نلعب بروح الريمونطادا والقاهرة ستشهد فاصلا منها
خرجنا بسلام من جائحة «كورونا» وأمام الزمالك انتظرونا..

جمال السلامي، هو كتلة من المشاعر والأحاسيس التي تتشابك أغصانها فلا تكاد تعثر لها على جذور، عندما قررت محاورته استكمالا لحوار ما بعد الحجر الصحي، وجدت نفسي أمام رجل خرائط الجمال والفرح عنده تتشابك، لو تحدث بلغة الغزل عن لقب توغل به عميقا في وجدان الرجاويين، لوجدته على الفور يستبدل ذلك بخطاب التمني، لأن أمامه رهان أقوى، رهان المنافسة على لقب عصبة الأبطال.
لا وقت عند السلامي للفرح وللإحتفال، فأمامه مباراة بالقاهرة بطول وعرض الجبال.
عن إلياذة التتويج بلقب بطولة إسثنائية وعن كل المنعرجات الضيقة التي مشى فيها النسور على ارتفاع شاهق، وعن الريمونطادا المنتظرة هذا الأربعاء بملعب القاهرة الدولي لعبور آخر المسالك في مواجهة الزمالك، يدور هذا الحوار مع جمال السلامي المدرب البطل، مدرب الموسم مدرب الريمونطادات العجيبة..
استعدوا للتحليق الجميل مع مروض النسور في جزئه الأول..  

- المنتخب: لا أعرف من أين أبدأ معك، هل من الفرحة باللقب التي استعجلتها الأيام وما تركتك تتذوق حلاوتها؟ أم من عصبة الأبطال التي تمثل لشعب الرجاء رهان الموسم؟
السلامي: حتى أنا اختلطت علي المشاعر والأحاسيس، فنحن في موسم استثنائي غريب الأطوار، ولا أعتقد أننا سنعيش مثيلا له متى كتب لنا العيش على هذه الأرض، ولكن أن نكون أبطالا استثنائيين لموسم إستثنائي فهذا يغمرني وكل الرجاويين بالسعادة، ما يعيد قراءة المشهد بتراجيدياته وهيتشكوكياته ، سيشعر فعلا بما أشعر به بمعية اللاعبين وبمعية شعب الرجاء.

- المنتخب: ما رأيك لو أجلنا قليلا، الحديث عن نجاحك المبهر في إعادة الرجاء لسكة الألقاب الخاصة بالبطولة الإحترافية، وتحدثنا عن هذا الذي ينتظر الرجاء الأربعاء القادم بالقاهرة؟
السلامي: لا اعتراض عندي، فلكل مقام ولكل ظرفية مقال وأعتقد أننا الآن في قلب الحدث الإفريقي.

- المنتخب: بعد 48 ساعة ستخوضون مباراة ستقرر بشأن مصير الحلم الإفريقي، ستواجهون الزمالك المصري بملعب القاهرة الدولي في إياب نصف نهائي عصبة الأبطال ومطلوب منكم الفوز، هل أنتم جاهزون للتحدي؟
السلامي: نحن الرجاء، لذلك لا يمكن إلا أن أقول بأننا جاهزون للتحدي ولتحقيق الريمونطادا بالقاهرة، لا نكترث بما تجرعناه وعانينا منه في الفترة الأخيرة و16 من لاعبينا يصابون بالوباء اللعين، بل وكل الفريق يحكم عليه بالدخول في حجر صحي، لقد كنا في طريقنا للقاهرة للعب مباراة الأياب التي كان مبرمجا لها الأحد 25 أكتوبر، قبل أن تفاجأ بالعدد المهول من الإصابات ما جعل السلطات الصحية تدخلنا كاملي العدد في حجر صحي تنفيذا للبروتوكول الصحي، عموما ما قدر الله وما شاء فعل.

- المنتخب: وكيف سيكون الرجاء جاهزا لمباراة مفصلية وقوية وهو خارج لتوه من الحجر الصحي؟
السلامي: كنا نتدرب بمن تعافى وتشافى وفي كل يوم مع إجراء المسحة الطبية ينضاف لاعبون جدد، من حسن حظنا أن الكونفدرالية الإفريقية قررت نقل المباراة من فاتح إلى رابع نونبر، وهذا أكسبنا وقتا لنسترجع كل لاعبينا، لكي نتوجه صوب للقاهرة بصفوف شبه مكتملة، باستثناء أنس الزنيتي وعبد الجليل اجبيرة اللذين تأخرا في التعافي من الفيروس وسنلعب هذه المباراة من أجل إسم الرجاء وباسم جماهيرنا وباسم من تغيب تحت الإكراه عنا.

- المنتخب: من حسن الحظ أيضا أنك استعدت لاعبين اشتكوا من إصابات عضلية وغابوا عن مباراة الذهاب، كالورفلي والشاكير وبوطيب؟
السلامي: هذا صحيح، لقد نجحنا في تأهيل أغلب اللاعبين في فترة قياسية وهنا أشكر كثيرا الطاقم الطبي الذي بذل مجهودات خرافية ليتجاوز الفريق كل هذه المعيقات التي صادفتنا، وبخاصة أن الخاتمة المجنونة للبطولة الإحترافية استنزفت الكثير من قوى اللاعبين.

- المنتخب: الذين يقللون من حظوظ الرجاء في الوصول للمباراة النهائية لعصبة الأبطال، يعتمدون على خسارتكم في لقاء الذهاب كمؤشر قوي على ذلك؟
السلامي: نحن في النهاية نلعب كرة القدم ولا نشتغل على معادلة رياضية، لو كانت هزيمة الذهاب هنا بالدار البيضاء تحكم علينا بالإقصاء، فلماذا إذا نتجشم عناء السفر للقاهرة؟ أعتقد أن بمقدور الرجاء أن يفعل بالزمالك هناك في القاهرة ما فعله الزمالك هنا بالدار البيضاء، أي أن نفوز عليهم، وسنفوز عليهم، لأننا الرجاء ولأننا نملك الأسلحة البشرية لتحقيق ذلك، والظروف التي سنلعب فيها مباراة الإياب ليست هي بأي حال من الأحوال الظروف التي سنلعب فيها مباراة الإياب بالقاهرة.

- المنتخب: أي ظروف تقصد؟
السلامي: لكم أن تعودوا للسياقات الزمنية التي لعبنا فيها مباراة الذهاب أمام الزمالك، لتدركوا أن ما هزمنا قوة خارجية، مؤثرات لم نستطع السيطرة عليها، لقد لعبنا مباراة الزمالك في الأسبوع الذي انتهينا فيه من بطولة مجنونة وطاحنة، وفي أسبوع كنا نحتفل فيه بتتويجنا أبطالا، والمشاعر هنا كانت جياشة وجارفة إلى الحد الذي أفقدنا تركيزنا الذهني الذي هو من أكثر الأسلحة التي نملك قوة وشراسة.
لقد احتفل الأولاد مع جماهيرهم بلقب انتظره الرجاء سبع سنوات كاملة، لقب تحقق بعد صراع ضار مع المنافسين، ونتيجة لذلك فقدنا كلا من ازريدة ونناخ بسبب أنهما حصلا على نتيجة إيجابية في المسحة الطبية التي سبقت مباراة الزمالك، وأستطيع القول أن لاعبينا خاضوا المباراة منهكين، بل إن منهم من بدأته الأعراض خلال المباراة.
وبرغم هذه الظروف الصعبة، فإن فريقنا قدم شوطا ثانيا رائعا كنا نستحق فيه التعادل على الأقل، لا أريد أن أصوب أصابع المؤاخذة لحكم المباراة فهذا الأمر تولاه مسؤولو الفريق، وإن كنت أعتقد أن الطريقة التي أدار بها المباراة انعكست سلبا علينا..

- المنتخب: ألم يكن ممكنا تأجيل الإحتفالات باللقب لما بعد مباراة الزمالك؟
السلامي: الناس لا يرون بالعين المجردة ما يحدث في الغرف والمعسكرات المغلقة، تذكر أنني قلت لك ونحن في الحجر الصحي، أنه فيما لو عادت البطولة الإحترافية سنكون أمام أجندة نارية إما أن ترتفع بعدها هاماتنا في السماء وإما أن تتكسر أنوفنا.
ما عشناه في ثلاثة أشهر كان جحيما، لم نكن نسمح فيما بيننا بارتكاب أي خطإ يشوش علينا ويبعدنا عن الهدف، بل إن السبعة أسابيع الأخيرة كانت كالمشي على خيط من نار، ومع اقتراب البطولة من نهايتها ومع تعقد الوضعية الخاصة بالسباق نحو اللقب، قوي الضغط، لقد شاهدتم كيف أننا لم نتنفس، من شدة السباق ومن شراسته، بل إن لقب البطولة حسمناه لصالحنا في الدقيقة 90 بعد أن سجل الحافيظي هدف الفوز في مباراة الجيش، بعد كل هذا الحصار، ما كان ممكنا أبدا أن نبقي على اللاعبين في السرداب، فلا أحد كان يضمن بأي نفسية سيلاقون الزمالك.

- المنتخب: أليست اليوم النتيجة واحدة؟
السلامي: تقصد أننا خسرنا المباراة، أنا أقول هناك فرق، وهذا الفرق هو ما يجعلني أقول لك أننا سنفعلها في القاهرة سنفوز هناك وسنعود متأهلين إن شاء الله.

- المنتخب: ألهذه الدرجة أنت متفائل بقدرة الرجاء على قلب ظهر المجن أمام الزمالك؟  
السلامي: أنا واقعي وبراغماتي، ولست كهانا، ولكنني لعبت كرة القدم وخبرتها وبمقدوري أن أقيس وأحدس، نحن نملك كل المقومات لنفوز هناك في القاهرة، لنا أسلوبنا ولنا طريقتنا ولنا نسورنا التي تشعل النار في كل المباريات التي تلعبها.