مباشرة بعد تأكد خوض مباريات دور النصف النهائي الخاص بعصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم باعتماد المباراة الفاصلة، لم يخف الإعلام المصري الشقيق انزعاجه من خطوة الكاف التي اعتبرها البعض استمرارا لسياسة المحاباة التي تميز علاقة جهاز الكاف بالمشرفين على تسيير الكرة المغربية، فيما شعر البعض بالتذمر إزاء هذا القرار الذي سحب من قطبي الكرة المصرية "امتيازا معنويا" وفق التصور المصري، بسبب أن البرنامج السابق الخاص بدور نصف نهاية "العصبة" منح حق استضافة مباريات العودة للفريقين المصريين، بل هناك من اعتبر أن قرار الجهاز القاري هو مس خطير ب"مبدأ تكافؤ الفرص".
عناوين كثيرة و ضغط قوي ذلك الذي يمارسه الإعلام المصري في الآونة الأخيرة من أجل دفع مسؤولي الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم لإقامة المباريات في دولة الإمارات مستغلا مجموعة من النقاط تأتيكم في هذا التقرير:

• بيان يخلو من مكان إقامة المباريات
هي النقطة التي يحاول الآن الأشقاء المصريون الاستفادة منها، باعتبار أن الكاف لم يحسم بعد في مكان إستضافة المباريات، وهذا ما يجعل موقف الجهاز القاري أكثر غموضا في ظل الاغراءات الإماراتية كما أن التقارير الإعلامية التي ربطت لعب دور قبل النهائي في دولة الكامرون لم تصدر أي إشارات من الكاف لتعزز هذه الفرضية أو ترفضها بل أن أي قرار صادر من الكاف هو مرتبط أيضا بموافقة رسمية من السلطات الكامرونية أخذا بعين الاعتبار الوضعية الوبائية في بلد "روجي ميلا".
بنود الرعاية القوية: الكل يعلم أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر منها جهاز الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم، قد تفرض على هذا الأخير الرضوخ لمنطق "البيزنس و الماركتينغ" و قبول العرض الاماراتي عبر السماح لإقامة المباريات في دولة الإمارات للإستفادة من العوائد المالية الكبيرة التي قد تضخ في أرصدة الكاف المالية كما حدث في نسخ "سوبر الدوحة" الأخيرة.

• امتياز الحضور المصري
من العوامل التي تجعل الاعلام المصري يتبنى و يدعم بقوة خوض بقية منافسات العصبة أن الجالية المصرية تحضر بكثافة في الإمارات وبأعداد كبيرة مقارنة بالجالية المغربية، ففي حال السماح للجمهور بحضور المباريات رغم ضعف حدوث "هذا السيناريو" فإن الأفضلية على مستوى عامل الجمهور تميل لفائدة المصريين.

• السوبر المصري تقليد إماراتي
ولأننا تحدثنا عن عامل الجمهور أولا فإن عامل الأرض أيضا يميل للطرف المصري بسبب أن الإمارات تعودت في السنوات الأخيرة على تنظيم تظاهرات رياضية متنوعة يكون طرفها الجانب المصري، ولعل أبرزها مباريات السوبر المصرية منذ سنة 2015، حيث تعود كل من الزمالك و الأهلي على الأجواء الإماراتية ولعب المباريات على أرضية "استادات" الإمارات العالمية.