ستعرفها هذه الفضيحة قبل 9 أشهر، بداية بحلقة حملت عنوان" الطاس تقلم أظافر الكاف"، بعد أن كانت لجنة الطوارئ قد إجتمعت بباريس وقررت ألا تعاد المباراة وأحالت الملف على " الطاس" والتي قال فيها الزميل مصطفى بدري بأن إفريقيا لا تحترم المؤسسات بعد أن كانت لجنة الإنضباط قد أحالت الملف على " الطاس"، في الوقت الذي كانت تعيش فيه الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم فترة " الحجر " من الإتحاد الدولي لكرة القدم، وبعد ذلك تعيد المحكمة الدولية الملف للكونفدرالية لكونه شأن إفريقي.
وأشار الزميل مصطفى بدري وبالضبط يوم 01 غشت 2019 بأن " الطاس" أعادت الملف للجنة المختصة داخل الكاف، وهي اللجنة التأديبية، وآنذاك لم تكن للمكتب التنفيذي للكاف الصلاحية في إعطاء رأيه، وإعتبرها صفعة توجه للكاف في هذا الملف.
وتسايرت الأحداث وعادت " قهوة سخونة" لتنبش في هذه الواقعة، وقدمت وقائع جديدة يوم 09 غشت 2019، حيث عرى الزميل مصطفى بدري ما كان يجري داخل دهاليز الكاف، حيث إستغرب الزميل بدري كيف للجنة الإنضباط هي التي تكلفت بالملف وليس لجنة  المسابقات، وكشف في ذلك التاريخ بأن أحمد أحمد لم يكن هو من إتخذ القراربعد أن أعادت " الطاس" له الكرة، ومن إتخذه السينغالية فاطمة سامورا الكاتبة العامة للإتحاد الدولي لكرة القدم التي كانت مكلفة بتسيير الكاف، وخلص الزميل بدري على أن الوداد كان ضحية تصفية الحسابات في الوقت الذي كان أحد القضاة قد كشف بأن الوداد يستحق اللقب، أو في حال تعقدت الأمور تعاد المباراة، وفوق ذلك كان هناك إنتقام من رئيس الكاف لكي يحترم المؤسسات واللجان المختصة.
وتستمر الحكاية عندما لم تأخذ لجنة الإنضباط بالملف المتكامل للوداد وحيثياته ضدا في المكتب التنفيذي للكاف لكون القرار ليس من إختصاصه، وعندما عاد الوداد لإستئناف الحكم تبين للطاس بأن هناك سوء تفاهم داخل الكاف.
ولإستعادة الشريط الذي يدين الترجي لابد من التذكير بالأحداث التي شهدتها مباراة الرجاء والترجي الشهيرة عام 1999 في نهائي العصبة وما شهدتها من أحداث، وظلم تحكيمي بتواطؤ مع سليم شيبوب رئيس الجامعة التونسية السابق، وهنا نستحضر غيرة إعلامي رياضي مغربي غيور على وطنه والذي كان متواجدا مع المكتب التنفيذي للكاف حيث أخبر مسؤولي الرجاء منهم المرحومين أحمد العسكي ورشيد البوصيري، ثم الحاج حنات الذي مازال على قيد الحياة وأيضا الزميل الإعلامي رشيد جامي، ما كان يطبخ بين سليم شيبوب رئيس الجامعة التونسية الأسبق ورئيس لجنة التحكيم بالكاف آنذاك المرحوم الصومالي فرح آدو الذي كان أيضا نائبا لرئيس الكاف وعضوا بالفيفا وهو ما حدث فعلا مع بداية المباراة.
ولتزكية على كل هذه المعطيات حول سوابق الترجي التونسي " المتعودة" دائما على مثل هذه المسلسلات، لنعود إلى الوقائع التي عرفتها مباراة قلوب الصنوبر الغاني في نهائي سنة 2000 أمام الترجي وهي المباراة التي عرفت أحداث شغب، في 10 دقائق إضطرت فيها عناصر الأمن إلى إستعمال القنابل المسيلة للدموع حتى على المنصة الشرفية لكون الترجي كاد أن يتسبب في كارثة إنسانية، ولاحظ الجميع كيف أن الحارس التونسي تظاهر بالسقوط وإلتجأ للحكم الرابع لحمايته، وهي المباراة التي كان يتواجد فيها الزميل مصطفى بدري الذي نجا من أحداثها بلطف من الله، كما عاد نائب الكونفدرالية الإفريقية الكونغولي كونسطان عوماري إلى فضح الترجي عندما تعود على خلق إحداث تسيء للكرة الإفريقية وخاصة في مبارتي الأهلي والزمالك وقال بالحرف بأن الترجي تعود على خلق هذه الأحداث على ميدانه وهي الشهادة التي قدمها أمام " الطاس" يوم الجمعة الماضية.
الخلاصة تؤكد إدانة الترجي في كل هذه الوقائع وأن الوداد البيضاوي كان ضحية حسابات داخل جهاز الكاف التي تلقت صفعتين، الأولى عدم إحترام المؤسسات والثانية إكتشاف " الطاس" وجود خلافات داخل الهيأة القارية.