غادر المدرب عبدالرحيم طاليب القلعة العسكرية، واضطر المكتب المسير فك الإرتباط به، بعد خمس دورات من انطلاق البطولة، لم تشفع له، ليواصل المسؤولون وضع ثقتهم فيه، وكانت مباراة سريع وادي زم آخر ظهور لطاليب على دكة الإحتياط العساكر، حيث كانت هناك محموعة من الأسباب التي دفع تالمكتب المسير للجيش إلى اتخاذ هذا القرار الذي لم يكن على العموم مفاجئا.  

• موسم الألقاب
وضع المكتب المسير للجيش مشروعا مع عبدالرحيم طاليب بعد التعاقد معه في الموسم الماضي، وكان الموسم الأول من أجل بناء فريق في المستوى بعد التغيرات البشرية التي راهن عليها، والثاني للمنافسة على الألقاب.  
وإذا كان مسؤولو الجيش قد احترموا العقد ودافعوا عليه في موسمه الأول رغم فترة الفراغ التي مر منها الفريق، فإنه كان مطالبا هذا الموسم، أن يتفادى كل الأخطاء التي ستؤثر على مشروعه وأهدافه، وأن يعطي الإنطباع من البداية أن الجيش قادر ليكون في الواجهة وينافس مع الكبار، وكان يدرك أيضا أن المسؤولين لن يتساهلوا معه، مثلما كان في الموسم الماضي.  

• صدمة البداية 
ولأن الجيش قد أنهى الموسم الماضي بنتائج جيدة ومشجعة، فقد انتظرت مكونات الفريق العسكري أن تكون انطلاقته ناجحة هذا الموسم، لكنهم صدموا بالبداية التي لم تكن ناجحة، حيث بدأ بخسارة ساذجة علي يد المغرب الفاسي 2/1، تلتها سقطة أخرى علي ملعبه علي يد المغرب التطواني 3/2، واستفزت الطريقة التي انهزم بها في هذه المواجهة كل المكونات، ولم يقو الفريق العسكري على الإحتفاظ بتقدمه في مناسبتين، قبل أن يسجل الفريق التطواني هدف الفوز في الدقائق الأخيرة من المباراة.  
وبدأ الطاقم التقني واللاعبون هنا، يشعرون بالضغط، ودخل الفريق مرحلة مبكرة من القلق والشك، لم يكن ينتظرها.  

• نفذ الصبر
رغم الفوز على نهضة الزمامرة ب2 ـ 0 في الدورة الثالثة، والتعادل في ديربي العاصمة مع الفتح من دون أهداف، إلا أن الفريق العسكري لم يصل لدرجة الإقناع، كوانت مباراة سريع وادي زم في الدورة الخامسة النقطة التي أفاضت كأس غضب المسؤولين.  
حيث قال مسؤول من الجيش لـ«المنتخب» إن المستوى المتواضع الذي ظهر به الفريق في هذه المباراة، أكد أن طاليب لم يعد يتحكم في الأمور وكان هناك نوع من الفوضى وعدم التزام اللاعبين، إضافة إلى أن المسؤولين لم يشعروا بذلك التطور المطلوب مقارنة بالموسم الماضي، وكان الجيش نسخة كاربونية في رأيهم.، لكن يحسب لطاليب كما يؤكد المسؤولون، أنه نجح في ميلاد لاعبين شبان أصبحوا من العناصر الأساسية بالفريق، كرضى سليم ومحمد مفيد وأيمن الشباني وأيوب لكرد. 

• من يقود الجيش ؟
هو السؤال الذي يسيطر على القلعة العسكرية حول المدرب الذي سيقود سفينة الجيش خلفا لطاليب، وإذا كانت السرية تغلف المفاوضات، فإن ما هو مؤكد أن المكتب المسير للجيش يراهن على مدرب أجنبي.  
وأكد مصدر من الجيش أن هناك 3 شروط في اختيار المدرب الجديد، أولها أن يتقن اللغة الفرنسية، ثانيا أن يكون قد سبق له الفوز بالألقاب، وثالثا أن لا يكون من المدربين الذين لا يستقر حالهم مع الأندية. 
وينتظر أن يتم الإعلان على المدرب الجديد هذا الأسبوع، حيث ستكون الفرصة أمامه من أجل استغلال فترة توقف البطولة والإستعداد بالمجموعة، قبل استئنافها.