• 4 فرسان يكتسحون  كأس الكاف وعصبة الأبطال 
• لقب تاريخي للبراكنة وحضور مشرف لأبناء سوس
• نهاية حزينة للقطبين الوداد الرجاء

أكيد  أن نسخة 2020 على مستوى مشاركة الأندية تبقى الأكثر إشعاعا وتألقا في تاريخ المشاركات المغربية، حيث عرفت هذه طفرة نوعية بوصول 4 أندية مغربية إلى المربع الذهبي، بحضور  الوداد والرجاء في كأس عصبة أبطال إفريقيا، ونهضة بركان وحسنية أكادير في كأس الكونفدرالية، وذلك إنجاز جد مهم، يحسب للكرة المغربية، التي كرست نتائجها الإيجابية في السنوات الأخيرة، وسيطرتها على الأدوار النهائية في المنافستين معا. 

• فلاش باك
الأكيد أن الكرة المغربية تألقت قي السنوات الأخيرة، سواء على مستوى كأس الكونفدرالية الإفريقية بدليل فوز الفتح الرباطي وبعده المغرب الفاسي والرجاء، أو على صعيد عصبة أبطال إفريقيا، حيث توج الوداد في السنة قبل الأخيرة بكأس العصبة، كما لعب النهائي في النسخة الماضية، معيدا بذلك البسمة للكرة المغربية، على مستوى  هذه المنافسة الغالية، خاصة أن انتظارها قد طال، واعتبر تتويج الفريق الأحمر سنة 2018، أفضل هدية للجهود التي قامت بها الكرة المغربية، بتطوير اللعبة والدفع بها نحو الأمام. 
وتميزت أيضا السنتين الأخيرتين بتألق الفرق المغربية على مستوى كأس الكونفدرالية الإفريقية، ففاز الرجاء بالكأس في النسخة قبل الماضية، وبلغ نهضة بركان النهائي وانهزم فيه بضربات الترجيح، قبل فوزه باللقب. 

• هاجس التدبير
أكثر ما كان يقض مضجع الأندية المغربية وهي تشارك في المنافسات الإفريقية، هو سوء تدبير المرحلة التي تسبق مشاركتها، ذلك أن أنديتنا كانت تسقط في فخ غياب الإستعداد المعقلن  من جميع المستويات، البشرية والمادية والتقنية، وهو ما كان يؤثر على مشاركتها والنتيجة خروج مبكر من المسابقات. 
والأكيد أن أنديتنا قد استوعبت الدرس جيدا من التجارب السابقة، وعرفت أن زمن الصدفة قد ولى، وأن النجاحات أصبحت مقترنة بالتخطيط الجيد بعيدا عن الإرتجالية، خاصة أن المنافسات الإفريقية بتضاريسها الوعرة وصعوبة أنديتها وخاصة مع التطور الحاصل في الكرة الإفريقية، يفرض على الأندية الإستعداد الجيد وحسن التوفيق بين المشاركة المحلية والقارية. 

 الوداد بدون مفاجآت
لم يكن وصول الوداد إلى نصف النهائي كأس عصبة أبطال إفريقيا بالمفاجئ، عطفا على نتائجه الجيدة التي سجلها، وكذا التجارب التي خامرها في المنافسة، لذلك كان مفروضا على الفريق الأحمر أن يصل على الأقل لهذا الدور. 
ولم يجد الوداد صعوبات كبيرة لبلوغ دور الربع، رغم أن البداية كانت نوعا ما غير متوهجة بتعادلين متتاليين، قبل أن يسجل الإنتصارات ويتأهل قبل نهاية المجموعات بجولة واحدة، علما أن دور المجموعات، عرف نوعا من الإرتباك التقني، بعد رحيل زوران مانولوفيتش والتعاقد مع الفرنسي سيباستيان دوسابر، دون استثناء الإصابات التي ضربت الفريق في مشواره.  

• بين غاريدو وغاموندي
رحل دوسابر وتم التعاقد مع الإسباني خوان كارلوس غاريدو، الذي وجد نفسه في بداية مشواره أمام محك صعب في دور ربع النهائي أمام نجم الساحل التونسي، لذي نعرف قيمته على المستوى الإفريقي، دون استثناء أيضا أن الحوارات المغربية/ التونسية دائما تكون صعبة وقوية. 
ونجح غاريدو في الاختبار، حيث تمكن الوداد من الفوز ذهابا بهدفين للا شيء، وخسر في الإياب بهدف للا شيء، وعبر بذلك فرسان الوداد هذا لدور للإنتقال للمربع الذهبي. 
ومرة أخرى راهن الوداد على مدرب جديد ليقوده في المربع الذهبي، بعد إقالة غاريدو بسبب تراجع النتائج في البطولة، ليتم وضع الثقة في المدرب الأرجنتيني غاموندي ويقود الوداد في دور النصف.  

• عودة النسور 
عاد الرجاء لأجواء كأس العصبة بعد غياب عن هذه المنافسة، لذلك راهن على تأكيد عودته والتقدم في الأدوار، ودخل الفريق الأخضر المنافسة باسمه لمحترم إفريقيا وكمتوج في النسخة قبل الماضية بكأس الكونفدرالية، وعرف كيف يصل لدور المجموعات الذي كانت من أولوياته وتأكيد قيمته، ولو أنه انهزم في المباراة الأولى على ملعبه أمام الترجي التونسي بهدف للا شيء، لكنه نجح في العودة سريعا بنتائجه الإيجابية، قبل أن يضمن تأهله، لدور الربع. 
ويحسب للرجاء أنه فرض شخصيته في المجموعة التي لم تكن سهلة، بدليل تواجد الترجي وشبيبة القبائل الجزائر وفيتا كلوب، الشيء الذي أكد أن الفريق الأخضر كان جاهزا بإمكانياته للذهاب بعيدا في المنافسة، وأكد أنه من  أقوى المنافسين على اللقب، رغم أنه يبقى الفريق الوحيد من الأندية المغربية المشاركة في المنافسة الإفريقية، والملتزم بواجهة ثالثة، وتمثلت في كأس محمد السادس للأندية الأبطال. 

• حاجز صعب للغاية
وجد الرجاء أمامه خصما صعب المراس في ربع النهائي، ألا وهو  مازيمبي الكونغولي الذي يعتبر من الأندية القوية التي تألقت في السنوات الأخيرة، لذلك لم تكن مهمة النسور بالسهلة، وكان عليه أن يحقق انتصارا مريحا في الدارالبضاء ذهابا، ليسهل عليه مهمته، وهو ما كان عندما سجل فوزا بهدفين للاشيء، وخاض مباراة الإياب وفي زاده الهدفين الغاليين، بديل أنه خسر في الإياب بهدف للا شيء، في مواجهة كانت صعبة ونجح في حجر بطاقة التأهل بعد أكثر من عقد من الزمن إلى الربع الذهبي. 
وكان المربع الذهبي لهذه النسخة في عصبة الأبطال تاريخيا حيث عرف مواجهة مغربية/مصرية خاصة، بلقاء الوداد والأهلي، والرجاء مع الزمالك، وكان كل فريق يريد تكريس تفوقه وقوته قاريا.
ولم تأت النتائج، وفق ما كان يتطلع لها المتتبعون للشأن الكروي في المغرب، حيث تعرض الوداد لخروج مخيب وغير منتظر وخسر ذهابا في ملعب محمد  الخامس بهدفين للا شيء، وعاود الأهلي الفوز في الإياب 1/3، فكانت واحدة من السقطات غير المنتظرة للوداد بأدائه متواضع.
ولم يكن الرجاء أفضل حال من الوداد، حيث اضطر لتوديع المنافسة، وخسر هو الآخر بملعبه بهدف لواحد، وخسر أيضا إيابا 3/1، وكلنا يعرف قصة هذا لفريق وكيف استعد للمباراة بعد أن داهمه فيروس كورونا، فكانت خرجتا الوداد والرجاء جد متواضعتين  وغير منتظرتين.   

• فعلها البراكنة
عاد نهضة بركان للواجهة، وحقق نتائج إيجابية، منذ الأدوار الأولى وفاز بحصص مهمة، إأكدت استعداده لأجواء المنافسة، على غرار الخماسية التي فاز بها على فورسا الملغاشي ولو أنه كان منتظرا أن يكون له حضور في هذه الدور، عطفا على تألقه في النسخة الأخيرة، بدليل أنه لعب النهائي في الموسم الماضي، فكان من الطبيعي أن لا يتوقف مشواره في دور المجموعات، بعد أن تقوى عوده إفريقيا، وبات من الأندية التي لها إسم على المستوى الإفريقي. 
وتأهل لدور الربع وواجه البور سعيدي المصري، وتعادل معه ذهابا بهدفين لمثلهما، وفاز عليه في الإياب بهدف واحد، ليضمن مكانا له في المربع الذهبي، الذي تجاوزه على حساب حسنية أكادير في حوار مغربي خالص  بهدفين لواحد، قبل أن يلاقي في النهائي بيراميدز وفاز عليه بهدف للاشيء، ليتوج لأول مرة باللقب الإفريقي. 

• سوس مرفوع الرأس
وقع حسنية أكادير على مشوار جيد في دور المجموعات، وتأهل عن جدارة واستحقاق لدور الربع، رغم المتاعب الذي وجدها على مستوى الإصابات التي ضربت فريقه، وأثرت على مجموعته، على أن المدرب محمد فاخر ساهم بقسط كبير قبل رحيله، وترك الفريق في المركز الأول، وعلى بعد نقطة واحدة من حجز بطاقة التأهل في دور المجموعات، حيث واصل مصطفى أوشريف المشوار بنجاح. 
وتأهل الفريق السوسي إلى دور الربع، وواجه النصر الليبي، فكان التفوق ظاهرا من خلال الفوز في الذهاب بخماسية نظيفة في المباراة التي جرت بتونس، قبل أن يفوز في أكادير بهدفين للا شيء. 
وفي مباراة تاريخية واجه حسنية أكادير خصمه نهضة بركان في حوار مغربي خلص حسمه الفريق البركاني بهدفين لواحد، وخرج الفريق السوسي مرفوع الرأس قياسا بمشواره المشجع، وكذا الغيابات الذي ضربته بسبب فيروس كورونا الذي أصاب 8 لاعبين.