ها هي عصبة الأبطال الإفريقية ترفع ما جثم على صدرها من أثقال التأجيلات وتطرد لعنة أصابتها فقلبت الوصفات والمقترحات والسيناريوهات، إلى أن استقر الرأي على من نحن اليوم بصدده، أي أن تجرى هذه العصبة في دورها نصف النهائي بالمغرب ومصر في جولتي الذهاب والإياب وأن يحتكم النهائي في مكانه لما ستفضي إليه مباريات المربع الذهبي..
طبعا لم نكن لنسائل الكونفدرالية الإفريقية على المتاهة التي دخلتها في تحديد شكل نهائي لعصبة الأبطال، منذ أن حلت بنا جائحة كورونا، لأنها ليست معزولة عن عالم يعيش على وقع الإستثناء، لولا أن الكاف لغاية الأسف كرست نفس حالات الإرتباك والتوهان وهي تدبر حالة الإستثناء، فهدا المربع الذهبي نكل به من فرط كثرة التوقيتات والأنماط والبرامج.
لا علينا، فعصبة الأبطال ستعيش أخيرا الأسابيع الثلاثة الحاسمة التي ستنتهي بإجراء اللقاء النهائي، لذي سيدلنا على من سيكون بطل هذه النسخة "الكورونية". وقطعا لن ينسينا هذا التسويف ولا هذا الإجترار في وضع الخواتم لأرفع المنافسات الإفريقية، ما يميز هذا المربع الذهبي، بل ما يجعله استثناء جميلا في تاريخ الأبطال.
بالطبع، الإستثناء لا يكمن في أن نصف النهائي عربي خالص، فهذا مشهد تكرر كثيرا كدلالة على هيمنة أندية شمال إفريقيا ذات الهوية العربية على مسابقة عصبة الأبطال منذ ردح من الزمان، ولكن الإستثناء يكمن في أن نصف النهائي مغربي ومصري، بل إنه يعرف حضور  أقطاب الكرتين المغربية والمصرية،الوداد والرجاء من جهة والأهلي والزمالك من جهة ثانية.
هذا التميز والحضور اللافت والتواجد في السباق الأخير نحو اللقب بعلامة الجدارة الكاملة، دليل قوي على أن الكرتين المغربية والمصرية يكتبان فصلا جديدا في كتاب النبوغ، الدليل الآخر على ذلك أن الأضلاع الثمانية للمربع الذهبي لعصبة الأبطال وكأس الكونفدرالية، يتواجد بينها أربعة أندية مغربية وثلاثة أندية مغربية وثامنهم هوريا كوناكري الغيني.
ولا أحد يمكن أن ينسب هذا التواجد الكمي والكيفي للأندية المغربية والمصرية للصدفة أو إلى أي توصيف سوريالي يتجاوز حدود العقل، لأنه ببساطة دليل على وجود رؤية واستراتيجية.
ومع هذا الحلم المغربي الكبير بمشاهدة نهائي مغربي خالص للعصبة وسوبر إفريقي بين ناديين مغربيين يقبضان لأول في تاريخ مسابقات الأندية الإفريقية على لقب العصبة ولقب كأس الكونفدرالية، يجب أن نتوقع مدى الصعوبة التي ستواكب تحقبق هذا الطموح المشروع، الذي هو نفسه طموح الأشقاء المصريين،  فأن ينجح الوداد والرجاء في الإطاحة بالكبيرين الأهلي والزمالك، فذاك أمر يحتاج لبراعة التخيل التكتيكي ولبلوغ الأداء الجماعي للرجاء والوداد مستويات عالية من الجودة وأيضا لجرعات من الحظ، علما بأن أكبر مؤثر خارجي سيكون غائبا وأقصد بذلك غياب الجمهور عن المباريات الأربع، لأن بوجوده كانت موازين القوة ستختلف..
والأكيد أن جولة الذهاب التي تجرى بالمغرب لن تكون بأي حال من الأحوال، وأيا كانت نتائجها، لن تحدد بشكل قطعي هوية الفريقين اللذين سيبلغان النهائي، إذ سيترك الحسم كاملا لجولة الإياب بالقاهرة، ولو أن الوداد والرجاء سيسعيان أكثر لأن يتفاديا استقبال أهداف هنا في الدار البيضاء.
عموما، هذا المربع الذهبي المغربي المصري، يجب أن يكون جديرا بهذه التمثيلية الإسثتنائية لكرتين عربيتين وإفريقيتين لهما بصمات كثيرة في تاريخ إفريقيا، وحظ سعيد للوداد والرجاء.